لقاء مع الشاعرة اللبنانية زينب حمادة ــ أجرتهُ الأديبة آمنة وناس

عراق العروبة
2023-05-01T18:06:24+02:00
ثقافة وأدب
1 مايو 2023
لقاء مع الشاعرة اللبنانية زينب حمادة ــ أجرتهُ الأديبة آمنة وناس

لقاء مع الشاعرة اللبنانية زينب حمادة ــ أجرتهُ الأديبة آمنة وناس

عراق العروبة

آمنة وناس

لقاء مع الشاعرة اللبنانية زينب حمادة ــ أجرتهُ الأديبة آمنة وناس

السلام عليكم

و عليكم السلام

كتبت للجرح النزف و الضماد، بحرف ضوءه وهّاج و وقّاد، مرقمها كسر حنجرة الصمت و لبلاغة البوح اصطاد، حبرها على الورق فاض فروى عطش القصيدة بعد امتداد، رتق قلمها صفير الحزن و لدواخلنا ارتاد، رافقها واقع مازال الفرح و الألم له العتاد، صافحها الحلم و بحسن المبسم لها جاد، حدّثنا إحساسها بأن المحبّة لها زاد، جالسها الوطن فسقتنا حكايات العشق للبلاد، أبحرت بنا عزيمتها لتحطّم فينا الأقياد، ركبنا عبق كلماتها ولبديع المعاني كنا نقتاد، سافر فينا كتابها و لفصاحة العبارة أجاد، هي الشاعرة اللبنانية “زينب حمادة”.

مرحبا بك سيدتي

ممتنة جداً للمقدمة الراقية

س “نحن نكتب لننظف”، كيف يتهجّى الحرف دواخل الشاعرة “زينب حمادة؟

ج “نحن نكتب لننظف” ما أعمق وأدق هذه العبارة، الشعر يا عزيزتي وليف القلب ونديم الإحساس ومرآة الروح، تنجلي هموم الشاعر إذا ما أباح بمكنوناته للورق، الحروف تسكننا وتحفظ دواخلنا عن ظهر قلب.

س “القصيدة مثل النّبيذ، بدّها تعتيق”، متى يكون حرف الشاعرة “زينب حمادة” للقصيدة التّلميذ، بدّه جناحاها للتحليق؟  

ج  في الواقع أنا لا استعجل القصيدة ولا اجبر نفسي على الكتابة، أحب أن يباغتني الحرف، هو كالجنين أحب تطوره الفطري في داخلي وأتشوق  للقائه عندما يحين موعد ولادته على الورق، ثم أني لا أحب التدخل في طبيعته ولا أتصنع فيه، أحبه يشبهني ويعكس ذاتي دون تجميل.

س عندما يحمل الحرف الشاعرة “زينب حمادة” على أكتافه، كيف يحط بها رحاله؟

ج أينما شاء دون قيود.

س كيف نهيم في عناق حرف الشاعرة “زينب حمادة” بين عطش و ارتواء؟

ج عندما تلامس القصيدة دواخل القراء وتعبر عن تجاربهم.

س كيف لنا قطف حفنة من قصيدة، نرحل معها لخلجات الشاعرة “زينب حمادة”؟

ج وحدك…

وحدك متل 

راكض وقت

ما في حدا عم يلحقو 

و محتار وين يروح

وحدك متل 

صوت السكِت…

ما في حدا بيصدقو

 إلا دمع مبحوح

وحدك متل تابوت

 ضيّع طريق الروح

أوجع شعور بيكسرك

 ما في حدا عم ينطرك

ما في حدا بعز الوجع

 بيشد عا ايديك

يشدك لعندو ويغمرك

أكتر وقت بيوجّعك

 تحكي ولحالك تسمعك

تتلفت تعيد الحكي

 مين ال ما فهم عليك؟؟

منيح ال بقي حالك معك

ت يودّعك…

تصرخ ما يطلع صوت

 مخنوق ب ترابك

تدقدق ع باب الموت…

ويفتحلك غيابك

س “لما كون موجوعة كتير، بكتب”، إلى كم من إحساس؟

ج فعلا وكان الشعر يعلم ان ألف صديق يشاطرنا الفرح ونُترك وحيدين في الحزن العميق لما كون موجوعة، يربت الشعر على قلبي ان لا تخف انا هنا معك.

