غياب الصقور وحضور الغربان/ 2

عراق العروبة
مقالات وآراء
28 أبريل 2021
غياب الصقور وحضور الغربان/ 2

غياب الصقور وحضور الغربان/ 2

عراق العروبة

علي الكــاش

غياب الصقور وحضور الغربان/ 2

خلال احدى لقاءات المقبور عبد العزيز الحكيم مع وزير الخارجية الإيراني في دعوة غداء اقيمت على شرف الوزير الضيف والوفد المرافق له في المسكن الذي اغتصبه من عائلة المرحوم طارق عزيز، وبحضور بعض القيادات العميلة. تسربت أخبار عن بعض الحضور عبرت عن تذمرهم و امتعاضهم من( القسم) الغريب الذي قطعه الحكيم على نفسه دون أن يطالبه أحدا بذلك. فقد الذي الزم نفسه امام الوزير” أقسم بأننا سنثأر لكل الشهداء الايرانيين الذين استشهدوا دفاعا عن الثورة الاسلامية، و سنحصد رقاب أيدي كل من تجرأوا على إطلاق النار وساهموا في الحرب، وقاموا بطلعات جوية خلال الحرب ضد إيران“.

وكان رد الثعلب الدبلوماسي إبتسامة خبيثة مع عبارة مطلسمة” إن هذا شأن داخلي يخصكم”! ومن المعروف ان المقبور عبد العزيز الحكيم ومجلسه الأعلى يكنون كرها وحقدا كبيرا للعراق وقد لخص المستشار السياسي والنائب في البرلمان سامي العسكري موقف المجلس الاعلى من العراق في حديث صحفي مع صحيفة لوس أنجلوس تايمز عن حوار له مع قيادات المجلس بشأن فدرالية الجنوب؟ قوله: لقد قلت لهم”ماذا بشأن العراق” ؟ فأجابوا ” اللعنة على العراق”.

تشير إحصائيات وزارة الدفاع بأن عدد الضباط القادة وليس الأعوان الذين اغتيلوا من الجيش الوطني السابق بحدود(416) ضابطا وعدد الطيارين (182) طيارا لغاية شباط من عام 2006 جميعهم ممن شاركوا في الحرب العراقية الايرانية وكان لهم دورا مشرفا في معارك الشرف ضد العدوان الفارسي. كما هرب ما لا يقل عن(800) طيار واضعافهم من القادة العسكريين الى خارج العراق حيث تلاحقهم عصابات الولي الفقيه لغرض تصفيتهم. من المؤكد ان هذه الأحصائيات لا تعكس الرقم الحقيقي للضباط والطيارين الذي اغتالتهم الميليشيات المرتبطة بإيران فالعديد من الطيارين اعتبروا مفقودين ولا يعرف عنهم شيئا لحد الآن. كما ان الميليشيات الكردية تمكنت من خطف العديد من الطيارين من محافظات الموصل وكركوك وصلاح الدين وديالى وأودعتهم في سجونها ولا يعرف عن مصيرهم شيئا. وقد كُشفت هذه الفضائح بعد ان نُشر خبر هروب الطيار العراقي (طارق محمد رمضان) المتهم بالمشاركة بقصف مدينة حلبجة عام 1988، فقد كشفت مصادر في حزب الرئيس الراحل جلال الطالباني عن وجود صفقات أبرمت مع الحرس الثوري الإيراني لبيعهم عدد من الطيارين والقادة العسكريين المسجونين في السليمانية ممن شاركوا في الحرب العراقية الايرانية. بلا أدنى شك أن هذه المعلومات تكشف الأدعاءات الكاذبة التي روجت له أبواق الإعلام الرسمي العراقي بشأن عزم الرئيس الطالباني إستضافة الطيارين العراقين في كردستان بسبب استهدافهم من قبل الميليشيات التابعة لأيران وفيلق القدس والحرس الثوري الايراني وقد حذرت الأقلام الوطنية حينذاك الطيارين من مغبة الانجرار وراء هذه الخدعة والانسياق وراء هذه الأكاذيب.

