إرفع جبينك
إرفع جبينك
************************
إرفعْ جبينكَ قدْ غَدوتَ
مُذْ ذاعَ صيتُكَ يُمْنَةً وشِمالا
يا وارثَ الأمجادِ منْ أسلافهِ
إنّي أراكَ سَبقتَهُمْ أفعَالا
إرفَعْ جبينَكَ قدْ طويتَ ز
وبلغتَ مالمْ يُنجِزوهُ كَمالا
إرفعْ فهذا الدَّهرُ أصبحَ مائلاً
وغدا الحرامُ بكفَّتيهِ حَلالا
إرفعْ فكُلُّ العاهرينَ تَقلّدوا
تاجَ الملوكِ وأصبحوا أبطالا
إرفعْ كما رفَعتْ بَغِيَّ
لمّا إنتشتْ وتلقتِ الأموالا
إرفعْ فمثلُكَ لمْ تلدْ عَرَبيّةٌ
أبداً ولمْ تلدِ الكِرامُ بِغالا
إرفع جبينك دوماً وإبتهج
وإرقص على جثث الأطفال إحتفال
ماكنتَ حمّالَ اللواءِ ولم
ليثاً ولمْ تتقحمِ الأهوالا
أو كنتَ أجدرَ بالذي يُبقي ال
عزيزةً أو أنْ يقودَ نِضالا
أو أنْ تردَّ على العدا ع
أو أنْ تخوضَ مع العدوِّ قِتالا
إنّي وجدتُ بكَ المثالبَ
ووجدتُ فيكَ الخائنَ الدجّالا
وأرىٰ الفِرَنْجةَ إنْ بدتْ لكَ طلعةٌ
وأرىٰ المَجوسَ إذا رأيتُ قِذَالا
يامنْ ورثتَ خيانةٍ عن خائنٍ
وورثتَ عنهُ العُهْرَ والإِضلالا
أكملتَ في فِعلِ الخيانةِ
وسبَقتَهُ في قُبْحِهِ أميالا
منْ باعَ للأعداءِ خيرَ هِ
وإختالَ يحكي القائدَ الرِئبالا
ماغادرَ الإفرنجُ منْ أوطانِنا
يومَ الجلاءِ ومارَعوا إستقلالا
لكنهمْ تركوا على أعتابِِها
حَرَسَاً وخُدّاماً لهمْ وخِلالا
لاتحسبنَّ اللهَ يغفلُ عنهمُ
فاللهُ يُمهلُ منْ طغىٰ إِمهالا
قالوا أمينُ الحزبِ قلتُ خؤ
منْ كانَ للفرسِ المجوسِ
ذاك الذي خانَ الرفاقَ جَ
ماكانَ إلّا الغادرَ الختّالا
إنْ كانتِ الجولانُ بِيعَتْ
فأراكَ بِِعتَ الأرضَ والآهالا
وإذا الرذيلةُ وُرِّثَتْ عن
لاتَعجبَنَّ إن خلّفَ الأرذالا
ياخائنَ الأوطانِ إنَّ فِعالَكُمْ
كانتْ على أهلِ الشآمِ وبالا
كانتْ بلادُ الشّامِ تجمعُ
وبظِلِّ عهدِكَ قُطِّعَتْ أَوْصالا
هَذي الديارُ العامراتُ تد
وغَدتْ بِشَرِّ صَنيعُكم أطلالا
أضحتْ خراباً والوجومُ يَلُفُّها
فكأنّها قَدْ زُلزِلَتْ زِلزالا
يافارسَ التَحريرِ قدْ حرَّرتها
منْ أهلِها وأذقْتَها الأهوالا
لمْ ييقَ في الدنيا حقودٌ
إلا أعاركَ عُدّةً ورِجالا
أو يبقَ في هَذي البريّةِ
إلا أجاركَ يَبْتَغي الأنْفالَا
مِنْ كلِّ فَجٍّ أقبلوا وكأنّهم
وجدوا زوالَكَ للطغاةِ زوالا
ولقدْ حباكَ المجرمونَ بعطفِهم
وحَنوا عليكَ تغنُّجاً ودَلالا
فإضربْ بكلِّ مُحرَّمٍ ومُدَمِّرٍ
فلقدْ أمنتَ عقوبةً وسُؤالا
إنَّ الكلابَ إذا إستحرَّ
لنْ تؤذيَ الأصحابَ وال
ضَجّتْ سماءُ الشّامِ مِنْ
