الكاظمي يسخر من عقول العراقيين

عراق العروبة
مقالات وآراء
21 يوليو 2021
الكاظمي يسخر من عقول العراقيين

الكاظمي يسخر من عقول العراقيين

عراق العروبة

علي الكــاش

الكاظمي يسخر من عقول العراقيين

غالبا ما تستخدم بعض الأنظمة الحاكمة المستبدة أسلوب في غاية الحقارة والسفالة مع شعبها من خلال قاعدة (طمس الكارثة السابقة بكارثة جديدة)، وهذا ما نشهده بإستمرار في إدارة الدولة العراقية الفاشلة، فما أن تنتهي كارثة ويقوم رئيس الحكومة الهزيلة بتشكيل لجنة تطمس كل معالم الجريمة، إلا واستجدت كارثة جديدة تجعل الشعب العراقي يغير بوصلة اهتمامه من الكارثة القديمة الى الجديدة، أما من يدفع ثمن هذه السياسية الضالة فهو الشعب العراقي العاجز عن تغيير حكامه السفلة، وهو يجلد يوميا بسياط الأحزاب والميليشيات الحاكمة، دون أن ينتزع السوط من يد جلاده ويقلب السحر على الساحر، وهو قادر على ذلك.

يبدو أن الشعب تعود على السياط فما عادت تؤثر فيه، أو تُفعل عزيمته فيتحرك للثورة العارمة، ويتحرر من القيود التي كبلها به الاحتلالين الأمريكي والإيراني والنظام الحاكم والميليشيات الولائية، الله تعالى لا يرحم ولا يعين من لا يعين نفسه، عندما يسعى العبد سيسانده الرب، اما يقعد متقاعسا منتظرا التحرر من السماء، فهذا ما لا يمكن أن يكون، اسعى يا بشر للتحرر فيكون الله بجانبك ولن يتخلى عنك.

بعد أن تكررت الجريمة البشعة في ذي قار وهي النسخة الثانية من مستشفى ابن الخطيب التي راح ضحيتها ما يقارب المائة شيهد، جاءت النسخة الثانية في محافظة الجهاد والأبطال الناصرية (ذي قار)، وكان عدد الشهداء مناقصة بين مؤسسات الدولة الواحدة مما يدل على ضعفها وارتباكها، المحافظ يقلل الرقم إلى الحد الأدنى، علما انه لم يكلف نفسه عناء زيارة موقع الكارثة، ووزارة الصحة تحذو حذوه بعدد مغاير، ومنظمة حقوق الإنسان العراقي تعطي رقما مغايرا، والنشطاء وهم الأوثق من الأجهزة الحكومية والأقرب الى الحدث يعلنون بأن الشهداء ما يقارب المائة، وما زال حوالي (20) شهيدا لا أثر لهم، ربما تفحموا ولم يبق منهم شيئا، حتى الشهداء تتلاعب الحكومة بأعدادهم، سبحان الله لا يرحموا الأحياء ولا الأموات، كالعادة خرج علينا رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي مؤلفا لجنة هلامية فيها وزير الرياضة عدنان درجال، ربما لأن الكاظمي يدرك جيدا ان الجريمة كانت لعبة سياسية وتحتاج إلى خبير في الرياضة مثل درجال.

مع أن اللجنة التي شكلها الكاظمي أثر مجزرة حريق مستشفى ابن الخطيب، تبخرت فيها اللجنة والتحقيقات بفعل تفحم الشهداء، ولم يبق لها أثر كجثث شهدائنا الأبرار في ذي قار. آلاف اللجان تشكلت منذ عام 2003 ولحد الآن، وليس هناك نتيجة واحدة لهذه اللجان الحقيرة، التي لا يخجل أعضائها من تسميتهم كأعضاء فيها، وسيكون حسابهم مع الله تعالى، وارواح الشهداء سيكونوا خصومهم في الآخرة، إن من يتستر على القتلة والفاسدين مشارك في الجريمة، وكل رؤساء واعضاء اللجان فاسدون و مجرمون بلا استثناء، هم ومن أمر بتشكيل تلك اللجان الوهمية.

محطات مهمة على الكارثة

اولا. حاول الكاظمي بمسرحية سخيفة أن يستهزأ بعقول العراقيين من إعلان القبض على قاتل الشهيد هاشم الهاشمي، وقد إختار اللحظة المناسبة للتغطية على جريمة حرق مستشفى الحسين في الناصرية، بإعلان إسم أحد الإرهابيين ونشر إعترافات واهية، والحقيقة هي تشويهات ومغالطات أكثر منها إعترافات.