أكد الإعلام الغربي بأن أيران تقف وراء إغتيال الطيارين العراقيين مشيرا إلى أن الفوضى التي صاحبت الغزو الأمريكي ساعدت على تنفيذ أجندتها وقد علقت صحيفة ( الديلي تلغراف) البريطانية في تقرير لها بأن” العشرات من الطيارين العراقيين الذين شاركوا في الحرب ضد إيران ما بين عامي 80- 1988 قد تم اغتيالهم بعد ذلك في العراق على أيدي قتلة من أصدقاء إيران أو مأجورين لها”. واضافت تقارير أخرى بأن النظام الايراني مازال يستهدف الطيارين العراقيين منها وكالة (يونايتد بريس) نقلا عن مراسلتها (باميلا هيس) التي صرحت بأن ” الحكومة الايرانية ما تزال تحتفظ بقوائم تتضمن أسماء ما لا يقل عن 400 شخص لغرض تصفيتهم” بينهم قادة عسكريين وطيارين. ونشرت صحيفة الصنداي تايمز تقريرا مفصلا ذكرت فيه” أن الطبيعة التنظيمية لعمليات الاغتيالات توجه أصابع الاتهام إلى مسئولين في داخل الحكومة العراقية من الموالين لإيران كجهة تقف وراء هذه الاغتيالات”. وتروي الصحيفة أيضا في تقريرها المطول قصة لواءين بالقوة الجوية العراقية السابقة هما (اللواء الطيار قاسم شالوب) و(اللواء الطيار سعاد بهاء الدين) تم أختطافهما والتمثيل بهما وهما أحياء، هذا جزاء من دافع عن حياض وطنه وكرامة شعبه، لكن لا غرابة فمن عذبهما هم أنفسهم من العراقيين الذين هربوا إلى ايران وقاتلوا الجيش العراقي، مثل هادي العامري وجلال الصغير ووزير الداخلية السابق قاسم الأعرجي وغيرهم من غلمان الولي الفقيه.

ثم إنضم جيش المهدي (بقيادة القزم الجاهل مقتدى الصدر) ليجهز على ما تبقى من الضباط في مرحلة متأخرة، ففي بداية التصفيات لم تكن ميليشا المهدي قد تشكلت بعد لذلك أنفردت قوات بدر بهذه الساحة، ولكنها في المرحلة الثانية استفادت من جيش المهدي المعروف بـ الفوضوية وعدم الإنصباط وسهولة خداعه وتوريطة، وضمه عتاة المجرمين واللصوص، فعلقت التصفيات المتبقية على شماعته فوقع في شر أعماله. ولم تعارض قوات الاحتلال جيش المهدي في تصفياته فقد نشر موقع (واي كيليكس) – وهو من المواقع المثيرة والمعروف بنشره الوثائق السرية- احد الوثائق السرية العائدة للجيش الامريكي عام 2005 تفضح كيفية التعامل مع جيش المهدي. وتشير الوثيقة بأن قوات الاحتلال قررت تعليق فكرة التعامل مع جيش المهدي كخصم وعدم التعرض له إلا في حالة الدفاع عن النفس، ونفت الوثيقة الحاجة الى موافقة وزير الدفاع لمتابعة وملاحقة الطيارين العراقيين والإرهابيين“، فان هناك من يقوم بهذه المسئولية من الإيرانيين والعراقيين من غلمان الولي الفقيه.

