واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا!!

عراق العروبة
2021-02-11T01:48:58+02:00
مقالات وآراء
21 سبتمبر 2020
واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا!!

واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا!!

عراق العروبة

د . صادق السامرائي

واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا!!

آية في القرآن يرددها المسلمون وما عملوا بها، وإجتهدوا بضدها وبما ينكرها، ولا يوجد دليل واضح في سلوك المسلمين على أنهم بلا فرقة!!

منذ وفاة النبي الكريم وحتى يومنا هذا لم يعتصم المسلمون بحبل الله، بل تفرّقوا وتقاتلوا وتباعدوا وأوجدوا إسلامات وكل منها يدّعي بأنه يُمثل الدين، وما حصل على مرّ التأريخ يؤكد وبالدليل القاطع أن المسلمين أعداء بعضهم، وأن الإعتصام بالفرقة منهجهم!!

الإسلام مذاهب وفرق وجماعات وتأويلات وتفسيرات وتصورات وتخيلات وتفاعلات دامية، فأين الإسلام في هذه الحالات المتناكرة المتنافرة المكفّرة لبعضها البعض؟!

هكذا هي الحقيقة التي يراها الآخرون، ولن يأتي الواحد منا بدليل واحد يؤكد بإعتصام المسلمين بحبل الله، بل الأدلة المتوفرة تؤكد الفرقة والشقاق والتصارع والتحارب والإقتتال.

قد يقول قائل، هذا هجوم غير مسبوق على الإسلام، وهو ليس كذلك وإنما إظهار لحقيقة التصرفات والتفاعلات القائمة بين المسلمين.

فخذ أي مجتمع مسلم، فستجد المسلم عدو المسلم لأنه كذا وكذا، وغيره كذا زكذا، وما أكثر المسميات والتوصيفات في مجتمعات المسلمين.

والسؤال، لماذا يتفرق المسلمون؟!

يبدو أن التفرق والتنافر سلوك بشري عام، ويتأكد بوضوح في الأديان التي جميعها وبلا إستثناء تفرقت وسفكت الدماء، ولا يشذ عن ذلك المسلمون، فالإسلام لم يهذب الطبع البشري وينقله إلى حالة التفاعل المنسجم، وإنما وفر له ما يؤهله للتعبير عن طبعه ويحسبه طقسا من الدين، وتعبيرا عن الإيمان بما يعتقده ويتصورة من الدين.

وعليه فالقول بالإعتصام أمر بعيد المنال، والجنوح للفرقة والإختصام هو السائد والمتداول عبر الأجيال، فلن يعتصم المسلم بالإسلام بعمله، وقد يبدي ذلك بقوله، لكن الطبع غالب، والعدوانية الكامنة في البشر تجد لها طريقا وسبيلا للوصول إلى غاياتها.

فهل من خيار وسط بين الفرقة والإعتصام؟!!

 من مقالات الكاتب 5 - عراق العروبة

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.