أعدم روح الله وسكت آية الله!!!

عراق العروبة
2021-01-02T23:30:18+02:00
مقالات وآراء
14 ديسمبر 2020
أعدم روح الله وسكت آية الله!!!

أعدم روح الله وسكت آية الله!!!

عراق العروبة

ضحى عبدالرحمن

أعدم روح الله وسكت آية الله!!!

مرت عملية إعدام روح الله زو مرور الكرام على مرجعية علي السيستاني، صحيح الرجل أخرس، لكن حتى الأخرس عندما يتهم بعملية تسهيل جريمة قتل، يدافع عن نفسه بالإشارة. ربما الصمت دليل الرضا والله أعلم! كان زم رئيسا لقناة (أمد نيوز) المعارضة الايرانية، وكان له دورا بارزا في نشر فضائح النظام القمعي وكيف تعامل مع المتظاهرين الإيرانيين السلميين، سيما خلال احتجاجات عام 2017 ونشر الكثير من الوثائق المسربة عن الفساد الحكومي في إيران، وكان يحظى بمشاهدات الملايين على مراسلات (تيليجرام)، إلى أن تمكن نظام الملالي من تقديم رشوة كبيرة لإغلاق القناة عام 2018. 

حصل رزم على اللجوء السياسي في فرنسا، وحاول نظام الملالي اغتياله، ولكنه عجز عن ذلك، ففرنسا كانت توفر الحماية لزم، فلجأت المخابرات الإيرانية بالإستعانة بالمخابرات العراقية التابعة لها في استدراج زم للعراق، بحجة تحقيق لقاء مع المرجع الشيعي الأعلى السيستاني، ويبدو ان الحيلة انطلت على زم، بعد ان تأكد بأن الدعوة صحيحة وصادرة عن مكتب السيستاني وبختمه، ومن خلال الإتصال بـ وكلائه في النجف تأكد زم من صحة الدعوة، فلا مجال للشك، واقتنعت السلطات الفرنسية بأنه لا توجد مخاطر لأنه سيكون بضيافة السيستاني، ولم يدر في خلدها ان المرجع الأعلى أو وكلائه تواطأوا مع المخابرات الايرانية والعراقية لإعتقال زم. كانت خطة ذكية رسمتها المخابرات الايرانية بالتعاون مع مرجعية النجف، ونفذتها المخابرات العراقية.

جرت الرحلة في تشرين الأول من العام الماضي من فرنسا الى عمان اولا، وتوجه بعدها الى العراق عبر مطار بغداد الدولي الذي تسيطر على جميع مرافقه الحيوية الميليشيات الولائية، وبعد نزوله من الطائرة، اصطحبه رجال المخابرات العراقية، وتم تسليمه إلى المخابرات الإيرانية الموجودة في المطار (شعبة خاصة للحرس الثوري)، وتم نقله فورا الى ايران، واعدم شنقا حتى الموت في محاكمة صورية بتهمة (معاداة الثورة) وهي تشبه في العراق تهمة (معاداة العملية السياسية)، والوقوف مع المتظاهرين السلميين، والاتصال بجهات خارجية (يعني جوكر حسب مفهوم الميليشيات الولائية)، سبحان الله كأن أحدهم بصق بفم الآخر، نفسه التهم والوسائل القمعية في ايران وولاية العراق.

فسر البعض سرعة إعدام روح الله زم، بأن نظام الملالي المليء سجله بالإعدامات لا يجد حرجا في إجراء عمليات إعدام في عهد الرئيس ترامب، لأن الموقف سيصعب مع الرئيس الجديد بايدن، فخير الأمور اعجلها.

كانت الصدمة قوية للحكومة الفرنسية، فقد أعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية ” ان فرنسا تدين بشدة هذا الاعتداء الخطير على حرية التعبير وحرية الصحافة في إيران. إنه عمل وحشي وغير مقبول يتعارض مع الالتزامات الدولية لهذا البلد”. وتبعها الاتحاد الأوروبي بتصريح آخر” نستنكر بأشد العبارات إعدام زم، ونعارض عقوبة الإعدام تحت أي ظرف”.

الأمر الذي يثير الشكوك، ان العملية تمت تحت عمامة المرجع الشيعي علي السيستاني، على اعتبار ان رسالته لروح الله زم هي سبب استدراجه للقدوم الى العراق، فكيف نعلل سكوت السيستاني عن هذه الفضيحة؟ ولماذا لم يبرأ نفسه من التهمة؟ هل سيكون الصمت سيد الموقف كما فعل تجاه ما ورد على لسان بريمر ورامسفيلد بشأنه؟

فعلا مرجعية صامتة!! مع أن الصمت يزيدنا ثقة بصحة الاتهامات الموجهة الى المرجعية ، وتواطئها مع قوات الإحتلال، والا هل من موجب للصمت؟ افتونا يرحمكم الله.

في تزامن مع فضيحة زم، كشفت صحيفة الواشنطن بوست إختطاف معارض إيراني آخر (حبيب أسيود) وكان الرئيس السابق لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز العربية المغتصبة، وقد حصل على اللجوء السياسي في السويد، وعندما غادر الى تركيا، قامت المخابرات التركية بالتنسيق مع المخابرات الإيرانية بإلقاء القبض عليه، وتسليمه الى المخابرات الايرانية التي نقلته الى طهران، وحاولت المخابرات التركية التغطية على هذا التعاون من خلال التحقيق مع بعض الأشخاص الذين شهدوا الحادث، يعني بعد خراب البصرة، كما يقول المثل العراقي.

لذا نهيب بمعارضي نظام ولاية الفقيه من الإيرانيين في الخارج، وكذلك العراقيين المعارضين للعملية السياسية في الخارج بتجنب المطارات العراقية والتركية، فالأخطبوط الإيراني له نفوذ كبير في هاتين الدولتين، فالحذر كل الحذر، واعلم أن الحذر يجنبك الضرر.

 

 من مقالات الكاتب1 - عراق العروبة

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.