صراع الذئاب في العراق المحتل

عراق العروبة
مقالات وآراء
26 أكتوبر 2021
صراع الذئاب في العراق المحتل

صراع الذئاب في العراق المحتل

عراق العروبة

د . عبدالرزاق محمد الدليمي

صراع الذئاب في العراق المحتل

ازدادت صراعات ذيول الاحتلال وذئابه ومريديه حدة في الاونة الاخيرة بعد ان جاءت نتائج انتخاباتهم المشوهة المزورة مخيبة لآمالهم وكانت صفعة وجهت إليهم  بالصميم الأمر الذي يعني احتمال تعرض مصالحهم ومغانمهم غير المشروعة للخسارة في بعض مواقعهم في العملية السياسية سيئة الصيت،ويبذل المالكي الطامع بولاية ثالثة جهود جبارة لاستغلال هذه الفوضى لتأليب أعداء الشعب من الأحزاب اللااسلامية وغيرهم من المتضررين من نتائج المهزلة الانتخابية ،ويحتضن منزل المالكي رئيس ائتلاف دولة القانون بالعاصمة بغداد عدة اجتماعات مهمة تضم القوى السياسية باستثناء الصدريين وتحديدا تلك التي تضررت مصالحها من نتائج الانتخابات لمناقشة التطورات السياسية والطعون بنتائج الانتخابات(واحتمال تشكيل واجهه برلمانية ضد مقتدى الصدر)،والتلويح بالخيارات الأخرى؟؟!! علما أنه سبق لهذه القوى الباغية المجرمة ان جابهت الاحتجاجات السلمية  للشباب العراقي الرافض لهم بقوة وقسوة ووحشية عندما طالبوا بأبسط حقوقهم (الوطن) مع التأكيد على ان كل ما حدث ويحدث من كوارث هو من نتاج مؤامرات هذه القوى ضد العراق وشعبه،ومنها مهازل الانتخابات التي لم ولن تسفر في جميعها الا الى زيادة احكام سيطرتهم على البلاد والعباد.

منذ التاسع من نيسان 2003 والشعب العراقي يعاني من تغييبه في إطار سلسلة متوالية ومستديمة من الأزمات المعدة له سلفا بطريقة علمية ممنهجة وتأتي مهزلة الانتخابات الاخيرة صفحة سوداء معتمة أخرى لتعمق هذه الأزمات التي عادة ما تستحضر فيها مصالح واهداف واطماع كل الاطراف التي اسهمت في دمار وسرقة العراق باستثناء الشعب العراقي الذي اصبح بالنسبة لهم مجرد ديكور ووجوده اعتباري معنوي وممنوع عليه التدخل بأي شئ حدث او مايحدث رغم انه الضحية الأولى من الجرائم التي ترتكب ضده وباسمه منذ احتلال بلاده،وهذا سببا آخر لرفضنا و استنكارنا لكل مهازل العملية السياسية وما يرافقها من عمليات تزويق وتبييض وتجميل من قبل الاحتلال ،تحت شعارات مضللة وممارسات واهنة تحت ما يسمى بالممارسات الديمقراطية التي شبع العراقيين من كثرة ترديدها دعائيا في وقت غابت فيه أية محاولة لتصويب معاناته الدائمة و المتفاقمة.

وجهات نظر أمريكية

لخصت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية في 16 من الشهر الحالي عدد من وجهات نظر قادة الرأي الأمريكي بما انتهت إليه نتائج الانتخابات العراقية الاخيرة عام 2021 

1- نتائج الانتخابات تؤشر سوء التنظيم بين الفصائل المسلحة وضعف الإدارة والتنافس الانقسامي والتغالب غير الممنهج. 

2-ايضا تؤشر الانتخابات عدم تقيد الفصائل بالتعليمات التي تقترحها إيران.

 3- تبرز قوة التيار الصدري الدينية والسياسية من خلال هذه الانتخابات لأن عدد المصوتين للتيار الذي يبلغ حدود 600 الف تقريبا يساوي عدد أصوات الفتح (600) تقريبا, مع انهم يشكلون مجموعة كبيرة من الأحزاب خصوصا الفتح مع ان التيار الصدري حصل على زيادة (20) مقعد عن انتخابات عام 2018 بينما حصل القانون على (26) مقعدا. 

4- تبرز بقوة عدم أهمية الشعارات الانتخابية والتعبوية التي يرفعها الفتح في عقل الجمهور الشيعي من الدفاع عن الحشد وغيره كون الجمهور متعلق بالخدمات والمنجز الواقعي.

5- الفتح تلقى ثلاث خسارات سياسية مع عمره القصير سياسيا الأولى عام 2019 بسقوط حكومة عادل, والثاني في نتائج الانتخابات عام 2021 والثالثة في أن الجمهور الشيعي يؤشر عليهم الفساد وعدم تقديم الخدمات مما جعله يتراجع عن الساحة السياسية. 

