صواريخ القبة الحديدية تفشل أمام الصمود الفلسطيني وتذكرنا بفشلها عام 1991

عراق العروبة
مقالات وآراء
16 مايو 2021
صواريخ القبة الحديدية تفشل أمام الصمود الفلسطيني وتذكرنا بفشلها عام 1991

صواريخ القبة الحديدية تفشل أمام الصمود الفلسطيني وتذكرنا بفشلها عام 1991

عراق العروبة

نصار النعيمي

صواريخ القبة الحديدية تفشل أمام الصمود الفلسطيني وتذكرنا بفشلها عام 1991

بلغ عدد شهداء القصف الاسرائيلي خلال السبعة أيام الماضية من العدوان الإسرائيلي 181 شهيداً، ووفقاً لما نقلته وزارة الصحة الفلسطينية، من بين الشهداء، 52 طفلاً و31 سيدة، و1225 إصابة بجراح مختلفة، ولازال العدد مرشح للزيادة. فيما أعلن الجيش الاسرائيلي قبل أيام على لسان المتحدث باسمه جوناثان كونريكوس أن “أكثر من ألف صاروخ” أطلقت من غزة.

ويذكر أن التصعيد الاخير بين إسرائيل والشباب الفلسطيني في غزة، أشتعل بعد أن شهدت المدينة اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين، يوم الإثنين الماضي، خلف مئات الجرحى.. وقالت فصائل فلسطينية إنها أطلقت مئات الصواريخ على المدن اسرائيلية.

تقودنا الذكريات اليوم الى ما بعد يوم واحد من انطلاق حرب الخليج الثانية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية ضد العراق عام 1991، حيث نفّذت بغداد تهديدها بقصف المدن الإسرائيلية، والرد العسكري العراقي المفاجئ بدأ في 18 يناير/كانون الثاني وحتى 25 فبراير/شباط 1991،ما أدى الى خروج مظاهرات في مصر والأردن وفلسطين لدعم العراق في حربه ضد القوى الغربية، الضربات العراقية كانت عميقة ومؤثرة لاسيما على الطرف الإسرائيلي الذي تجاوز حالة الحرب منذ عام 1973

ما خلف أعمّق الأثر من خلال الحرب النفسية العراقية التي استطاع الإعلام العراقي والدولي زرعها في الشخصية الإسرائيلية التي بدت في أعلى درجات الرعب والخوف حينها. ولذلك كانت جرعة أمل جديدة للجسد العربي، لتعيده من جديد إلى مرحلة المواجه التي تحدث اليوم، وبعد مرور أكثر من ثلاثين عاما أعلن الجيش الإسرائيلي مؤخرا عن معلومات تشير إلى أن العراق أطلق 43 صاروخاً على المدن الاسرائيلية، وكشفت الوثائق الإسرائيلية مؤخراً مدى دقة هذه الصواريخ في اختيار المناطق التي تم قصفها في تل أبيب التي نالت النصيب الأكبر من الصواريخ العراقية، إذ سقط عليها 26 صاروخا، ونالت مدينة حيفا 8 صواريخ، سقطت 4 صواريخ على مجلس شمرون الاستيطاني بالضفة الغربية المحتلة، و5 صواريخ في منطقة النقب بالجنوب. وبعد 3 عقود من التكتم أزاحت إسرائيل الستار عن خسائرها في تلك الهجمات، معترفة بسقوط نحو 14 قتيلا وإصابة العشرات.

وظهرت مؤخراً، مقاطع فيديو لآثار الدمار الذي خلفه القصف في منطقة تل أبيب وحياة الإسرائيليين في غرف الإغلاق المحكمة، وسماع صافرات الإنذار في أنحاء البلاد، والشفرة “أفعى” التي سمعت عبر التلفزيون والراديو الإسرائيلي التي تطالب المواطنين بالبقاء في الغرف محكمة الإغلاق.

واستعرض الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الاسرائيلية أبرز تفاصيل الحرب بالجبهة الداخلية التي كانت تحت القصف العراقي من ليلة 18 يناير/كانون الثاني إلى 25 شباط/ فبراير 1991، حيث انطلق إنذار مقلق في جميع أنحاء إسرائيل، بعد رصد إطلاق صاروخ من العراق .إذ تكرر المشهد الإنذاري وكان القلق الأكبر سواء لدى قيادة الجيش أو القيادة السياسية في تل أبيب هو أن نظام صدام حسين سيطلق صواريخ تحمل رؤوسا كيميائية.

ونتيجة الهواجس التي تم الترويج لها، تم توزيع الأقنعة الواقية من الغاز الكيماوي وغاز الأعصاب على جميع المواطنين في إسرائيل، بحيث تحولت منازل اليهود إلى غرف محكمة الإغلاق، وعدم النزول إلى الملاجئ خشية الغازات الكيماوية التي قد تحملها الصواريخ العراقية.

ما أشبه اليوم بالبارحة ونحن نرى ابطالنا الفلسطينيون يقصفون المدن الاسرائيلية بالصواريخ مهما كان حجمها، حيث اعاد القصف الفلسطيني للعرب ثقتهم بأنفسهم كما اعادتها مرحلة قصف العراق لإسرائيل قبل أكثر من ثلاثين عاما. رغم تخاذل جميع الحكام العرب عن الدفاع عن حقوق الفلسطينيين لاسيما بعد عقد صفقات التطبيع الذي نجحت فيه اسرائيل مع حكام وقادة بعض الدول العربية.

اليوم يتبين للعالم أجمع أن أكذوبة القبة الحديدية الاسرائيلية فشلت في التصدي للصواريخ الفلسطينية من خلال فشل ذريع لصواريخها التي يقدر ثمن أحدها بخمسين ألف دولار مقابل صاروخ لا يتجاوز سعره 300 دولار، وأثبت شعبنا الفلسطيني بأنه لم ولن يتنازل عن حقه في ارض المقدس وفي كل شبر من فلسطين، حتى لو تنازل الحكام العرب، الا لعنة الله على الظالمين.

 من مقالات الكاتب - عراق العروبة

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.