وشَكى الثرى إذ حُمِّلَ ا
حشدوا منَ الأمْصارِ خيرَ سلا
وتقاطروا بِدُروعِهمْ أرتالا
فإذا الجحيمُ بأرضِنا قدْ
والعابراتُ تزيدُها إِشْعالا
أَتَقَرُ عيني أو تطيبُ جوارحي
ونساءُ دجلةَ والفراتِ ثَ
ياويحَ قومي إذْ تَفرّقَ جمعُهم
وغَدَوْ بأمرِ رعاتِهمْ أوشالا
لهفي على أهلي الكرام تف
شدوا على متن البِحار رِ
هاموا بأصقاع الدُنىٰ وتشردوا
لم يرقبوا أمناً ولا إقفالا
عتبي على أهلٍ لنا قدْ
أغلقوا أبوابَهمْ ماقدّموا مِثقالا
هذا يبيتُ على الطوىٰ من ف
وأخوهُ يمنعُ مؤنةً وغِلالا
كُنّا الأعِزّةَ والكتابُ يضُمُّنا
واليومَ أصبحْنا غُثّاً ورِمالا
جاءَ القرامطةُ اللِّئامُ فأوقعوا
في أهلِنا التهجيرَ والإذلالا
مَنْ كانَ يهتفُ باسمِ
خانتْ يداهُ محمداً والآلا
نشروا الرذيلةَ والمجونَ وأف
ملؤوا البلادَ دناءةً وسَفالا
صَبّوا على أرضِ العروبةِ حِ
لمْ يرحموا حَرْثاً ولاأنسَالا
لمْ يرحموا نفساً على أرجائِها
بقروا البطونَ وقتّلوا
أسفي على تلكَ الدماءِ
الطاهرات تفجرتْ وتدفقتْ شلالا
يامُضْمِراً لِبَني العروبةِ حِقدَهُ
أكملْتَ للفرسِ المجوسِ
فوصلتَ للأعداءِ جِسرَ مَودّةٍ
وقطعْتَ للعربِ الكرامِ
والحقُّ حصحصَ يومَ أنْ أعلنْتَ
لبني العروبةِ جفوةً وفِ
نيرونُ أصبحَ كالحمامةِ بعدَ
وجنونُ هتلرَ قدْ غدا أفضا
شتانَ بين حَماقةٍ وخِيانةٍ
إنَّ الخيانةَ تصطفي الأن
ياراجماً إبليسَ في جمراتِهِ
إرجمْ إذا رُمْتَ التمامَ
وأبوهُ أَوْلَى بالنّعالِ لِرجمِهِ
فإحْثوا عَليهِ الروثَ وال
يابائعَ الجولانِ هلْ بك نخوةٌ
يومَ إرتضيتَ لحزبك الِ
فإذا رفاقُكَ بالمحاجرِ غُيّ
وإذا المعاصمُ كُبِّلتْ أنكالا
إنّي عهدتُكَ في المعاركِ مدبرً
وعهدتُ فيكَ سآمةً وكِلالا
لولااليهودُ لمابقيتَ على الثرى
وَلمَا سَجلتَ مَعَ الرجالِ سِجالا
ياشامُ تيهي رِفعةً وجَلالا
وإكسِ الربيعَ نَضَارةً
أهواكِ شمساً لايغيبُ ضِياؤها
أهواكِ نجماً ساطعاً وهِلالا
أهواكِ أرضاً بورِكَتْ أرج
أهواكِ حُلماً واقعاً وخَيالا
أهواكِ نهراً لاتجفُّ مياههُ
عذباً نميراً سائغاً وزُلالا
أهواكِ أزهاراً تفوحُ على الوَ
أهواكِ سهلاً ساحراً وتلالا
أهواكِ جوداً لايغيضُ عطاؤه
أهواكِ هيلاً فائِحاً ودِلالا
أهواكِ حضناً دافئاً ومحبةً
أهواكِ طفلاً حالماً ودَلالا
أهواكِ صَدراً حانياً متلهفاً
أهواكِ نبعاً صافياً سِ
فبغيرِ حُضنُكِ ماوجدتُ حرارةً
وبِغَيرِ حبِّكِ ماوجدتُ وِ
ولغيرِ قربكِ ماتلهّفَ خاف
ولغيرِ تُربكِ ماوددتُ مآلا