في معارك المجلس الأعلى للثورة الاسلامية والتيار الصدري طافت الحقائق على السطح فقد أعلنت ميليشيا ( كتائب أحرار فيحاء الصدر في عموم العراق) بأنها غير مشمولة بتوجيه السيد مقتدى الصدر بتجميد وإعادة هيكلة جيش المهدي، ولفتت الأنظار الى ما سمته بدائرة (حماية المراقد المقدسة) التي وصفتها بـ المشبوهة وتديرها عناصر ايرانية وأن أعضاء الدائرة التي يتجاوز عددهم (3000) عنصر في كربلاء فقط، قدموا من إيران وهي تتولى مهمة “جمع المعلومات الدقيقة عن الطيارين العراقيين المشاركين في الحرب العراقية الإيرانية ومن ثم تصفيتهم، وممارسة القتل والخطف بحق بقية الضباط العراقيين لاسيما الذين يحملون رتبة (الأركان) خلال الحرب المذكورة“. كما كشفت مصادر مطلعة بأن عناصر من ( حركة مجاهدي الثورة الاسلامية الايرانية) المسماة (فرنكة) تنشط في البحث عن الطيارين العراقيين وتصفيتهم وتمكنت من قتل عدد من الطيارين، وضباط التصنيع العسكري وقادة الجيش العراقي السابق في محافظة ميسان، وهي تتخذ من مستشفى الصدر مقرا لها. وأضاف المصدر بأن الحركة شكلت فرقة موت في محافظ البصرة وهي تقوم بالمهمة نفسها في تعقب وقتل الطيارين السابقين وان فرقة الموت هذه تتخذ من مبنى اتحاد نساء العراق السابق مجاور محطة تعبئة وقود حي الجزائر المقابل لدائرة الدفاع المدني مقرا لها.

عثر على قصاصات ورق قرب جثث الطيارين كما اشار الكاتب العراقي المعروف صباح بغدادي ذكر فيها عبارة ” هذا سيكون مصير من ضرب جزيرة خرج”. وهذا ما أكده (الطيار مثنى التكريتي) كما سنتحدث عنه لاحقا. وأكد عدد من المقربين لبعض الطيارين الذي اغتيلوا بأن قوات بدر تقف وراء عمليات الاغتيال ولكنهم يخشون من الانتقام إذا تحدثوا بالأمر، وسيكون لكل زمان حديث. وأعترف عدد من الطيارين بأنهم تلقوا تهديدات تحريرية من ميليشيات مدعومة من إيران. ومن الطيارين الذين تعرضوا للأغتيال على أيدي عملاء إيران (المقدم الطيار جابر حمادي) والذي قتل مع ابنه بوابل من الرصاص. ولاقى نفس المصير (العقيد الطيار صبحي محمد حسين المشهداني) الذي اغتيل في الموصل على يد الميليشيات الطائفية. كما اغتيل (العميد الطيار صباح الجنابي) وكان في طليعة الطيارين الذين قصفوا جزيرة خرج الايرانية واتهم أخوه (صلاح الجنابي) ميليشيا جيش المهدي بالوقوف وراء إغتيال شقيقه مع إبنه. كما أغتيل ( العميد الطيار حيدر كاظم المحمداوي) في منزله، وهو احد الابطال الذي أفشل عملية أختطاف طائرة عراقية وقيادتها الى إيران، ويصف أحد جيرانه عملية الاغتيال” كان الحي محاصرا بعدد من السيارات والمسلحين الذين كان بعضهم يرتدي ملابس الشرطة حيث توجه بعضهم الى منزل المحمداوي مدعين انهم جهة امنية رسمية ويريدون الصعود الى سطح الدار لرصد بعض المسلحين وقد استقبلهم المحمداوي بروحه الطيبة وصعد معهم الى سطح المنزل، بعد ذلك سمعنا صراخ زوجته التي قالت إن المسلحين تركوا البيت وزوجها بقي فوق السطح وعندما صعدت اليه وجدته مقتولا هناك بينما اختفى المسلحون“. كما اغتيل (العقيد الطيار سالم النداوي) في شارع الرشيد ببغداد حيث كان يدير شركة صغيرة لبيع الاطارات والبطاريات مع احد اقاربه. الغريب ان العناصر الارهابية تركوا ورقة في سيارته التي قتلوه فيها ولم يسرقوها ـ أي السيارة ـ دُون عليها عبارة “هذا جزاء من ضرب جزيرة خرج”. كما اغتيل على يد مغاوير الداخلية (العميد الركن الطيار أحمد صالح الجميلي) في منطقة زيونة ببغداد، بعد مداهمة منزلة من قبل هذة العصابات الرسمية وقد صور الإرهابيون عملية الأغتيال بكاميرا محملة وكتبوا عبارة ” هذا جزاء كل من شارك بضرب جزيرة خرج” على باب منزله وسط ذهول جيرانه الذي كانوا مندهشين من هذه النذالة والسفالة والصلافة. واغتيل (العميد الطيار إبراهيم الصايل) بعد أن اقتادته قوات من مغاوير الداخلية الى جهة مجهولة وقتله وهو من الطيارين المشاركين في الحرب العراقية الإيرانية. كما تم اغتيال (اللواء الطيار قاسم شاوب) وزميلة ( اللواء الطيار سعاد بهاء الدين)، بعد التمثيل بهما وهما أحياء فقد قطعت أيديهما واستخدم الدريل في ثقب جسديهما الطاهرين، وطريقة الدريل هي التي ابتكرها وزير الداخلية السابق العميل باقري صولاغي (بيان جبر)، والذي شغل بعدها وزارة المالية، كما ضربا بالقامات في عدة مناطق في جسديهما قبل أن يجهزوا عليهما بإطلاقات نارية. فهل هناك حقد بمثل هذا المستوى والدناءة. وقد عثر على الجثتين في مدينة الصدر، مدينة الإجرام؟ وذكر شقيق أحدهما” أن أي شخص شارك في الحرب ضد إيران هو هدف قائم ولا يعرف متى سينفذ فيه الإعدام”. وأغتيل (اللواء الطيار إسماعيل سعيد) مع جارة المحامي (محمد علي عاشور) في حديقة منزله وأمام عائلته. وكان قائدا في مديرية طيران الجيش وله صولات رائعة خلال الحرب العراقية الإيرانية. وذكرت شقيقة الشهيد في رسالة للرأي العام العالمي” ما نريده هو أن يسمع العالم بما يحصل للعراقيين على أرضنا وبمعرفة كاملة من حكومتنا، فليس من المعقول أن لا تعرف الحكومة بأن هناك عددا من الطيارين والعسكرين وغيرهم قد أغتيلوا ولم تحرك ساكنا للتحقيق في الأمر”. نكتفي بهذه المواجع ونترك للقاريء اللبيب ان يستشف بنفسه من الجهة التي تقف وراء هذه الجرائم!

