موطني…موطني!!

عراق العروبة
مقالات وآراء
3 مارس 2021
موطني…موطني!!

موطني…موطني!!

عراق العروبة

د . صادق السامرائي

موطني…موطني!!

نشيدنا الصباحي في المدرسة الإبتدائية للشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان الذي كتبه سنة (1934). ومنه:

“هل أراك…هل أراك

سالما منعما وغانما مكرما؟

هل أراك…في علاك

تبلغ السماك…تبلغ السماك؟

موطني…موطني…موطني…موطني

…………..”

أمضيتُ المدرسة الإبتدائية لستة سنوات , على أنغام هذا النشيد الذي كانت ترتج له أركان المدرسة كل صباح , وبعده نذهب إلى صفوفنا.

أعود إليه بعد عقود داميات , وأتساءل عن موطني , وأبحث عنه , ولا أجده في نشيد أو نص مكتوب , فقد داسته سنابك الويلات والتداعيات وطمرته المسميات , التي نشرها في ربوع وعينا القرن الحادي والعشرين , وهي مناهضة للوطن والمواطنة والحياة.

فما رأينا وطننا سالما منعما ولا غانما ولا مكرما , بل متوجعا تابعا مهضوما مظلوما , وما سلم من أسباب الوجيع والخطايا والآثام.

وطن ما بلغ عاليا , ولا وصل إلى آفاق عصره , وإندحر في الظلمات , وناهض مشاعل النور , فعطل العقول , وألهب النفوس بالمؤجّجات المدنَّسَة بالأضاليل والبهتان.

موطني , هل أراك , وكأنه كان سؤال يأس وفقدان رجاء , فمنذ إنطلاق النشيد , ولا يزال السؤال يتردد وبقسوة “هل أراك”؟؟!!

نعم يا موطني “هل أراك”؟!!

وقد يكون الجواب العاصف بأرجائه “لن أراك”!!

وتلك محنة “هل” و “لن” في أمةٍ منصوبة والفاعل بها مجهول!!

 من مقالات الكاتب 5 - عراق العروبة

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.