أبو فدك يضرب الخاصرة الرخوة للكاظمي بـ(المليان)!

عراق العروبة
مقالات وآراء
20 يونيو 2021
أبو فدك يضرب الخاصرة الرخوة للكاظمي بـ(المليان)!

أبو فدك يضرب الخاصرة الرخوة للكاظمي بـ(المليان)!

عراق العروبة

هارون محمد

أبو فدك يضرب الخاصرة الرخوة للكاظمي بـ(المليان)!

ما زالت ردود الفعل الغاضبة تتصاعد في الأوساط الشعبية العراقية، عقب إطلاق سراح المليشياوي قاسم مصلح، لـ(عدم كفاية الأدلة)، برغم أن أدلة إدانته حاضرة ومتوافرة، يُمكن لأي محقق أمني أو عدلي مبتديء، الإمساك بها، ببساطة شديدة، وبلا تعب أو عناء، وخصوصاً عملية اغتياله للشاب الكربلائي إيهاب الوزني، في التاسع من الشهر الماضي، وقد تداول الناشطون المدنيون، اتصالاَ هاتفياً، يبدو افتراضياً، ولكنه أقرب إلى الواقع، طرفاه عبدالعزيز المحمداوي (أبو فدك)، زعيم كتائب حزب الله، والقاضي فائق زيدان، رئيس مجلس القضاء الأعلى، يقول فيه أبو فدك للقاضي: لو عُرضت عليك قضية، متهم فيها، واحد من (ربعنا)، وتهمته قتل الامام على ابن أبي طالب، وشهد عليه، ابناه الإمامان، الحسن والحسين، فلا تأخذ بشهادتيهما، وافرج عنه لعدم كفاية الأدلة!.

وقلنا في مقالة سابقة، إن المحمداوي، ليس من النوع الذي يهضم اعتقال أحد مساعديه، ولا يسمح بمحاكمته، حتى لو شهد الكون كله على جريمته، لأن (أبو فدك) كائن من العصور الظلامية، ويُخيل لمن يطالع صورته، ويتمعن في ملامح وجهه ونظرات عينيه، أن هذا الأزرق الأصفر، دموي النزعة، وعديم الرحمة، يقابله مصطفى الكاظمي، الخوّاف، الذي يمشي (جنب الحيط)، وكل همه أن يعدد أياماً ويقبض رواتباً ومخصصات وامتيازات، ووفقاً لذلك، فان العراقيين على مواعيد جديدة، بوقوع المزيد من جرائم فصائل الحشد الشعبي التي باتت فوق القانون، تضرب متى تشاء، وتقتل متى تُريد، واغتيال عقيد المخابرات نبراس فرمان، خير مثال، والبقية على القائمة، وتأتي تباعاً، ودعوة أحد الناشطين إلى منتسبي جهاز المخابرات، بالتظاهر في ساحة التحرير، والمطالبة بكشف الجهة المتورطة في اغتيال ضباطهم، فيها مغزى ومعنى!، ونصيحة لمساعدي الكاظمي ومستشاريه، والمدافعين عنه، من وزراء ومسؤولين، انتبهوا واحذروا، لأن رئيسكم، صاحب الشكل الشمعي، والقلب الصخري، غير معني بسلامتكم، ولا يأبه لما يحدث لكم، ولن يضيره، أن يُنكّل بكم، والشواهد على ذلك لا تُعد ولا تُحصى، فقط تذكرّوا اغتيال هشام الهاشمي، وقد عُرف قتلته، بالاسم والوظيفة والعنوان، وما زالوا طلقاء.

وقد تسربت معلومات عن دوافع عملية اغتيال العقيد نبراس فرمان، وملخصها أن السفير الإيراني في بغداد، الجنرال مسجدي، استدعاه عشية مغادرة وفد استخباري إماراتي لبغداد، بعد أن أجرى مباحثات مع نظيره العراقي، وطلب منه أن يوافيه بمحاضر اجتماعات الوفدين، وما جرى بينهما، في الجلسات السرية، واعتذر نبراس، وأبلغ مسجدي، أن المحاضر في خزانة اللواء خالد الدليمي، وكيل رئيس الجهاز، وأنه شخصياً ووظيفياً، لم يشارك في الاجتماعات الرسمية الثنائية، أو الجلسات الانفرادية، ولم يعجب هذا الجواب سعادة السفير، وصار الذي صار، ولاحظوا ردة فعل الكاظمي، على اغتياله حيث كرر اسطوانته المشروخة، في تشكيل لجنة تحقيق وكشف قتلته، وهي العبارة نفسها التي يقولها، عقب كل جريمة، أو عملية اغتيال.