س “أجمل القصائد هي التي تنكتب عن الوجع”، ما علاقتك الوجع؟

ج الوجع هو جسر العبور إلى الخلاص هو احساس غير مباشر بالوجود والقرب من السماء.

س كم من عزف حملت أوردة الحرف و كم من نزف ارتوت به القصيدة؟

ج الحب والجرح ترافقا معا في أوردة الحرف ليدوم نبض القصيدة.

س كيف للصمت أن يرتق تمزّق البوح في شرايين القصيدة؟

ج حين يصبح الكلام عن الجرح اوجع من الجرح. ذاته نحتاج الصمت.

س “قدّيش من قلب الصمت أوقات، بتضوج فينا الآه و بتطلع”، قدّيش من اختناق فينا صات، بتنزف جراحه و بتسطع؟

ج اووه هالقصيدة قديمة اسما جسر الوجع، فعلا أوقات كثيرة نضع أصابعنا على فم الجرح كي لا يصرخ ويبقى في الظل.

س الأبواب المغلقة، جراح مفتوحة”، هذا ما يعتقد فيه الشاعر اللبناني “مكرم غصوب”، إلى كم من سفر ترافقه في ذلك الإنسانة “زينب حمادة”؟

ج مكرم من أجمل الشعراء الذين قرأت لهم، أنا اتفق معه تماما، الوحدة هي أعظم الجراح، الأبواب التي لا تطرقها يد هي جراح لا تلتئم.

س “أحتاج….. أن أنفض رماد الذاكرة، و أرمي عقب أنوثتي على قارعة غيابك وأرحل “، بين قبور الغياب و رفات الذاكرة، كيف يتفسّح إحساس الإبنة “زينب حمادة” ناثرا تغريدة الرحيل المتألّم؟

ج بين الغياب والرحيل فرق شاسع ووجع شاسع، يتأرجح القلب بينهما مدمّى بالشعر.

س “بعز البكي سمعت حكي بلا صوت، تراب الي هزّيتو بحنّية، قلّك ترد جميلك عليّ، انطرتك تتنعس ع سرير الموت، و هزّلك و غفّيك ع ايديّ”، لماذا يناطحنا الرحيل و قامته لا ترتفع عن التراب؟

ج كثقب صغير في القلب يقتلنا، نحن ضعفاء جدا امام الموت هذا الوحش الصغير يناطحنا لأنه وحده قادر على إعادتنا إلى أصلنا “التراب”.

س “القصيدة بدّك تعمريها بمحبّة”، بماذا توشوشنا المَحبّة عن المُحبّة “زينب حمادة”؟

ج أنا لست شخصاً مثاليا،ً بالعكس أغضب و أشتم و أعبر أحيانا بطريقة غير مدروسة الخطوات، جميعنا لسنا ملائكة و لسنا شياطين، ولكن حين أحب “بروح للآخر”.

س “الحب مش نار و جمر حرّاق”، الحب، كيف صافح الحنين و الاشتياق؟

ج بالروح، “الحب إني ضل عم بشتاق، أتنفسك تا تنتلي روحي”، متى ارتوى الشوق ذبل الحب.

س “أكثر من يمكن يعبّر عن وجع الوطن هو الشاعر”، بماذا يشتكي لك لبنان، الوطن الموجوع، و كيف تواسي الألم فيه؟

ج لبنان فاضت به الشكوى و لا من يسمع، و لا من يشفي، اذا كان الشعر يداوي الوطن فمن يداوي الشعر إذا مرِض؟ ل هالدرجة نحن و الوطن موجوعين.

