بايدن بين الدب الروسي والضبع الإيراني

عراق العروبة
2021-03-26T00:44:52+02:00
الافتتاحية
26 مارس 2021
بايدن بين الدب الروسي والضبع الإيراني

بايدن بين الدب الروسي والضبع الإيراني

عراق العروبة

ضحى عبدالرحمن

بايدن بين الدب الروسي والضبع الإيراني

بدأت أول أزمة سياسية كبيرة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا بعد أن وصف الرئيس الامريكي بايدن نظيره بوتين بأنه قاتل، وهذا تصعيد لم تشهد له مثيل العلاقات بين البلدين في السابق، صحيح أنه لم يعين القتيل ولكن من الواضح أن الرئيس بايدن يقصد المعارض الروسي ( ألكسي نافالني) الذي سممه النظام وعولج في ألمانيا، ورجع إلى روسيا ليوضع في السجن مرة أخرى.

قال الرئيس بايدن في لقاء تلفزيوني عن بوتين( لقد تحدثنا طويلا، انا اعرفه جيدا نسبيا، عندما بدأت المحادثة قلت له أنا أعرفك وأنت تعرفني، لو ثبت حدوث تدخل ـ يقصد في الإنتخابات الامريكية ـ فكن مستعدا). جاء هذا النقد الشديد بسبب التدخلات الروسية والايرانية في ملف الانتخابات الأمريكية، وملف حقوق الإنسان، بشأن تقرير صادر عن وزارة الأمن الداخلي والعدل الأمريكيتان بأن روسيا وإيران استهدفتا بنى تحتية للإنتخابات الامريكية الأخيرة لعام 2020، وجاء في التقرير أن التدخلين الروسي والإيراني أثرا على شبكات عدة تتولى مهام إدارة الإنتخابات.

حسنا عرفنا سبب التهجم الأمريكي على روسيا بشأن تدخلها في الإنتخابات الامريكية، لكن لماذا لم يتحدث بايدن عن التدخل الإيراني فيها باعترافها الطرف الأخر كما جاء في التقرير.

هل ما يزال الرئيس بايدن يظن أنه يمكن إحياء اتفاقية الملف النووي وهي رميم، سيما بعد رفض الخامنئي أي تفاوض مع إدارة بايدن ما لم ترفع جميع العقوبات على النظام؟

أما في ملف حقوق الإنسان فقد وصف الرئيس الامريكي نظيره بوتين بأنه قاتل، لأنه قتل بعض من معارضيه، وقمع الانتفاضات الشعبية ضده بعنف شديد. فهو قاتل لشعبه، ويستحق الوصف، ولا جدال في هذا الوصف الذي ينطبق على أي حاكم يقتل شعبه عندما يحتج على سياسته، ويفترض ان يطبق نفس المعيار على جميع الحكام في العالم بلا إستثناء، وهذا هو العدل، وازدواجية المعايير الظلم بعينه.

إن حرص الرئيس بايدن على المعارضين الروس هو موقف أنساني بلا أدنى شك، ويفترض أن يمارس نفس الحرص على أبناء جلدته اولا، وعلى بقية الشعوب التي تعاني من القمع والاضطهاد الحكومي ثانيا.

وعد الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته بحماية حلفائه في المنطقة، ويقصد دول الخليج العربي، وما تزال إيران تعتدي عبر ذيولها على دول الخليج وتهدد الأمريكيين في العراق، وهو يعبر عن قلقه لا أكثر، بل انه لا يوجد أي نقد الى نظام الملالي، كأن الميليشيات لا تأتمر بأمر الولي الفقيه في ايران.

إيران أول دولة في العالم بحجم الإعدامات، بل وتفتخر بها، وبقمع المتظاهرين سواء في ايران او في العراق عبر ذيلها الطويل الحشد الشعبي، وتجنيد الأطفال من قبل الحوثيين في اليمن، وقمع المتظاهرين في لبنان من قبل الولي القزم حسن نصر الله، ألا تستأهل هذه الأمور فتح ملف حقوق الإنسان في إيران والعراق؟

إيران مستمرة في سياسة التعنت وتخصيب اليورانيوم، وفي تحدي أكبر أغلقت الأبواب أمام المفتشين الدوليين، وأنها تطور تخصيب اليورانيوم بإعتراف  مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حديث الى النواب في البرلمان الأوروبي.

والرئيس بوتين يسخر من تهديدات بايدن، ويتعامل معها كلعبة الكلمات المتقاطعة.

وأنصار الله في اليمن تشدد هجماتها الصاروخية والطائرات المسيرة المصنوعة في إيران على منشآت ارامكو النفطية بعد أن رفع بايدن الحوثيين من قائمة الإرهاب الدولي.

وميليشيات الحشد الشعبي في العراق  تنهي الهدنة، وتستأنف هجومها على القواعد الأمريكية، ولا ردة فعل من الإدارة الامريكية.

ولبنان في طريقه الى الجحيم بسبب حزب الله اللبناني وهيمنته على القرار السياسي في البلاد.

والشعوب تنظر بدهشة الى ازدواجية المعايير في السياسة الامريكية.

هل بقيت من هيبة للولايات المتحدة في عهد الرئيس بايدن؟ هذه هي البداية والقادم ربما يكون أكثر شدة ووقعا على حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط.

يبدو أن تعثر بايدن ثلاث مرات على سلم الطائرة ووقوعه على السلم، ينبأ عن عثرات ووقوع قادم مريع لسياسة الدبلوماسية الخائبة وليس الدبلوماسية الناعمة.

هل عرفتم سبب سخرية بوتين من الرئيس بايدن؟ ان ضعف الادارة الجديدة التي اعتبرت الحوثي والخامنئي شركاء في صنع السلام.

 من مقالات الكاتب - عراق العروبة

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.