صورة مفبركة لنساء منقبات يستغلها الإعلام اليميني الفرنسي ويروّج لها ناشطون عرب مُغرضين

عراق العروبة
منشورات منوعة
30 ديسمبر 2020
صورة مفبركة لنساء منقبات يستغلها الإعلام اليميني الفرنسي ويروّج لها ناشطون عرب مُغرضين

صورة مفبركة لنساء منقبات يستغلها الإعلام اليميني الفرنسي ويروّج لها ناشطون عرب مُغرضين

عراق العروبة

فرانس برس

صورة مفبركة لنساء منقبات يستغلها الإعلام اليميني الفرنسي ويروّج لها ناشطون عرب مُغرضين

ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي بلغات عدّة صورة قيل إنها تُظهر نساء منقّبات في فرنسا يستفدن من أموال الضمان الاجتماعي الفرنسي، في ما رآه المستخدمون دليلاً على التسامح مع المسلمين هناك. صحيح أن المسلمين الفرنسيين يستفيدون من التقديمات الاجتماعية على غرار أي مواطن فرنسيّ آخر، لكن هذه الصورة لا شأن لها بذلك، بل هي ملتقطة أمام مقرّ للشرطة في بريطانيا وقد رُكّبت عليها صورة لافتة للضمان الاجتماعي الفرنسي.

تظهر في الصورة نساء منقبات ينتظرن أمام مبنى يحمل لافتة مؤسسة الضمان الاجتماعي الفرنسية، وتداولها مستخدمون باللغتين الفرنسية والعربية.

في أوساط المستخدمين باللغة الفرنسيّة، استُخدمت الصورة مرفقة بتعليقات من شأنها التخويف من انتشار النقاب في فرنسا، مثل: “هذه الصورة ملتقطة في فرنسا!” أو للحديث عن إصرار المنقبات على خرق القانون الفرنسي الذي لم يعد يجيز ستر الوجه تماماً في الأماكن العامة.

أما في أوساط المستخدمين العرب، فقد ظهرت هذه الصورة مرفقة بتعليقات مثل: “يكفّرون العالم وفي نهاية الشهر يطلبون المساعدة من اليهود والمسيحيين”، أو “لو كان الوضع معكوساً، فإن الفرنسيين كانوا سيدفعون الجزية”.

صورة مفبركة لنساء منقبات يستغلها الإعلام اليميني الفرنسي ويروّج لها ناشطون عرب مُغرضين

وبحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، بدأ انتشار هذه الصورة بهذا السياق في العام 2014.

بعد ذلك بسنة، أعادت استخدامها نائبة فرنسيّة من حزب الجبهة الوطنيّة ذي التوجّهات اليمينيّة، في سياق التحذير من انتشار النقاب ومخالفة القوانين الفرنسية في هذا المجال.

في العام 2017، انتقل المنشور إلى اللغة العربية، في سياق الاستهزاء بمن يصفون الغرب بأنه “كافر”، على اعتبار أن الصورة تُظهر مسلمات منقبّات يحصلن على مستحقاتهن من الدولة الفرنسية.

أين التقطت الصورة؟

صحيح أن القوانين الفرنسية لا تميّز بين مواطنيها في الحقوق والواجبات، وأن المسلم الفرنسي يتقاضى مستحقاته من الدولة كأي مواطن، لكن هذه الصورة لا علاقة لها بكلّ ذلك.

أرشد التفتيش عن الصورة على محرّك غوغل إلى نسخة أخرى مطابقة منها، لكن لا توجد فيها لافتة مؤسسة الضمان الاجتماعي الفرنسي، بل تظهر في أعلى الصورة إلى اليمين عبارة “مركز شرطة” باللغة الإنكليزية.

صورة مفبركة لنساء منقبات يستغلها الإعلام اليميني الفرنسي ويروّج لها ناشطون عرب مُغرضين

من جهة أخرى، تثير لافتة توقّف الحافلات الظاهرة إلى يسار الصورة الاشتباه في أن تكون الصورة ملتقطة في لندن.

بجمع هذه العناصر المتوفرة، تمكن صحافيو خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة الفرنسيّة من تحديد موقع التقاط الصورة بدقّة في وسط لندن.

وقد عمد مروّجو الخبر الكاذب إلى تركيب صورة لافتة الضمان الاجتماعي الفرنسي على الصورة الأصلية للإيحاء في أوساط مستخدمي مواقع التواصل في فرنسا أن مسلمات منقبات لا يحترمن قوانين فرنسا يستفدن من تقديمات الدولة، قبل أن يعيد مستخدمون عرب نشرها كدليل على تسامح الغرب.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.