أما الناجين من عمليات الاغتيال وهم من أفضل الشهود لتثبيت الحقائق فلنستمع لما يحدثونا به. فقد نجا الطيار العراقي (مثنى التكريتي) من محاولة اغتيال من قبل ما وصفهم بالمليشيات الطائفية في سكنة الواقع في منطقة جبل الحسين في عمان وأكدت عائلة التكريتي بأن” العملية تقع ضمن مسلسل ملاحقة واغتيال وتصفية المسؤولين العراقيين من مدنيين وعسكريين وخاصة طياري سلاح الجو السابقين الذين شاركوا في الحرب العراقية الايرانية، وقاموا بقصف مواقع ايرانية”. وكان التكريتي قد هرب من العراق بعد تلقيه إنذارا على باب بيته “ورقة غرس فيها خنجر وكتب عليها ” مصيرك الموت يا نذل، وكل من ضرب ايران”. كما نجا من محاولة الإغتيال (الطيار سعدون احمد)، والذي كانت له طلعات جوية فوق جزيرة خرج وبوشهر. وقد ذكر بأنه بعد الغزو دعت وزارة الدفاع العراقية بعض الطيارين السابقين للعودة الى العمل ولبى عدد قليل منهم الدعوة وحصلت الوزارة على عناوينهم ومعلومات كافية عنهم على أساس الإتصال بهم لاحقا. ولم يدر بخلدهم أن تلك المعلومات ستوظفها الوزارة لغرض استهدافهم وتصفيتهم. وأشار الطيار بأنه ” تمكن من الإفلات من عدة فخاخ نصبها له الأيرانيون والميليشيات الدائرة في فلكهم.

