سرطان إيراني في جسد الإعلام العراقي
سرطان إيراني في جسد الإعلام العراقي
قال الشاعر:
ألاَ ليت اللحَى كانت حشيشاً … فنعلَفها دوابَ المسلمينا
العيون الغامزة على خبايا الرامزة.
الأعلام له أهمية كبيرة في حياة الشعوب، باعتباره البوصلة التي تحدد اتجاهات الرأي العام وتؤثر فيها بشكل مباشر، وقد يكون له دورا إيجابيا باعتباره السلطة الرابعة التي تراقب أداء الحكومة والبرلمان وتشير الى مواطن الخلل في الإداء، وربما تساعد في تصويب الأخطاء، وقد يكون للإعلام دورا سلبيا عندما يطبل للحكومة، ويكون جحش الدولة الذي تركبه، بعد وضع اللجام على عيونه. والإعلام بشكل عام أما محلي (وطني) أو عالمي، وهناك تداخل بين النوعين من حيث نوع النشاط الذي يُمارس ومساحته، ولكن في العراق يوجد إعلام ثالث وهو الإعلام الممول من الخارج ويخدم أجندة اجنبية تعمل ضد مصالح الشعب العراقي، اعلام يخالف الدستور، وتحمية السلطات الثلاث، وهذه مفارقة لا توجد الا في العراق والدول الخاضعة لولاية الفقيه. فهناك العديد من القنوات التابعة للنظام الإيراني تمارس نشاطها الإعلامي في العراق، تحت خيمة (إتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية).
وهذه القنوات يشرف عليها أمين عام (الشيخ علي كريمان) وهو من المخابرات الايرانية، ورئيس المجلس الأعلى للإتحاد ( مطر البكاء) عميل ايراني، ومقر الإتحاد الرئيس في طهران، أسس عام 2007 ويضم حوالي (210) عضوا من عدة بلدان. يتألف من الجمعية العامة، الأمانة العامة، المجلس الأعلى واللجان الدائمة. ويقوم القسم الدولي بتمويل أكثر من (60) شبكة تلفزيونية تابعة له، إضافة إلى نحو 200 إذاعة جميعها تبث بلغات غير فارسية ،يقوم بتمويل أكثر من (200) شبكة تلفزيونية، و(600) إذاعة دولية ومحلية، وأكثر من (5000) محطة إخبارية، ونحو (50) وكالة أنباء تنشر أخبارها بلغات غير الفارسية، في أرجاء العالم، ومعظمها يعمل من خارج إيران. وتعقد مؤتمرها السنوي في طهران بحضور رؤساء هذا القنوات المشبوهة أو من ينوب عنهم. وسبق أن التقوا بالقزم العميل (عادل عبد المهدي) الذي أشاد بدور الإتحاد في نشر الحقيقة، والقضايا العادلة!! الطائفية وتشويه الحقائق وتمزيق الوحدة الوطنية يعتبرها عبد المهدي قضايا عادلة!لا غرابة في موقف عبد المهدي فالعميل يدافع عن مصالح سيده، وهو على إستعداد ان يلحس بصاقه، والعميل العراقي، هو الأفضل عمالة ما بين عملاء العالم، فولائه مطلق وعنيف، ولا يمكن أن يجاريه أحد في عمالته، ولا سيما عملاء ايران، فهم يحتلون مرتبة الصدارة. ربما تجد في العالم عملاء بأعداد ما بين (10 ـ100) عميل، لكن في العراق هناك مئات الآلاف من العملاء، انها ظاهرة كونية لا يوجد لها مثيل مطلقا. ربما عملاء الإتحاد السوفيتي السابق من الأحزاب الشيوعية يزيدون عددا في جميع دول العالم عن عملاء العراق اليوم، لكن عملاء العراق أكثر تبعية وضراوة عن عملاء الإتحاد السوفيتي السابق. أما الأحزاب الشيوعية العراقية فهم في نادرة غريبة، فقد تحولوا من عمالة الإتحاد السوفيتي السابق الى عملاء لإيران بعد الإحتلال، فقد تحالفوا مع أكثر العملاء لإيران، وهو الإرهابي الدولي مقتدى الصدر، الذي يحظى بدعم خاص لثلاث قنوات من قبل الإتحاد الإيراني.
مهمات هذه القنوات:
أولا: تنمية وإشاعة الأفكار الشعوبية، والطعن بالعرب ورفع قيمة العنصر الفارسي.
ثانيا: تأجيج الروح الطائفية والعنصرية.