س “منيح إلي بقى أرز بأرض لبنان، كرمال لما يموت ما ينهان، و يضطر يشحت حق تابوتو”،  كيف أنت أيها الإنسان، لتمسح عن وطنك الهوان، و لا يضطر يسأل عن سيفو و قوتو؟

ج باقي لنا الأرز فعلاً للأسف الساسة جعلونا نلهث خلف الرغيف كي نتلهى عن محاسبتهم.

س انكسر المكان، و بالإرادة عمّر، فهيهات إذا ما انكسر الكيان، كيف يجبر؟

ج بالتوحد والوعي المجتمعي.

س “الشجره اذا غلطت بحق الريح”، كيف للأرض أن تحتضن هفوتها؟

ج بالعدل

س “صرت لوحة ببال شي برواز”، بأي دهشة نستفهم عن لهفة هذه اللوحة، لشوق الانعتاق من ذاك البرواز؟

ج ليس بالضرورة ان الصورة دائما تريد التحرر من البرواز أوقات نُسجن بإرادتنا ويروق لنا السجن أكثر من الخارج.

س عندما يتكلم الليل، هل يخرس الظلام؟

ج للعلم الظلام تهمة ألصقت بالليل عنوةً، هم ليسوا قرينين ثم ان العتم صوته عال جداً ينصت له الليل.

س كيف يبحث الليل عن تقاسيمه في العتم المهاجر إليه؟

ج أظن انه لا يحتاج أن يبحث عن تقاسيمه وهو أمام مرآة الظلام، و أظن أيضا انه لا يرى جيدا سوى في الظلام.

س يفصلني عنك، أيها الليل، حلم و شيخوخة زمن، إلى متى؟

ج حتى آخر رمق للحلم.

س “الأحلام ما خلقت ت تتحقّق”، لماذا نركض بالحلم في مضمار فيه أنفاسنا تضيق، لتضيع خطواتنا و نفقد الطريق، فينشق غبار أمل جريح، بانتظار قبيح، يحرق الروح و يبعثر رمادها حتى لا تستريح، لماذا الحلم لا يتحقق، هل هو غير معطاء و شحيح، أم هي الحياة تصفعنا من المهد إلى الضريح، لماذا “الأحلام ما خلقت ت تتحقّق”؟

ج لأننا نفقد اللهفة و الأمل إذا تحققت أحلامنا، الأحلام خلقت لنضل عايشين على أمل أن تتحقق، متى تحققت انتفى الأمل و الحماس واللهفة و الهدف.

س هل يمكن أن تصيب سهام الأمل صفير الهذيان، فتنكسر ظلمتها و تخضر الروح من جديد؟

ج طبعا، الأمل علاج. الأرواح البائسة.

س “من كتر ما بدربي ع شوك مرقت بمشي و ورايي مخزق خيالي”، كيف يريح هذا الخيال ذهوله على جلبة أشواك صمّاء؟

ج القوة لا تأتي من فراغ، أي عانيت كثيراً. حتى وصلت إلى ما أنا عليه الآن.

س “قدّيش تعبان الوقت مني”، كيف يتنفّسك الوقت، و حنجرته تلتحف الإرهاق فينا؟

ج اعتقد أني أُرهقه، يلازمني دائماً، و أنا اعترف أني شخصية مزاجية و مشاغبة، اقفز خارجه احياناً.

شكرا لك الشاعرة “زينب حمادة” على رقي لفظك و إلى لقاء آخر ان شاء الله

بل الشكر لك، أدهشتني بلاغتك في طرح السؤال وأدهشني أكثر تعمقك بالقصائد.

لقاء مع الشاعرة اللبنانية زينب حمادة ــ أجرتهُ الأديبة آمنة وناس

لقاء مع الشاعرة اللبنانية زينب حمادة ــ أجرتهُ الأديبة آمنة وناس

لقاء مع الشاعرة اللبنانية زينب حمادة ــ أجرتهُ الأديبة آمنة وناس

 من مقالات الكاتب - عراق العروبة

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.