العراق قربان يذبح لوجه الولي الفقيه

عراق العروبة
مقالات وآراء
11 نوفمبر 2021
العراق قربان يذبح لوجه الولي الفقيه

العراق قربان يذبح لوجه الولي الفقيه

عراق العروبة

ضحى عبدالرحمن

العراق قربان يذبح لوجه الولي الفقيه

بعد الخسارة الفادحة للأحزاب الولائية في الإنتخابات الأخيرة، تحاول الدفع نحو تحقيق حكومة توافق بين كتلتي الفتح (الأحزاب الولائية الشيعية والذيول من الأحزاب السنية) والإصلاح (التيار الصدري)، ولا مانع عندها من إختيار رئيس وزراء صدري قح كبديل عن رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي، الذي تعتبره الأحزاب الولائية عميلا للولايات المتحدة الامريكية، ومن العجب أنها اعتبرت محاولة إغتيال الكاظمي الأخيرة عبارة عن مسرحية بطلها الكاظمي لتحقيق تعاطف شعبي وعربي ودولي للحصول على الولاية الثانية، لكن عندما أدانت إيران العملية، تغيرت بوصلة الأحزاب الولائية الى اعتبار الولايات المتحدة هي التي تقف وراء عملية اغتيال عميلها الكاظمي! فعلا حدث العاقل بما لا يعقل فإن صدق فلا عقل له.

العجب العجب هو الموقف الإيراني من عملية الاغتيال، في البداية أشارت (وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إيرنا) بأنه (من المحتمل ان محور المقاومة هو من نفذ عملية الاغتيال)، لكن سرعان صرحت المخابرات الايرانية بنفي الإحتمال متساءلة  بعجب (ليس واضحا لماذا اتهمت وكالة إيرنا محور المقاومة)؟ ايران بلد العجائب كالسمكة اللزجة التي تفلت من اليد.

لكن اليس غريبا ان تقوم الولايات المتحدة بإغتيال الكاظمي بهذه الطريقة الساذجة، وهي تمتلك آلاف الوسائل لو أرادت التخلص منه أو من غيره؟ ثم ان الطائرة المسيرة التي استخدمت في العملية إيرانية الصنع وسبق ان عرضت خلال العرض العسكري الذي قام به الحشد الشيعي في مخيم أشرف في محافظة ديالى، كما ان القذيفة ايرانية الصنع، وهي نفس القذيفة التي استخدمت من قبل طائرة مسيرة لضرب السفارة الأمريكية، وتم السيطرة على المسيرة وإنزالها سليمة. كما ان الطائرتين من النوع القاصفة، وعادت أدراجها الى منطقة انطلاقها، ويمكن بسهولة تتبع خط مسيرها وتحديد مكانها.

حاولت الميليشيات الولائية التركيز على نقطة اعتبرتها ـ من غبائها ـ  في غاية الأهمية، وهي ان منظومة الدفاع الأمريكية (سيرام ) لم يتم تشغيلها، ومن المعروف ان منزل الكاظمي يبعد حوالي 2كم عن السفارة الأمريكية، ومدى المنظومة 1 كيلو متر مربع، بمعنى ان المنظومة لا يمكن تفعيلها ضمن هذا المدى، كما ان الطائرتين سلكتا الطريق المعاكس لجهة السفارة الأمريكية وبطيران واطيء، وبمستوى منخفض فوق نهر دجلة الذي يعتبر منخفض نسبيا، لذا لا يمكن رصدها، والمنظومة مخصصة لصد الصواريخ وليس الطائرات المسيرة سيما التي تحلق على ارتفاع أقل من 200 متر. كما انه لا توجد اتفاقية بين الحكومة العراقية والولايات المتحدة لتأمين المنطقة الخضراء بأكملها، فالمنظومة خاصة بحماية السفارة الأمريكية فقط، ولا علاقة لها بعموم المنطقة الخضراء.

لا يمكن تجاهل التصريحات التي سبقت عملية الاغتيال الأخيرة، فقد صرح زعيم ميليشيا عصائب أهل الحق بأنه ستُضرب المنطقة الخضراء بطائرات مسيرة، وسيقع اللوم والمسؤولية على محور المقاومة، ولا نظن ان قيس الخزعلي لا ينطق عن هوى، فتنبأ عما سيحصل، ولا نظن بأنه عراف، وتمكن عبر الضرب على الرمل التوصل الى هذا الأمر، وان كانت عنده معلومات، فكان من الأولى ان يقدمها الى قائده، أي القائد العام للقوات المسلحة، كما أقسم الخزعلي بالإنتقام لشهداء التظاهرات الحشدوية من الكاظمي، وحمله المسؤولية. علاوة على تصريحات زعيم حزب الله بأن الكاظمي عليه ان ينسى العودة الى جهاز المخابرات او رئاسة الحكومة، لذا الميليشيات الولائية هي التي هددت الكاظمي مرارا وتكرارا، وسبق ان استهدفته في محاول اغتيال قبل أشهر بالهجوم على جهاز المخابرات بثلاثة صواريخ كاتيوشا خلال تواجد الكاظمي في الجهاز.

الذي يهمنا في هذا الموضوع ان الكاظمي ومن قبله من وزراء الحكومة من المالكي فصاعدا هم من نفخوا في بالونة الميليشيات الولائية، ودعوها تتضخم على حساب القيادة العامة للقوات المسلحة، كما ان مهادنة الكاظمي وما يسمى بسياسة الاحتواء للميليشيات الولائية، أثبتت فشلها، وجعل الميليشيات الولائية تتنمر عليه، بل جعلت منه مسخرة ومضحكة عبر تحدية من خلال دوس صوره بالأحذية، واعتباره معزا، والتهديد بقطع أذنه، ومحاصرته في المنطقة الخضراء، سلسلة من الإهانات لا يمكن ان يقبلها أي إنسان عنده ذرة من الكرامة والغيرة والاعتداد بالنفس. لا يهمنا الكاظمي شخصيا ان أهين أو أحتذيت صوره، لكنه يعتبر أكبر رمز تنفيذي في العراق، وهذا ما يهمنا، انه رمز للعراق سواء رضينا عنه أم لم نرضى. ويفترض ان يكون قويا، لأن في قوته قوة العراق، وفي ضعفه، ضعف العراق. ومن المعروف ان الكاظمي باعتباره رئيسا للمخابرات والحكومة، وسبق ان قال أنه يعرف من هي الجهة التي استهدفته، وكررها ثلاث مرات، لذا فلا داع لتشكيل لجان تحقيقية او قيام الإدارة الأمريكية ودول أخرى بإرسال فرق تحقيق للمساعدة في كشف الجهة التي قامت بالإغتيال، وتبقى الكرة بيد الكاظمي، فهل سيسددها في مرمى الميليشيات الولائية، أو سيرميها خارج الهدف كما فعل بعد محاولة اغتياله في جهاز المخابرات، هذا ما سيتبين في الأيام القادمة.

أقول في الختام: إن من يتعامل مع الأرنب كأنه أسدا، عليه أن يتحمل نتائج فعله، ولا يلوم إلا نفسه.

العراق قربان يذبح لوجه الولي الفقيه

ضحى عبد الرحمن

العراق المحتل.

 من مقالات الكاتب - عراق العروبة

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.