والذين زاروا قاسم مصلح في دارته الكربلائية، وهنأوه بإطلاق سراحه، ومنهم أرباع شيوخ من الانبار وأعشارهم، نقلوا عنه أنه كان يوجه شتائم سوقية إلى الكاظمي، خلال استقباله للمهنئين، وسمعه كثير من ضيوفه، وهو يتوعده بـ (خازوق)!

ولوحظ أيضاً، أنه خاطب أحد مهنئيه قدم من القائم، ويدعيّ صداقة وزير الدفاع جمعة عناد الجبوري، مستفسراً عن آخر أخبار (معالي) الوزير، قالها متهكماً، فوجم القائمي، وظهر الجزع على وجهه، وكل الذي تفوه به،(والله حجي ما أدري)!، وهنا ردّ الحجي بطريقة ساخرة وبعالي الصوت حتى يسمعه القريبون والبعيدون من قعدته، أنتم شهود عليَّ، اذا (فوتتها) له!.

وواضح ان قاسم مصلح، في إشاراته إلى جمعة عناد، وتهديداته المبطنة له، يعكس أراء قادة الحشد في وزير الدفاع الذي بات هدفاً، تصوّب إليه سهام النقد من جهة، وغمزات التهديد والوعيد من جهة أخرى، لأنه تجرأ وقال، في تصريحات له عقب الاستعراض الحشدي المسلح بالمنطقة الخضراء، في السادس والعشرين من الشهر الماضي،: إن الجيش والشرطة وقوات مكافحة الإرهاب، هي التي تعاونت على قتال (داعش) وحررت المناطق والمحافظات المحتلة، في حين كانت وحدات الحشد الشعبي في الخلف للاسناد والتطهير، وساء أبو فدك وشلته، هذا الكلام، وعدوّه تشويهاً لـ(جهاد) فصائلهم، وساءهم أكثر، تصريح الوزير، الذي قال عن الأربعين عجلة المسلحة، التي استعرضت في المنطقة الخضراء، بأنها لا تحتاج إلى قوة عسكرية كبيرة لتفريقها، وإنما يكفيها فوج واحد من الجيش، ومثل هذا الحديث عند القادة الولائين، كفر وحرام.

وليس دفاعاً عن جمعة عناد، وسبق وانتقدناه في مقال، قبل أسبوعين، لدفاعه الحار عن موقف الكاظمي أزاء الحشديين، وإشادته بـ(حكمة) القائد العام للقوات المسلحة التي حقنت الدماء، حسب تصريحاته، الا أن ما قاله عن مشاركة الحشد الصورية، في تحرير المناطق المحتلة، صحيح تماماً، ودللت عليه الوقائع والأحداث، فقد كانت قوات الحشد مجرد متفرجة، تنتظر تحرير هذه البلدة أو تلك المدينة، ثم تنطلق، مسرعة، لتمارس أعمال السرقة والنهب، من بيوت المواطنين، حتى وصلت إلى حمل الأفرشة والبطانيات المُتربة، واصطياد الدجاج، في لقطات موثقة، أظهرت الحشديين، كـ(لصوص) وسلابين، لا أخلاق عندهم، ولا قيماً تحكمهم.

والخلاصة، أن أياماً حالكة مقبلة على العراقيين، وخصوصاً الناشطين والمتظاهرين، فلا الحكومة تدافع عنهم، ولا قوات الجيش والشرطة ومكافحة الارهاب (المكبلة) بالقيود والتعليمات تحميهم، ولن يقف معهم القضاء الفاسد، الذي يبريء القتلة، لـ(عدم كفاية الأدلة)، في الوقت الذي ينزوي الكاظمي كـ(شاهد) يرى كل شيء أمامه، ولكنه (أبرد من ظهر السقا)!

 من مقالات الكاتب - عراق العروبة

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.