هادي العامري ــ انتظر الحساب ولو بعد حين!

عراق العروبة
مقالات وآراء
29 أكتوبر 2021
هادي العامري ــ انتظر الحساب ولو بعد حين!

هادي العامري ــ انتظر الحساب ولو بعد حين!

عراق العروبة

هارون محمد

هادي العامري ــ انتظر الحساب ولو بعد حين!

يستحق هادي العامري، صيحات الاستهجان، وصرخات (كلها منكم)، التي قوبل بها، خلال زيارته إلى قصبة الرشاد في محافظة ديالى، لأن هذا المرتزق الإيراني القديم، والجاسوس اللئيم، هو الذي استحل ديالى بجرائمه وجرائره وانتهاكات مليشياته القذرة، وحولّ هذه المحافظة الأنيقة بجمالها، والمسالمة في بيئتها، والمعروفة بطيبة أهلها، إلى خرائب وحرائق، انتقاماً من شعبها الأصيل بوطنيته وتمسكه بعروبته، بعد أن سلط عليها، أرذل المنحطين، وأعتى المنحرفين، يزرعون الرعب متى ما جاءوا، وينشرون الموت أين ما حلوا؟.

وعندما يستعيد عرب ديالى، مشاهد الأخوة والتضامن بينهم، في سنوات العز، وأعوام المحبة، فأنهم لا يتألمون على ما أصاب محافظتهم الهادئة الوديعة من دمار وتخريب فحسب، وإنما تزداد أحزانهم وتتصاعد فجيعتهم، عندما يرون عميلاً إيرانياً صريحاً، وجلاداً محترفاً، يحكم ويتحكم بمحافظتهم التي كانت واحة للألفة، وساحة للمودة، قبل أن يهجم عليها الجراد الأصفر، يحمل الطاعون الأسود، بطائفيته البغيضة، وعدوانيته المفرطة ضد عروبة العراق، وكانت ديالى، الهدف الأول، لجارة الشر وأذنابها، وجميعهم بلا استثناء، من سقط المتاع وسيئي النفوس والشاذين أخلاقياً، والساقطين سياسياً، وعلى رأسهم الجاسوس هادي العامري، الذي لا يخلو بيت عراقي حر من أفلامه المصورّة، وهو يقاتل مع القوات الإيرانية العدوة، ضد الجيش العراقي البطل، ويعلن بالصوت والصورة، أنه رهن إشارة إمامه الدجال، متفاخراً بأنه خادمه المطيع، ويبدي استعداده لتنفيذ أوامره في قتل المزيد من العراقيين، وهذه الفعلة الخسيسة لا يُقدم عليها، بالتأكيد، شريف من ظهر أبيه.

وللتاريخ فأن الزعيم الفرنسي شارل ديغول، عندما عاد إلى بلاده، في أعقاب تحررها من الاحتلال الهتلري، عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، وضعت أمامه قائمة طويلة، من المتعاونين الفرنسيين مع الألمان النازيين، فقال قولته المشهورة: اشطبوا على كل الأسماء، باستثناء من حمل سلاحاً مع العدو، أو تجسس لصالحه، بينما في عراق ما بعد الاحتلال، يعود العامري من إيران، وفي رقبته بحر من دماء الجنود والضباط والأسرى العراقيين، الذين هبوا دفاعاً عن بلدهم، وضحوا بأنفسهم، من أجل العراق وسيادته، بلا مساءلة أو محاكمة.

وعودة إلى الأحداث الأخيرة في ديالى، وفقاً للتقارير الأمنية الحكومية، فأنها بدأت في قرية الرشاد التي كانت إحدى عائلاتها تستعد لفصل عشائري، بعد خطف اثنين من أفرادها، على خلفية جريمة قتل سابقة، ومعروف أن الفصول العشائرية تسبقها اتصالات ووساطات، أجرتها عائلة المخطوفين، بهدوء وسرية، لضمان الإفراج عنهما، وعندما حان موعد الفصل المتفق عليه مسبقاً، وجاء الخاطفون بالمختطفين الاثنين، سمع أتباع هادي العامري ما يدور في الفصل العشائري من أحاديث ومشاورات، فهاجموا المكان، بالقذائف والصواريخ، ورد الخاطفون بالمثل، اعتقاداً منهم أن كميناً نُصب لهم، وكانت المحصلة مقتل أحد عشر مهاجماً، وجرح ثلاثة عشر منهم، حسب التقارير الطبية.

وحتى يغطي مسلحو العامري على هزيمتهم أمام الخاطفين الذين انسحبوا من المكان، بلا ملاحقة، فأنهم جمعوا 1300 حشدي، وهاجموا قرية (نهر الإمام)، التي هُجر أكثر سكانها السنة، ولم يبق فيها غير 74 عائلة من أصل 360 عائلة كانت تعيش فيها قبل احتلال المليشيات الطائفية لها، حيث خضعت هذه العائلات الصغيرة المتبقية، إلى تدقيق أمني وإداري صارمين، وثبت رسمياً، أن لا صلة لها بالتنظيمات الارهابية، وأفرادها أناس مستورون وفقراء، وقد أسفر الهجوم الغادر عليهم عن مقتل 12 مواطناً منهم، من بينهم امرأتان وجدتا مقتولتين في حجرتهما الخربة، واصابة أكثر من عشرين آخرين، وإحراق تسعة بيوت، وإشعال النار في أربعة بساتين، وتهجير 70 عائلة، نُقلت إلى بعقوبة أمس، وأسكنت في جوامعها، هذه هي التفاصيل كاملة، كما جرت أحداثها ساعة بساعة.

ومن الغريب حقاً، أن يُرسل رئيس الحكومة، مصطفى الكاظمي، وفداً أمنياً، لتقصي الحقائق إلى قريتي الرشاد ونهر الإمام، برئاسة هادي العامري الذي لا يشغل موقعاً أمنياً أو عسكرياً، ولا يحمل صفة أو وظيفة حكومية، ويُلحق به، مستشار الأمن الوطني ورئيس أركان الجيش ونائب قائد العمليات المشتركة وآمر فصائل الحشد بالمحافظة، والوقائع على الأرض وشهادات الشهود، تؤكد أن (ربع) العامري، يتحملون مسؤولية الدماء التي أريقت في القريتين، وهم من زرع الفتنة وأشعل العنف فيهما، كما موثق رسمياً.

إن ما جرى في قرية الرشاد وجارتها نهر الإمام، يفرض على السلطات الحكومية والقوات العسكرية والأمنية، أن توقف مليشيات الحشد، عند حدودها، وتمنعها من فرض الإتاوات وسبي المواطنين، وقد وصل إجرامها إلى مستويات شنيعة، وقبل شهرين، فُرض على صاحب محل لبيع إطارات سيارات (سني) اعتذر عن بيع إطارين لـ(شيعي حشدي) بـالآجل، أن يدفع خمسين مليون دينار (خاوة) تحت تهديد السلاح، لصاحب السيارة الحقير، الذي اصطدم بسيارة أخرى، وعزا السبب في ارتكابه الحادث، إلى أنه (داخ) لأن السني لم يبع له الإطارين، وعليه أن يتحمل نفقات التصليح والتأمين، هل تصدقون هذه الحكاية؟، قطعاً لا، ولكنها حقيقية وواقعية، ونتحفظ على الاسمين، ولكن اسألوا معارفكم وأصدقاءكم في ديالى عنها.

 من مقالات الكاتب - عراق العروبة

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.