بعد فضيحة هروب (الطيار طارق محمد) من سجن السليمانية أتصل عدد من الطيارين العراقيين بصحيفة” أخبار الخليج” أكدوا خلالها بأن” الذين شاركوا بقصف أهداف إيرانية أو ممن كانت لهم مشاركات فاعلة في الحرب العراقية الإيرانية والمحتجزين داخل سجون سرية تابعة للأكراد قد تم بيعهم للحرس الثوري الإيراني مقابل مبالغ طائلة لغرض الاقتصاص منهم من قبل الجهات الإيرانية”. وذكر ضابط برتبة لواء كان يعمل في دائرة الاستخبارات العراقية في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين” إن اختفاء هؤلاء الضباط من السجون الكردية محاط بالشكوك مشيرا إلى أنه يمتلك معلومات عن ضباط عراقيين تم بيعهم لإيران وأنه يعرف أسماء بعضهم لكنه يتحفظ على ذكر أسمائهم لأسباب أمنية.

أغتيل المئات من علماء العراق والضباط والطيارين وكانت الجرائم جميعها تسجل ضد أشباح قادمة من كواكب بعيدة بالرغم من وجود الشهود والعديد من الناجين من عمليات الاغتيال، ولكن كانت هناك محاولات حكومية لطمس هذه الحقائق من خلال التعتيم عليها، فغالبا ما تسمع أخبار الاغتيالات من الوكالات غير الرسمية، ولم تكن هناك تحقيقات جدية بشأن هذه الاغتيالات بالرغم من التحسن الأمني التي تروج له حكومة الاحتلال. وهذا يعني ان هناك تواطأ ما بين المنفذين لهذه الجرائم والأجهزة الأمنية وطالما ان الحكومة تدار من قبل الأحزاب ذات الميليشيات الأجرامية فأن هذا يعني ان الحكومة متورطة بهذه الاغتيالات بشكل مباشر. ولا يمكن تفسير مجرى الأحداث إلا على هذا النحو سيما أن هناك شهود من مسؤولي الحكومة نفسها وهم شهود يختلفون عن شهود حلبجة او بنت السفير الكويتي في واشنطن صاحبة مسرحية الحاضنات والتي اعتبرت حقيقة قرر بموجبها البنتاغون بشن الحرب على العراق. فهذا السيد (منتظر السامرائي) المشرف السابق على القوات الخاصة في وزارة الداخلية يصرح لقناة العربية ” أن وزير الداخلية العراقي بيان جبر صولاغ يشرف على جهاز أمن سري يتولى تعذيب وتصفية المعارضين، وانه قام بـتصفية (11) طيارا خلال شهر رمضان الفائت فقط”. وقال وهو يشير إلى أوراق في يده” اغتيل ضباط اغلبهم طيارون بينهم (11) أمامي الآن (لائحة باسمائهم) في شهر رمضان. هؤلاء طيارون برتب عمداء وعقداء تمت تصفيتهم ويستهدف الطيارون لأنهم شاركوا بفاعلية في الحرب العراقية الايرانية “. كما نستذكر جميعا قضية (يوسف الموسوي) الذي اعترف بتخصصه الحقير في اغتيال العلماء واساتذة الجامعات والطيارين وقد أعدم بطريقة غامضة تحيط بها الشكوك بعد (24) من إلقاء القبض عليه في محكمة سريعة ومغلقة وأسدلت الستارة على الموضوع خشية المزيد من الفضائح. ولا نظن انه أعدم فعلا، لأنه لا يَجرأ أحد على إعدام عميل ايراني، الأرجح تم تهريبة الى ايران.

