الاجتثاث وسيلة الجبناء في مواجهة النبلاء!

عراق العروبة
مقالات وآراء
22 يونيو 2021
الاجتثاث وسيلة الجبناء في مواجهة النبلاء!

الاجتثاث وسيلة الجبناء في مواجهة النبلاء!

عراق العروبة

هارون محمد

الاجتثاث وسيلة الجبناء في مواجهة النبلاء!

لا أدري من ورّط خالد سلطان هاشم، وشجعه على ترشيح نفسه إلى الانتخابات المقبلة المقررة في تشرين الأول من العام الحالي، وهي انتخابات لا تختلف عن سابقاتها، في التزوير والتلاعب مُسبقاً في نتائجها، وعدم إقبال الناخبين عليها، يضاف إليها، هذه المرة، تغوّل المليشيات الولائية الإيرانية، وهيمنتها على المشهد السياسي، حتى تحولت إلى قوة مسلحة أجنبية محتلة، تساوت في انتهاكاتها، مع جرائم القوات الأمريكية الغازية، وربما تفوقت عليها في ميدان السلب واللصوصية.

أغلب الظن، أنه جمال الضاري، الذي نزل نجل المرحوم سلطان هاشم على كتلته الانتخابية في الموصل، ومشكلة جمال، أنه يبحث عن دور سياسي في العراق، منذ أربع أو خمس سنوات، بعد أن غادر هيئة علماء المسلمين، وهذا من حقه، بالطبع، كمواطن عراقي، ولكنه وقع في سلسلة أخطاء سياسية من دون أن ينتبه إليها، منها: أنه أطلق حزبه (المشروع الوطني) في الخارج، وعلى وجه التحديد، من باريس، خلال حفلة نهارية باذخة، على ضفاف نهر الـ(سين) الساحر، ومنها أيضاً، أنه لا يؤمن بضرورة اعتماد برنامج سياسي واجتماعي، يشكل دعامة لحزبه، ويكون مقبولاً في حدّه الأدنى، وسط البيئة السنية، التي ينتمي إليها، لأنه ما دام يحمل لقب (الضاري) فان الطرف الآخر، لن يتعاطى معه، لاعتبارات تأريخية وطائفية، ثم أنه ما زال يظن أن المال وحده يكفي، لممارسة العمل السياسي، وتحمّل تبعاته وتداعياته، وهو رجل مقتدر، و(مليان من زمان)، ويعتقد أن قدراته المالية، ستحقق له بلوغ ما يتطلع إليه، برغم تجربيتين مريرتين، خلفتا خيبة وإحباطاً له، الأولى: عندما تعاون مع إياد علاوي، في انتخابات 2018، ورشح عدداً من مناصريه، في قائمة الأخير (الوطنية) مقابل أموال، ولم ينجح أي منهم، والثانية: وهي جديدة بـ(الباكيت)، إخفاقه في التحالف مع أسامة النجيفي، وكنا أشرنا إليها في مقال سابق، وتوقعنا انهيارها، وهو ما حصل، والسبب هو المال، وأشياء أخر، لا نخوض فيها.

عموماً.. كان على خالد سلطان هاشم، وقبل أن يُقدم على ترشيح نفسه للانتخابات، أن يتمعن في المشهد السياسي ملياً، ويسأل ويتشاور، ما دام شاباً، وليست له خبرات سياسية، وتجارب انتخابية، وكان عليه أيضاً، أن يُدرك، أن أصحاب السلطة والقرار في العراق الراهن، ليسوا على استعداد، للقبول به، بأي وجه من الوجوه، لأنه، ببساطة، ابن رجل محترم خدم العراق، جندياً وقائداً عسكرياً ووزيراً، ويشكل اسمه، وهو الغائب الحاضر، قلقاً، ليس لرئيس وأعضاء لجان الاجتثاث والمساءلة، ومفوضية الانتخابات، وهيئة النزاهة، والقضاء الفاسد، وهم حثالات مرتشية وموبوءة، وإنما يُصدّع رؤوس من هم أعلى منهم مراتب ومناصب، وجميعهم يرتجفون هلعاً من سيرة سلطان ورفاقه في السلاح، الذين أجبروا أسيادهم العجم، على تجرع السم، ولاحظوا الذريعة التي اعتمدها المجتثون في قرارهم المنحط، (كونه من أبناء أزلام النظام البائد)، وبسطال ابن طي، أشرف منهم، وألمع من وجوههم الكالحة، التي تقطر خزياً وخسة.

الاجتثاث وسيلة الجبناء في مواجهة النبلاء!
خالد سلطان هاشم

وعلى ذكر الشهيد، سلطان هاشم، فقد روى لنا، السيد بنكين ريكاني، قصة مؤلمة حصلت معه أيام كان وزيراً للعدل وكالة في حكومة عادل عبدالمهدي، وملخصها أنه استخدم صلاحياته، في ترتيب زيارة لبعض أولاد سلطان له، واعتقد أن خالداً من ضمنهم، للقاء أبيهم المحبوس ظلماً وبهتاناً في سجن الحوت بالناصرية، بعد فراق سنوات، وكيف سعى مسؤولو السجن، الاعتراض عليه وتعطيله؟، مما اضطر الوزير الكردي إلى ارسال بعض أفراد حمايته مسلحين، لمرافقة أولاد السجين المحروم، مثل زملائه من زيارات ذويه وأقاربه، وسط سخط (ربع إيران) على تلك الزيارة الإنسانية أصلاً، برغم أن القانون المعمول به في العراق، يسمح للسجناء عامة، باستقبال عائلاتهم وأصدقائهم، في زيارات دورية.

وقد ثبت بالملموس، لماذا يُصّر قادة الكتل والأحزاب، وخصوصاً الشيعية، على التمسك بقوانين الاجتثاث والمساءلة والإقصاء والعزل، ذلك لأنهم يُدركون أنهم سيهزمون لا محالة، في أي انتخابات تشارك فيها شخصيات وطنية وقومية وديمقراطية، وأسماء لها احترام بين الناس، وسبق وتحدينا نوري المالكي، قبل سنوات، أن يُلغي تلك القوانين، إذا كان شجاعاً، ويزعم أن له جمهور وأنصار، وفي الامتحان يكرم المرء أو يهان، ولكنه توارى صمتاً، وانزوى مريدوه والمنتفعون منه خوفاً، لأنهم يعرفون، سلفاَ، أنهم منبوذون من الشعب، الذي خبر أكاذيبهم، وأكبر رأس فيهم، يُهزم بسهولة، أمام متظاهر سلمي، أو ناشط مدني، أو حتى نصير بعثي، لم يسجل عليه أنه استغل حزبيته، في تحقيق مآربه، كما فعلها أتباع الدعوة والمجلس الاعلى والفضيلة وبدر والعصائب والصدر وعمار وربع (أبو فدك)، وبقية الشلل المنخورة بالفساد والطائفية، من فوق إلى تحت.

ومرة أخرى، نتحداهم من موقع الاقتدار، ونقول لهم: ارفعوا قوانين الجُبن والجور، وانزلوا إلى الساحة، بما تملكون، من مال ودعايات وأبواق وعمائم ودعم إيراني، وخوضوا انتخابات طبيعية، بلا تهديد، أو استخدام سلاح، وعندها ستعرفون قيمتكم بين العراقيين، إذا كنتم أصحاب ضمير ووجدان ودين.

الاجتثاث وسيلة الجبناء في مواجهة النبلاء!

 من مقالات الكاتب - عراق العروبة

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.