6- المرجعية الدينية في النجف لم تعد مؤثرة في دفع الشيعة إلى المشاركة في الانتخابات بسبب رفض الجمهور إلى الأحزاب وتكرار الوجوه مع انها تحتفظ في مكانتها وسمعتها إلا أن صدمة الجمهور من سوء الخدمات منع الجمهور أن يستجيب الى نداء المرجعية في المشاركة. 

7- فشل المشروع الإيراني السياسي في العراق كونه يركز على ذات الوجوه ولم يهتم بإنعاش الاقتصاد ومحاربة الخلل المعيشي وانه متصل السياسيين والأحزاب أكثر من اتصاله بحاجات الشعب.

8- الشيعة في العراق في أسوأ مراحل الحكم سياسيا والانقسام السياسي الحاصل قد يتطور الى انقسام مسلح كما أن عزوفهم عن المشاركة في الانتخابات يؤشر ان العملية السياسية مستقبلا قد تفقد شرعيتها الاجتماعية.

9- حالة الانسداد السياسي التي حذر منها المرجع السيستاني في بيانه حصلت بعمق فذات الأحزاب تكررت وصحبت معها خلافاتها وأزماتها ولم تظهر وجوه جديدة تمنح العملية السياسية عمرا وحياة وحيوية وقوة بل تعمقت الازمة بانشطار الموقف الشيعي السياسي بين قطبين لا يمكن الجمع بينهما وربما تنعكس خلافاتهم القادمة على الحياة السياسية مما ينذر بموقف خطير وتراجع في الخدمات.

10- خروج اغلب الاحزاب السياسية الشيعية المعروفة (النصر والحكمة والفضيلة وتنظيم العراق وغيرهم) عن الحكم والتأثير إلا القانون وهو محاصر من التيار الصدري الان التيار الصدري هو الآخر محاصر من الرفض الشيعي لأن وجوده مصادرة للقرار الشيعي ويهدد الجميع.

11- تشكيل الحكومة معقد جدا ما لم يقدم الطرفان الشيعيان تنازلات هو أمر غير ممكن ويمكن ان يكون الحل من خارجهم بايكال رئاسة الوزراء الى المستقلين أو الليبراليين كما حصل بعد استقالة عادل عبد المهدي والا فيكون الحل بالسلاح أو الفوضى أو الذهاب الى حكومة مؤقتة.

12-نتائج الانتخابات عام 2021 لايمكن اعتبارها نتائج الصناديق بل نتائج السياسات الخاطئة والتراكمية في العراق.

13- بروز التيار الصدري مهم مرحليا لأمريكا ليقف بالضد من السلاح المنفلت وينهي دور تاثيرات إيران أو يحد منه.  

14- سوف تكون النجف عاجزة عن معالجة العقد الحكومية التي تنشأ من التعقيد الذي أنتجته نتائج الانتخابات وايضا يتعذر على الأحزاب نفسها ان تجد مخرجا للحل وسوف يكون موقف إيران معقدا وعسيرا.

15- بحكم نتائج الانتخابات يكون الوضع السياسي السني والكردي المستقبلي افضل والضعف عميق لدى الشيعة وأكثر من أي مرحلة سبقت

شهود الزور

كعادة كل الادارات بالدفاع عن احتلالهم للعراق وتجميل سياساتهم الفاشلة فيه ،هنأت إدارة بايدن صنيعتهم حكومة العراق على إجراء الانتخابات وإن الولايات المتحدة تأمل تشكيل حكومة تعكس إرادة الشعب العراقي.؟؟؟ وأن الادارة تسعى إلى شراكة متعددة الأوجه مع العراق ، إلى جانب برامج المساعدات الأمريكية ،مع استمرار وجود 2500 فرد عسكري أمريكي كدعم للعمليات العراقية ضد فلول الدولة الإسلامية العنيدة.؟؟؟ علما انه سبق  للقادة الأمريكيون والعراقيون أن قرروا في تموز الماضي أن يكون وجود القوات الأمريكية في العراق بحلول 31 كانون الأول (ديسمبر) 2021 لأغراض استشارية غير قتالية، ويبدو أن ادارة بايدن غير آبهه من تداعيات مخرجات الانتخابات لاسيما إن خسارة جماعة ايران كالفتح لمقاعد قد تجعلها أكثر تعنتاً في مفاوضات تشكيل الحكومة والإصرار على الحفاظ على النفوذ على قوات الحشد الشعبي (الميليشيات التي تم دمجها رسميًا في قطاع الأمن)،رغم توقعنا ان هذه الاحزاب العميلة ستختار مرة أخرى تقاسم السلطة الشامل لتجنب المواجهة ، وحتما ان الحكومة الجديدة ستواجه احتجاجات متجددة اقوى واكبر من سابقاتها ويحتمل أن تكون مزعزعة للاستقرار.