من المؤسف أن صوت الطيارين لم يصل الى الأمم المتحدة التي تشتغل بالبطارية الامريكية ولم يصل الى الاتحاد الأوربي الذي استمع بحرص الى شهود زور حلبجة، وبطلة الحاضنات الكويتية (نيرة ناصر الصباح)، لم يصل الصوت الى الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمات حقوق الإنسان باستثناء صوت المنظمة الدولية الاسلامية لحقوق الانسان في العراق التي وجهت رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة أشارت فيه الى إستهداف الطيارين والقادة العسكريين الذين شاركوا في الحرب العراقية الايرانية من قبل منظمة بدر بالتعاون والتنسيق مع المخابرات الايرانية، وطالبت الشرعية الدولية بتطبيق مواثيق ولوائح حقوق الإنسان الخاصة باعتقال ومحاكمة المشاركين في جرائم الإبادة البشرية وتطبيق مبادئ التعاون الدولي في التحقيق والبحث واعتقال وتسليم المجرمين المشاركين في جرائم حقوق الإنسان والبشرية، ونوهت المنظمة بأن قوات الاحتلال تشجع حملات الإبادة هذه من خلال عدم التدخل أو إعتقال عناصر الميليشيات مما يشجع الأخيرة على المضي في تنفيذ جرائمها، وهذا ما يتعارض مع اتفاقيات جنيف ومنها الفقرة المرقمة (12) والصادر عام 1949. كما ذكرت المنظمة الشرعية الدولية بالفقرة (90) من البروتوكول الإضافي رقم (29) لاتفاقية جنيف والاستماع الى الشهود ومعاقبة المجرمين. لكن حتى هذا الصوت لم يكن له صدى البتة. فالشرعية الدولية لا تسمع إلا الأصوات الامريكية والاوربية التي تتناغم مع مسامعها وتضع القطن في أذنيها عندما يتعلق الأمر بإبادة جماعية تُحرمها مواثيقها. انها تطبق مقالة الشاعر ” قتل أمريء في غابة جريمة لا تغتفر وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر”، بحذافيرها.

شهد شاهد من أهلها

إعترف ابو وحيد الحيالي وهو من قادة بدر ومؤسسيها في الحلقة (13) من برنامجه (حقائق بلا قيود)، بعنوان (اغتيال الطيارين والبعثية) بعد عام الغزو 2013″ شكلت منظمة بدر أفواج الإغتيالات، وفوج الإستخبارات، وفوج الإستخبارات، يرأسه أبو مرتضى المشهدي (كاظم عويد مسؤول مؤسسة الشهداء)، ومهدي إبن هادي العامري، وحولوا الفوج الى لواء فيما بعد، وهؤلاء العناصر يبقون في بيوتهم، وعندما تحين الإغتيالات، يبدأوا العمل، وقد أخذت منظمة بدر أمر اغتيال الطيارين، والبعثيين، ومن يعاديهم، اغتيال الطيارين كان أمرا من إيران، لأنهم يريدون أن يعاقبوهم على الحرب الإيرانية على العراق، وما فعله الطيارون العراقيون في الحرب، وهذا ما لم ينساه الإيرانيون، حيث كان للطيارين بصمة كبيرة في الانتصارات العراقية خلال الحرب. أخذ هادي العامري وجماعته على عاتقهم إغتيال الطيارين، أما البعثيون، فكان عناصر المنظمة يخشونهم، عندما تقول بعثي ينتاب البدري حالة من الخوف، فيرتجفون من البعثيين، لذا كان بودهم قتل كل من هو بعثي، ان كان كبير الدرجة الحزبية أو صغيرها، سواء كان شيعيا أو سنيا، كرديا أو عربيا، لا يهمهم، يخافون من شيء إسمه بعثي. وبدأوا يغتالون الطيارين والبعثيين”. 

ملاحظة: عبر بعض إخواننا الطيارين عن إمتنانهم لما تضمنه المقال من حقائق وتسليط الضوء على قضيتهم حينها، ونحن أذ نميط اللثام عن هذه الجرائم خدمة للحقيقة وليس لنا غاية اخرى، لذا نرجو ممن لديهم معلومات إضافية لا تهدد أمنهم الشخصي ولا يرون حرجا من عرضها على الرأي العام، تزويدنا بها لغرض تعزيز دراستنا وكشف الحقائق.(للعلم: لم نستلم أي معلومة او وثيقة من أي طرف).

الجزء القادم عن الطائرات العراقية التي سرقتها إيران.

 من مقالات الكاتب - عراق العروبة

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.