ثانيا. يبدو أن اتفاقا حصل بين الكاظمي وكتائب حزب الله العراقي، اشترط فيها الحزب، تسليم مجرم واحد فقط، مع عدم الإعلان عن الجهة التي تقف وراء الإرهابي، والزعم بأن شركائه، هربوا خارج العراق، والحكم على الإرهابي بالإعدام، من ثم تهريبه الى ايران بطريقة ما، باعتباره مجاهد في محور المقاومة. مقابل ذلك يرفع الحرج عن الكاظمي الذي وعد عائلة الهاشمي بالكشف عن المجرمين خلال ثلاثة أيام.

ثالثا. سبق أن أعلن مستشار الكاظمي أحمد ملا طلال قبل تسريحه من مكتب إستشارية الكاظمي، بأن الحكومة تعرفت على قتلة الهاشمي، وأنه لا يمكن القبض عليهم بسبب تشابكات سياسية، وأن القبض عليهم ستكون له تداعيات لا تتناسب وظروف العراق. بمعنى إن توقيت القبض على قاتل الهاشمي اختاره الكاظمي ليغطي به على محرقة ذي قار. وكان من المفروض أن يكاشف الشعب بمعرفة القتلة بدلا من التغطية عليهم حوالي عشرة أشهر.

رابعا. خلال الاعترافات السخيفة ورد بأن القاتل ” ينتمي إلى مجموعة خارجة عن القانون”! فمن هي هذه المجموعة الخارجة عن القانون ولماذا تم التستر عليها؟ لاحظوا أن القاتل أطلق عليه عدة تسميات منها (ملازم أول، من مجموعة خارجة عن القانون، المدعو، المجموعة من أربعة أشخاص، المجموعة التي نفذت العملية)، ولم تطلق عليه كلمة المجرم او الإرهابي ولا على مجموعته، وهذا الأمر يثير الشكوك، ويؤكد ان الإعترافات متفق عليها بين الكاظمي وكتائب حزب الله.

خامسا. ان كانت الشرطة والجيش المسؤولين عن حماية الأرواح، يقتلون الناس بهذه الطريقة البشعة، ألسنا على حق عندما نصف القوى الأمنية بأنها تفتقر الى ابسط مقومات المسؤولية في أداء واجبها، وأنها هي التي قتلت ثوار تشرين؟ وان كانت الميليشيات متوغلة في القوى الأمنية بهذه الطريقة، وعبر ضباط الدمج، الا يفترض برئيس الحكومة أن يطهر هذه الأجهزة من عناصر الميليشيات؟ أم إنه على توافق معها، وهذا الأقرب إلى الصواب.

سادسا. جاء في اعترافات الإرهابي أنه قتل الهاشمي على أساس أنه مقرب من الولايات المتحدة، علما ان الهاشمي كان في السابق منتميا إلى إحدى الجماعات السلفية قبل غزو العراق ثم انخرط في إحدى فصائل المقاومة الوطنية العراقية، بمعنى أنه أصلا مع المقاومة العراقية وعمل ضد الإحتلال الأمريكي، بل هو محسوب على الكاظمي ومحور المقاومة، ولم يصدر عنه اي مقال او كلام يثبت أنه يتعاطف مع المحتل الأمريكي. لذلك فذريعة أنه يعمل مع الولايات المتحدة، وقتل لهذا السبب، أوهى من خيوط العنكبوت.

سابعا. كانت الأخبار الأولية تشير الى أن عدد المجرمين ستة، فكيف صاروا اربعة، ثم كيف هربوا الى خارج العراق، وتنقلوا بحرية؟ ولما لم تفصح الحكومة الى أية دولة شدوا رحالهم؟ وجاء في بيان لاحق انهم رجعوا الى العراق؟ ما هذه المهزلة، هل يمكن ان يعود المجرم الى مكان الجريمة ليحاكم، حدثوا العاقل بما لا يعقل، فإن صدق فلا عقل له.

ثامنا. ما ورد في الاعترافات معلومات غير مهمة، وتعرف عليها الشعب من خلال مشاهدة الفيديو، فتعطل الرشاشة، والماطورين (موتورسيكل) والسيارة المصاحبة للقتلة، ومناطق تنقلهم قبل وبعد الجريمة لا تعني شيئا للشعب، وهل هم حاليا خارج العراق، وأية دولة تأويهم، وهل طالب العراق تلك الدولة بإستعادتهم؟ ومن هي الجهة التي تقف وراء الإرهابي، فالمجرم عبارة عن وسيلة، المهم هو من خطط للعملية، ومعرفة من أمر بالإغتيال.

إن عدم الإجابة على هذه الأسئلة، يرجح كفة الإتفاق بين الكاظمي وكتائب حزب الله الإرهابي، ومعناه أن الكاظمي يغطي على الإرهاب، وهو مشارك في الجريمة.

الكاظمي يسخر من عقول العراقيين

 من مقالات الكاتب - عراق العروبة

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.