أصدر مجلس الأمن الدولي،الجمعة الماضية ، كما هو متوقع بياناً بشأن نجاح الانتخابات المبكرة في العراق، فيما جدد دعمه لحكومة العراق والتزامه باستقلال العراق وسيادته ووحدته وسلامة أراضيه.وذكر المجلس، أن “أعضاء مجلس الأمن، يهنئون الشعب العراقي والحكومة العراقية بمناسبة الانتخابات الأخيرة التي أجريت في العاشر من شهر أكتوبر الجاري. ورحب أعضاء مجلس الأمن بالتقارير الأولية التي تفيد بأن الانتخابات المبكرة سارت على نحو سلس وتميزت عن جميع الانتخابات التي سبقتها بإصلاحات فنية وإجرائية مهمة”.وأضاف البيان، أن “أعضاء مجلس الأمن أثنوا على المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لإجرائها انتخابات سليمة من الناحية الفنية، وأثنوا على حكومة العراق لتحضيراتها للانتخابات ولمنع العنف في يوم الانتخابات”.وأثنى أعضاء مجلس الأمن، على “بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) لتقديمها المساعدة الفنية للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات وتوفير فريق تابع للأمم المتحدة لمراقبة يوم الانتخابات الذي طلبته حكومة العراق لتعزيز العملية الانتخابية وتعزيز الشفافية”، معربين عن شكرهم بعثة يونامي على مساعدتها”.وأثنوا أيضاً، على البعثة لإظهارها الموضوعية في جهودها التي قدمتها لدعم العراق خلال العملية الانتخابية”، مرحبين بجهود المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق لتعزيز المشاركة السياسية للمرأة”.ورحب أعضاء المجلس، بجهود الدول الأعضاء والمنظمات الدولية الأخرى لمراقبة الانتخابات، ولا سيما بعثة الرصد الانتخابي الطويلة الأمد التابعة للاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي وغيرها، وكذلك المنظمات المحلية”.وأعربوا، عن “أسفهم للتهديدات الأخيرة بالعنف ضد بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، وموظفي المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، إلى جانب آخرين”.وتابع البيان: “وكرر أعضاء مجلس الأمن دعوة الأمين العام للأمم المتحدة الى جميع الأطراف ذات العلاقة للتحلي بالصبر والالتزام بالجدول الزمني الانتخابي”.وشدد أعضاء المجلس، على أن “أي خلافات انتخابية قد تنشأ يجب حلها سلمياً من خلال الطرق القانونية المعمول بها”، معربين عن تطلعهم بعد التصديق على النتائج، إلى “التشكيل السلمي لحكومة شاملة تمثل ارادة الشعب العراقي ومطالبه بترسيخ الديمقراطية”.وجددوا، دعمهم لحكومة العراق والتزامهم باستقلال العراق وسيادته ووحدته وسلامة أراضيه، ودعمهم لجهود حكومة العراق لتحقيق إصلاحات جادة وتشجيع الحوار السياسي الشامل الذي يهدف إلى تلبية المطالب المشروعة للشعب العراقي للتصدي للفساد، وتوفير الخدمات الأساسية والضرورية، وتنويع الاقتصاد، وتوفير فرص العمل، وتحسين الحكم، وتعزيز مؤسسات الدولة لتتمتع بالحيوية والاستجابة.

الاحتمالات 

أصبح واضحا أن أحزاب السلطة والمليشيات المسلحة  الموالية لإيران قد فقدت بعض الدعم الذي كانت تستغله لقمع الاحتجاجات ، ومع ذلك فأنهم سيستخدمون الموارد التي سيطروا عليها في ممارسة عمليات الترهيب والعنف ضد من يقف بوجههم للحفاظ على نفوذهم. علما اننا نتوقع بعد كل هذه الأفلام الهندية أن يتفق اعداء العراق على حكومة ائتلافية كحل وسط، هذه الحكومة ستبعد الاخوة الاعداء عن مخاطر المواجهة العنيفة فيما بينهم ، مع تغييب احتمالية إجراء بعض الإصلاحات حتى وإن كانت شكليه لاسيما التي سبق وان طالب بها الثوار الذين أسقطوا حكومة عادل عبد المهدي وقدموا من أجلها ألف شهيد وأكثر  من ثلاثين ألف جريح واعداد من الذين تركوا مدنهم هربا من بطش السلطة والميليشيات العميلة.

صراع الذئاب في العراق المحتل

 من مقالات الكاتب - عراق العروبة

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.