أهواكِ في زمنِ الظلامِ من
أهواكِ في زمنِ الحَرورِ ظِ
أهواكِ أمّاً ياشآمُ أبيةً
تُذكي النفوسَ وتنجبُ الأبطال
أهواكِ شعباً ثائراً متمرداً
يأبى الخنوعَ ويرفضُ الأغلا
أهواكِ سيفاً لايُفَّلُ ذبابهُ
لِبَني أميَّةَ يحفظُ الأجيالا
ياطامعاً بالشامِ تبغي غزوَ
هلّا علمتَ بأنَّ فيكَ
فكأنَّ في عينيكَ ضرباً من قَ
وكأنَّ في فمِكَ المؤوفِ
إن الشآمَ يسيرةٌ لمحبِّها
وعسيرةٌ للطامعينَ مَنالا
فإخفِضْ جناحكَ إنْ مررتَ بقربِ
وأرقبْ إذا لمْ ترعوِ ا
هذي قصيدي مِنْ جراحي صُغْتُها
تَسْتَنهِضُ الأعمامَ والأخوالا
ياخيرةَ الأجنادِ مابينَ الورىٰ
رُصّوا الصُفوفَ وكبروهُ تَ
وإستمسكوا بِكِتابهِ وبِحَبْلهِ
مَنْ كانَ أمْتَن حيلةً
فهوَ المعينُ لِمنْ رجاهُ
وهو المعزُّ لمنْ أرادَ نِزالا
وهو الذي وهَبَ الخلائق رزقها
وهوَ الذي قَدْ قَدَّرَ الآجالا
وهوَ الغفورُ هوَ الرحيمُ
وهو الأشدُّ عُقوبةً ومِحالا
وهو الذي يجري السَّحابَ ثِ
ويُغيِّرُ الأطوارَ والأحوالا
رُدّوا على ظلمِ الغزاةِ
زيدوا على مكيالِهِمْ مِكيالا
ياشامةَ الدنيا وصفوةَ أرضِها
يادرةً منها الشُّعاعُ تَلالا
ياشامُ وعدُ حَبيبَنا لمّايَزَلْ
يُحيي القلوبَ ويَبعثُ الآمَالا
ياشامُ ياأرضَ الرباطِ تحيةً
رُدِّي عليَّ تَحِيَّتي إقْبَالا
إنّا لَنُرخِصُ للشآمِ دِماءَنا
ونريقُها حُبّاً لَها ووِصَالا
لِنَعودَ للأوطانِ رُغْمَ أنوفِهِمْ
ونُذيقَ جيشَ الخائنينَ نَكَالا
ونعودَ للوطنِ الحبيبِ أعزّةً
ونُحَطِّمَ الأصنامَ والأنْكالا
ياقاسِيونُ إثبتْ فحولكَ عُصبةٌ
كانتْ على قممِ الجبالِ
نذَرَتْ لدينِ اللهِ عزَّ شبابِها
لتنالَ مِنْ حوضِ الحبيبِ
فَهُمُ الأحِبَّةُ للحَبيبِ وصَحبِهِ
لمْ يخلَعوا مِنْ هَدْيِهِ سِربالا
كانوا الوِشاحَ على الصُّدورِ
وعلى رؤوسِ الأكرَمينَ عِقالا
وإذا دعى الداعي لِمَكرُمةِ الحِ
عافوا الدُّنىٰ وإسْتَبسَلوا
كانوا السُّيوفَ لهُ بساحاتِ ا
وعلى العِدا في الواقعاتِ
وهم العزيمةُ لاتَكِلُّ نفوسُهُمْ
وإذا مضوا لايعرفونَ مُحالا
وهمُ الليوثُ فلا يُضامُ عَرينُ
وهمُ الأسودُ وإنْ بدوا أشْبالا
شُلَّتْ يَمينُكَ ياسَفِيهُ بِماجَنَتْ
إذْ أوغَلَتْ بِدِمائِنا إِيغَالا
وبِما جَنَتْهُ يَداكَ يانَجلَ الزِّنا
غضبٌ عليكَ ولَعْنةٌ تَتوَالىٰ
فإخفِضْ جَبينَكَ ياخَؤونُ
عُقبىٰ الخيانةِ أنْ تذو
بقلم الشاعر عبدالقادرالعَجيل المحمدآغا
************************
المصدر : https://iraqaloroba.com/?p=6716