ثالثا: منع التقارب من الحاضنة العربية والإساءة الى الدول العربية عموما، ودول الخليج العربي خصوصا.
رابعا: الإساءة إلى الرموز الإسلامية، وتشويه وتزييف التأريخ الإسلامي.
خامسا: تمجيد النظام الإيراني وتهويل قوته، وتلميع صورته، واعتبار ولاية الفقية هي الممثل الصحيح للإسلام.
سادسا: الترويج للطقوس والمعتقدات الشيعية كإحياء عاشوراء والغدير وفرحة الزهرة وتغطية زيارة الأربعين وغيرها.
سابعا: الإساءة الى الحركات الوطنية ورموزها، وتشوية التظاهرات الوطنية والزعم بأنها ممولة من دول الاستكبار العالمي والشيطان الأكبر.
ثامنا: تنفيذ توجيهات الحرس الثوري، وتقديم المعلومات للمخابرات الايرانية الموجودة في العراق بأغطية مختلفة، رجال دين، وإعلام، ومنظمات انسانية وبنوك، وتجار وغيرها.
القنوات العراقية التي ترضع من ثدي ولاية الفقيه:
ـ قناة العهد. ميليشيا عصائب أهل الحق.
ـ قناة العهد 2. ميليشيا عصائب أهل الحق.
ـ قناة الغدير. ميليشيا بدر.
ـ قناة الأيام. المجلس الإسلامي الأعلى.
ـ قناة النجباء. ميليشيا النجباء.
ـ قناة الولاء. ميليشيا الخراساني.
ـ قناة حشدنا. ميليشيا الحشد الشعبي، يستلمها فالح الفياض.
ـ قناة الموقف. ميليشيا سيد الشهداء.
ـ قناة النعيم. حزب الفضيلة.
ـ قناة المنهج. ميليشيا سرايا السلام.، العائدة لمقتدى الصدر.
ـ قناة الطيف. ميليشيا سرايا السلام.
ـ قناة الشذرات. ميليشيا السلام.
ـ قناة الأضواء. ميليشيا السلام.
ـ قناة الفرات. تيار الحكمة لإبن المرجعية في النجف عمار الحكيم.
ـ قناة الإباء. ميليشيا حزب الله العراقي.
ـ قناة الاتجاه. ميليشيا حزب الله العراقي.
ـ قناة آفاق. حزب الدعوة جناح مختار العصر نوري المالكي.
ـ قناة بلادي. للمجنون إبراهيم الجعفري.
ـ قناة المسار. التابعة لحزب الدعوة/ تنظيم الداخل.
ـ قناة المسار 1. التابعة لحزب الدعوة/ تنظيم العراق.
ـ قناة الكليعة. للمرجع الشيعي محمد تقي الدين المدرسي.
ـ قناة السلام. المرجع الشيعي حسين الصدر.
ـ قناة آسيا. المؤتمر الوطني جماعة العميل المزدوج (امريكي ـ ايراني) المقبور احمد الجلبي.
ـ قناة الحدث. عبد اللطيف الهميم. رئيس الوقف السني المتشيع (من أتباع الخامنئي).
ـ قناة البينة. المؤتمر الوطني الشيعي.
ـ قناة الإمام الغائب. ميليشيا الإمام الغائب تعود الى ذو الفقار الدايني.
ـ قناة أهل البيت. هادي المدرسي.
ـ قناة كربلاء. تابعة للعتبة العباسية.
ـ قناة (آي نيوز) للعميل الإيراني عبد الأمير العبودي، من أبرز المدافعين عن النظام الإيراني.
ـ (11) محطة إذاعية. منها ثأر، ميسان، الحشد، الوعد.
هل اطلعتم على حجم العمالة في العراق؟
جميع أصحاب هذه القنوات لديهم نواب في البرلمان، ويسيطرون على المناصب الأمنية والوزارات في العراق علاوة على نفوذهم الكبير على القضاء، فماذا ترتجي من العراق، سيما بعد أن أجهضوا إنتفاضة تشرين بقوة السلاح؟ وهل ثمة أمل في الإصلاح؟ ومن يقوم بالإصلاح، مقتدى الصدر الذي يتبجح بالإصلاح وزرائه من أكبر الفاسدين في الحكومة، وهو لا يقل فسادا عنهم. التيار الصدري الذي يعتبره البعض تيار وطني هو الأكثر استفادة من اتحاد الإذاعات الإسلامية.
