من يضحك على من؟

عراق العروبة
مقالات وآراء
9 يناير 2021
من يضحك على من؟

من يضحك على من؟

عراق العروبة

ضحى عبدالرحمن

من يضحك على من؟

الدجل معارف وفنون لا يجيدها غير ملك الدجل والأمراء، وملوك الدجل في عالمنا المعاصر هم ملالي إيران.

ليس العجب ان يضحك الملالي على الشعوب الإيرانية، فقد زرعوا الجهل والدجل والأساطير في عقولهم فأثمرت، لكن العجب أن يحاولوا الضحك على بقية الشعوب، متوهمين انهم بمستوى جهل الشعوب الايرانية. فبعد أن خنقهم الأمريكان بقتل الجنرال السليماني وتوعدوا منذ مقتله ولغاية مرور عام على فطسه بأنهم سيردوا في الزمان والمكان المناسب، نفس الإسطوانة يرددوها بلا حياء. 

عندما حصلت المشاكل في ولاية مشيغان وخسر فيها الرئيس ترامب، ارجعوا خسارته الى الجالية الإيرانية التي لا تمثل سوى الواحد من الألف في الولاية. وبمناسبة الذكرى الأولى لمقتل المقبور سليماني وذيله ابو مهدي المهندس توعد الملالي بالرد على مقتله، ولكن ليت الأمر توقف عند هذا الحد من الرد الشبحي، فقد أخرجوا لنا مسرحية من الخيال العلمي، بأن الاضطرابات التي حصلت في واشنطن بين أنصار الرئيس ترامب وقوات الشرطة واقتحام مبنى (الكابيتول) وما أدى إليه من فوضى وموت (4) مواطنين كان ردا على مقتل الإرهابي الدولي سليماني. علما ان العالم كله ما عدا ملالي ايران يعرفون أن نتائج الإنتخابات الأمريكية وعدم إعتراف الرئيس ترامب بها، هي التي تقف وراء تلك الفوضى.

بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمقتل سليماني، ألقى إسماعيل قاآني قائد الحرس الثوري كلمة جاء فيها ” ان طريق المقاومة لن يتغير، وقد يأتي الرد على إغتيال الفريق سليماني من الداخل الامريكي”. (وكالة تسنيم الايرانية في 6/1/2021). وأضاف ” ليس من المستبعد أن تواجه الولايات المتحدة انتقاما داخل أراضيها لاغتيالها قاسم سليماني، وان على واشنطن ان تعلم ان اغتيال قادة ايران، ليس حدثا عابرا، وأن واشنطون لن تنعم بالأمن جراء هذا الفعل”. وقالت مصادر ايرانية اخرى” لا يستبعد أن يكون الانتقام من الأعداء في عقر دارهم، وأن الإنتقام من واشنطون قد بدأ”. 

طبعا هذا الكلام جاء بعد بدء الفوضى وليس قبلها، لذلك من المضحك ان يجيره الملالي بهذه الطريقة الساذجة لصالحهم، وربما لاحقا يستخدموا ورقة الإمام المهدي باعتباره المحرض على هذه الفوضى، او ما يسمونه بالعدل الإلهي!

ولزيادة حبكة الموضوع سربت إيران بنفس التاريخ 6/1/2021 تزامنا مع الفوضى، رسالة مفادها تهديد بتفجير طائرة انتحارية في مبنى الكونغرس انتقاما لمقتل سليماني. ووصلت هذه الرسالة الى مراقبي الحركة الجوية في نيويورك، وما ورد في الرسالة: نحن متجهون يوم الأربعاء إلى الكابيتول كي ننتقم لسليماني. بالطبع تعاملت السلطات الامريكية بشكل جدي مع التهديد، وهذا شأنها مع أي تهديد محتمل، مهما كان مصدره مجهول او تافه. فالأمن الوطني خط أحمر، لا يمكن التهاون مع التهديدات حتى لوكانت نسبة جديتها  1% .

الألطف منه ان القناة السورية الفضائية في تحليل لما يحصل في واشنطن من أحداث، تراءى لمقدمة البرنامج وجود علم أصفر بيد أحد المتظاهرين الأمريكان وصرخت بغباء ودهشة” فِي علم أصفر يُرفع”! وارتسمت ملامح الفرح الطاغي على محياها، مع ابتسامة  صفراء اضافت عدة سنتمترات لفمها الواسع. وتبين أن لا وجود لعلم اصفر، وكانت مقدمة البرنامج تقصد علم ايراني.

نقول للملالي، فهمنا ما تصرحون به حول عدائكم مع الشيطان الأكبر، وانتقامكم المزعوم لمقتل سليماني، ولكن الذي لم نفهمه، لماذا شيعتم الجنرال سليماني بعجلة شفروليت من صناعة الشيطان الأكبر؟

ان الإنتصارات الوهمية التي يحققها النظام الإيراني في مخيلته المريضة هي عبارة عن إخفاقات وفشل وهزائم على أرض الواقع. وهي نفس إنتصارات محور المقاومة، اكاذيب يسوقونها لأتباعهم، فيؤمنوا بها. أن حسابات الحقل الإيراني لا تتطابق مطلقا مع حسابات البيدر الأمريكي، إلا من عند من يجهلون فن الحساب.

 من مقالات الكاتب1 - عراق العروبة

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.