أنصاف الحلول لا تُجدي مع المليشيات وفرق الموت!

عراق العروبة
2021-03-20T05:03:51+02:00
مقالات وآراء
4 أكتوبر 2020
أنصاف الحلول لا تُجدي مع المليشيات وفرق الموت!

أنصاف الحلول لا تُجدي مع المليشيات وفرق الموت!

عراق العروبة

هارون محمد

أنصاف الحلول لا تُجدي مع المليشيات وفرق الموت!

ما دام رئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي، قد اقتنع بكفاءة اللواء حامد الزهيري، وعرف قدراته وجديته ونزاهته، واختاره لقيادة الفرقة الخاصة المسؤولة عن أمن المنطقة الخضراء، وهو اختيار موفق، وفقاً لآراء عسكريين مهنيين، تابعوا سيرة خريج الكليات العسكرية والأركان والدورات العراقية، وأكاديمية (ساند هيرست) البريطانية، فإن المطلوب من الكاظمي، ألا يقف عند قرار التعيين، ويترك الرجل لوحده، على رأس فرقة مليشياوية قذرة، لم تكن طوال السنوات السابقة، جزءاً من وزارة الدفاع، أو رئاسة أركان الجيش، أو القيادة العامة للقوات المسلحة، وإنما عليه أن يتخذ قرارات أخرى، ينسف بها، سياقات العمل والأداء، في هذا التشكيل، الذي هو أقرب إلى فرق الموت، وليس قطعات عسكرية عراقية.

وصحيح أن اللواء الزهيري، كما يُنقل عنه، ضابط مهني، وعسكري محترف، ورجل غير مسيس، وهذه السمات تُحسب له، وتعزز مصداقيته، ولكن الصحيح أيضاً، أنه سيواجه مشكلات لا حصر لها، ومتاعب لا عد لها أيضاً، لأن أغلب ضباط هذه الفرقة ومنتسبيها، ينتمون إلى أحزاب ومليشيات، ويكفي للتدليل على ذلك أن قائدها الذي أزيح مؤخراً، الفريق (الدمج) تحسين العبودي، الملقب بـ(أبو منتظر الحسيني)، رفض بتحد سافر، دعوة مرجعه العسكري الأعلى، كما يفترض، القائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي، بتحريك قواتها، لمنع كتائب حزب الله، من محاصرة مقر جهاز مكافحة الارهاب، في المنطقة الخضراء، رداً على اعتقال خلية الكاتيوشا بمنطقة الدورة، نهاية حزيران الماضي.

وقد صار واضحاً، أن قائد الفرقة السابق، تحسين العبودي، وهو أحد المتهمين الرئيسين، في إصدار الأوامر بقنص المتظاهرين السلميين، يرتبط بغرفة عمليات الحشد الولائي، التي يرأسها عبدالعزيز المحمداوي (أبو فدك)، والأخير هو الذي رشحه ليكون المستشار العسكري لرئيس الحكومة السابق عادل عبدالمهدي، قبل أن يُنسب إلى قيادة الفرقة الخاصة، المسؤولة عن أمن المنطقة الخضراء، وللتوثيق التاريخي والعسكري، فإن تحسين عبد مطر العبودي، وهذا اسمه الكامل في اضبارته بوزارة الدفاع في العهد السابق، كان قد وقع في الأسر الإيراني، في منتصف العام 1982، وهو برتبة ملازم ثان، وظلت أسرته في العراق، تتلقى راتبه الشهري كضابط (أسير) حتى العام 1991، عندما اكتشفت السلطات العراقية متأخرة، عند تبادل الأسرى مع إيران، في أعقاب أحداث الكويت، أنه التحق بتشكيلات (التوابين)، فور أسره، وأدخله الإيرانيون في دورات تأهيلية، للتحقيق مع الأسرى العراقيين، حتى صار قائداً في فيلق بدر، بعد أن غير اسمه الأصلي، واتخذ اسماً جديداً هو: أبو منتظر الحسيني، الذي ما زال يحمله إلى الآن ويفخر، أن الجنرال الإيراني، قاسم سليماني ـ لا يستحق الرحمة عليه بوصفه ميتاً ـ لأنه قاتل وجلاد وظالم، هو الذي اختاره له.

ولدى الكاظمي وجهاز المخابرات، معلومات تفصيلية، عن اتصالات العبودي، بالجهات الإيرانية، وخصوصاً بفيلق قدس، الذي يمثل أعلى هيئة سياسية وعسكرية وأمنية للحشد الولائي في العراق، لذلك من الصعب على اللواء الزهيري، وهو عميد سابق للكلية العسكرية، ومدرس الخطط في كلية الأركان، والحاصل على شهادة الماجستير في العلوم العسكرية، وخريج (ساند هيرست)، أن يضبط فرقة مليشياوية، معظم ضباطها (دمج)، وأكثر جنودها، يفتقرون إلى الانضباط العسكري، ويرتبطون بالأحزاب والفصائل الولائية، وقد أخفق قائدها الأسبق، الفريق محمد رضا، رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية حالياً، في السيطرة عليها، وهو المسنود من زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، والمدعوم من رئيس الحكومة، وقتئذ، حيدر العبادي، فكيف باللواء حامد الزهيري، الذي قد ينجح بالتأكيد، في إدارة مؤسسة عسكرية مهنية، أو قيادة قوات نظامية، أما هذه الفرقة، الغريبة على الجيش العراقي، والمعادية لكل شيء اسمه عراقي، فليس أمام الكاظمي، إذا كان واعياً وحريصاً، على سمعة المؤسسة العسكرية، غير إلغائها، وتسريح منتسبيها الحاليين، لأن أغلبهم، نتاج مليشيات، وبعيدين عن الضوابط والأعراف والتقاليد العسكرية، وتكليف الزهيري، بتشكيل فرقة عسكرية جديدة، تتولى مسؤولياتها المكلفة بها، بمهنية واحترافية، وفقاً لسياقات الخدمة العسكرية، ومفاهيمها الوطنية.

 من مقالات الكاتب - عراق العروبة

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.