مرصد سامراء الفلكي!!

عراق العروبة
مقالات وآراء
22 أغسطس 2021
مرصد سامراء الفلكي!!

مرصد سامراء الفلكي!!

عراق العروبة

د . صادق السامرائي

مرصد سامراء الفلكي!!

عندما كانت سامراء عاصمة الدولة العباسية (222 – 279) هجرية، تذكر كتب التأريخ كان فيها مرصدا فلكيا، وقد إخترع أولاد موسى بن شاكر آلاته التي تراقب النجوم وتخبر عنها.

وتذكر “أن أحمد مع أخيه محمد قد صنعا آلة دائرية تحمل صور النجوم ورموز الحيوانات في وسطها وتديرها قوة مائية، وكلما يغيب نجم من قبة السماء تختفي صورته من الآلة في اللحظة نفسها، أما إذا ظهر نجم في قبة السماء فتظهر صورته في الخط الأفقي للآلة.

وهذا يتطلب معرفة دقيقة بعلم الفلك، ومهارة فائقة بعلم الميكانيك، تتميز بالخيال الخصب والأفكار العملية، التي تبرز فيها الدقة والعمق والموضوعية العلمية” (سيغريد هونكه).

“وقد برع العرب في بناء المراصد الفلكية في العديد من حواضر الدولة العباسية، وقد بلغ إهتمام العرب بعلم الفلك إذ أصبح الهواية والتسلية لكل أسرة متعلمة، تماما كما يهوى الناس اليوم مشاهدة التلفاز، فكان لكل أسرة مكتبة فلكية، وكانوا يحرصون على مشاهدة السماء ومراقبة سير الأفلاك والقمر وزيارة المراضد العمة في المناسبات الدينية”.

ويبدو أن هذا الإهتمام كان تعبيرا عمليا عن الآية: ” …ويتفكرون في خلق السماوات والأرض…” 3:191

فأجدادنا كانوا أكثر عقلانية وعملية منّا، فنحن أجيال أكل ألبابها التضليل والإفتراءات ذات النوايا السقيمة، الهادفة لإقناع العرب بأنهم أمة لا قيمة لها ولا دور، وعليها أن تقر بالعجز والتبعية والهوان.

وهكذا تجدنا عندما نذكر مرصد سامراء الفلكي، ربما سيتنكرون، فلا توجد بحوث ودراسات ذات منهج علمي للكشف عن المكنونات الحضارية المغيبة في المدينة.

بل أن البعض يأتي بما يحلو له من التوصيفات، الساعية للتقليل من أهمية ما يُشار إليه، لحث الأجيال المعاصرة على دراسته وبحثه!!

إن عقدة الدونية ستصادر إقتدارنا العلمي، وداء التبعية والخنوع سيبدد إرادتنا، وسيمحق علاماتنا الفارقة التي تشير إلى هويتنا وذاتنا ومعالم وجودنا الحضاري المنير.

فهل لنا أن نستيقظ ونفعّل عقولنا، ونؤمن بأنفسنا وبقدراتنا التي تستدعينا للتعبير المعاصر عنها؟!!

مرصد سامراء الفلكي!!

د. صادق السامرائي

 من مقالات الكاتب - عراق العروبة

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.