اتحاد الإذاعات الاسلامية أشبه بصباغ الأحذية يلمع لنا ذيول ايران لكن دون جدوى، فقد كثرت الشقوق وما عادت الرقع تنفع. وإذا أضفنا إلى عمالة اتحاد الإذاعات عمالة أخرى مشرعة قانونا ومتمثلة بشبكة الاعلام العراقي عرفنا ان السلطة الرابعة تخضع الى النفوذ الإيراني بشكل مطلق، شأنها شأن بقية السلطات الثلاث.
قدم الإعلامي الناجح (محمد سيد محسن) في برنامج المعروف (البوصلة) تقريرا مفصلا وإيضاحات عن هذا الإتحاد الإيراني الطائفي وذيوله من القنوات العراقية، وفضح دورة المشبوه في تعبئة الشعب العراق بما يتفق والرؤية الإيرانية للعراق كولاية تابعة لها، والعمل على ضرب المصالح الوطنية، والتشهير بالمتظاهرين السلميين، والدفاع عن النظام الايراني بإستماته، علاوة على تنمية النفس الطائفي، وإثارة الفتنة بين شرائح الشعب العراقي. وهناك منح ورواتب شهرية لأصحاب الأفواه والأقلام المأجورة، وأبرز رموز العمالة في العراق (عبد الأمير العبودي، هاشم الكندي، عبد الكريم خلف، نجاح محمد علي، عدنان السراج).
علاوة على الخلية الاعلامية المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني التي كشف عنها الشهيد هشام الهاشمي، والذي دفع حياته ثمنا لها. كشف الهاشمي إن رئيس الخلية هو آغا شاهيني (إيراني الجنسية) ومساعده قاسم قصير (لبناني الجنسية)، مضيفا أسماء المحررين وهم (نجاح محمد علي، عبد الأمير العبودي، مازن عبد الهادي الزيدي، عباس العرداوي). وأرسل الشهيد الهاشمي أسماء فريق الخلية وهم (أحمد عبد السادة، علي المطيري، مهند العقابي، مازن الزيدي، محمد الخزاعي، أحمد هاتف، علي مراد الأسدي، أسعد البصري، باسم الماجدي، علي فضل الله، جاسم الغرابي، حيدر البارزنجي، واثق الجابري وأمير القريشي).
ربما يظن البعض أن إيران هي التي تمول اتحاد الاذاعات والتلفزيونات الاسلامية ماديا، ولكن هذا غير صحيح مطلقا، فالمال عراقي 100%، حيث تسيطر الميليشيات العراقية على المنافذ الحدودية وتهرب النفط الخام الى ايران وتركيا علاوة على البنوك الايرانية بواجهات عراقية وهي المستفيد من نافذة بيع العملة (مزاد العملة) في البنك المركزي العراقي الذي يخضع لأيران ويرأسه قيادي في تيار الارهابي مقتدى الصدر، فالدورة المالية للإتحاد، مال عراقي من الميليشيات الولائية عبر القنوات التي أشرنا اليها ـ يدخل في حساب الحرس الثوري الايراني ـ يرسل جزء من هذا المال العراقي الى اتحاد الإذاعات الإسلامية ـ يقوم الإتحاد بتوزيع جزء منه على القنوات العراقية التابعة له.
أما موضوع السيادة، فمن المضحك جدا ان تتحدث عن اربعة أشياء في العراق، السيادة الوطنية، هيبة الدولة، حيادية القضاء، نزاهة الجيش والقوات الأمنية.
الحليم تكفيه الإشارة واللبيب يتعظ من العبارة
ذكر ابن الجوزي”جاء رجل من الصوفية إلى (القائد التركي بجكم) فوعظه وتكلم بالفارسية والعربية حتى أبكاه بكاء شديدا، فلما ولي، قال بجكم لبعض من حضره أحمل معه ألف درهم. فحملت وأقبل بجكم عليّ من بين يديه، فقال: ما أظنه يقبلها فهذا متخرق بالعبادة أيش يعمل بالدراهم؟ فما كان بأسرع من أن جاء الغلام فارغ اليد. فقال له بجكم: هل أعطيته إياها؟
قال: نعم.
فقال بجكم: كلنا صيادون ولكن الشباك تختلف”. (المنتظم14/12).
بجكم التركي: هو أبو الحسين بجكم المكاني، امير الامراء زمن الخليفة العباسي الراضي بالله، قلده الخليفة العباسي منصب إمرة الأمراء عام 326 هجرية. وهو تركي الأصل، وكان يفهم العربية ولا يتكلم بها.، أي مثل الخميني.
*كاتب ومفكر عراقي.
المصدر : https://iraqaloroba.com/?p=4128