وسام الحردان (صحواتي) سائب وسياسي خائب

عراق العروبة
مقالات وآراء
27 سبتمبر 2021
وسام الحردان (صحواتي) سائب وسياسي خائب

وسام الحردان (صحواتي) سائب وسياسي خائب

عراق العروبة

هارون محمد

وسام الحردان (صحواتي) سائب وسياسي خائب

نعرف مُسبقاً أن وسام الحردان، من صنع (الصحوات) وانتاجها، وهي جماعة ضحك على أفرادها وقياداتها، الأمريكان الغزاة، وسخروهم لشق البيئة السنية العربية، تحت عنوان، محاربة (القاعدة) السلفية، وبعد أن استنفدوهم، حولوهم إلى نوري المالكي، الذي ما قصّر في التنكيل بهم طائفياً، باستثناء قلة قليلة من قادتهم، ومنهم أحمد أبو ريشة ووسام الحردان، والأخير تمرد على الأول، وقام بحركة (تصحيحية) ضده، على غرار حركة (تصحيح) التي قادها النائب السابق كامل الدليمي، على (الكرابلة)، ومنيت الحركتان التصحيحيتان بالمقلوب، بفشل ذريع، وانتهت (زفة) الاثنين الاستعراضية.

ما علينا بالدليمي، مُجبّر العظام السابق، الذي أخفق في تجبير حركته التصحيحية، والمعلومات عنه حالياً، تشير إلى أنه اعتزل السياسة، وهو طاريء عليها أصلاً، بعد أن فشل في الوصول إلى مجلس النواب في ثلاث دورات انتخابية متتالية، وقد دفع بابنه محمد كامل، إلى الترشح، ضمن قائمة (تقدم إلى الوراء)، عسى الحظ الحلبوسي يحالف الابن، بعد أن انكفأ الأب، ونعود إلى الحردان، الذي هو الآخر، طرق الأبواب، وبحث عن الأصحاب، فلا باباً فُتح له، ولا صاحباً استقبله، وشجعه عقله المخبول، على أن يمم وجهه شطر اسرائيل، عله يجد من يحتضنه، من دون أن يُدرك، لغفلته وسذاجة تفكيره، أن المشروع الصهيوني في العراق، يتساوى تماماً، مع المشروع الإيراني، في تدمير الهوية الوطنية والقومية لعرب العراق، ويلتقي المشروعان، في أكثر من نقطة مشتركة، وكلاهما يُكمل الآخر، في الأهداف العدوانية، والاغراض التخريبية.

ويتوهم الحردان ومن معه من شلة مؤتمر أربيل الأخير، أن التطبيع مع اسرائيل، يمكن أن يؤدي إلى نتائج سياسية، في تحقيق الفدرالية السنية، الذي ادعى المشاركون في المؤتمر، أنهم يسعون إليها، فاسرائيل، منذ ولدت قبل ثلاثة وسبعين عاماً، رسمت ستراتيجية في التعامل مع المتعاونين معها، سواء كانوا أشخاصاً أم مسؤولين، تقوم على تجنيدهم كجواسيس وعملاء، تستخدمهم في تنفيذ أجندتها في هذه الدولة أو تلك، وبعد أن تستنفدهم، ويصبحون أوراقاً تالفة، ترميهم في أحواض التواليت، وفي أحسن الأحوال في سلة المهملات، ثم أن اسرائيل متى كانت تعمل في صالح الشعوب والدول العربية، وتاريخها مليء بالمؤامرات والغدر وشن الحروب العدوانية، وقد أثبت مرحلة ما بعد نيسان 2003، أن تخادماً سياسياً، على مستوى عال من الاتفاق والتنسيق، بين الدولة العبرية ونظيرتها الفارسية، وبرعاية أمريكية، استهدف السنة العرب في العراق، تهميشاً واقصاءً، وتحجيم الشيعة العرب، اهمالاً وتطويقاً، لقناعة الدولتين، بان السنة والشيعة العرب، صُناع نهضة، وبناة دولة، وطالعوا أسماء كبار العلماء والمسؤولين الكبار، في ميادين السياسة والاقتصاد والتصنيع والثقافة والنفط والعسكرية، في التأريخ العراقي المعاصر، قبل الاحتلال، فان المرء يجد صعوبة بالغة في معرفة السني أو الشيعي فيهم، لأنهم نسيج واحد، بذل وضحى من أجل رفعة العراق وخدمة الأمة العربية، والأمريكيون والاسرائيليون والايرانيون، يجمعهم حلف مقدس، يبرز حيناً، ويختفي حيناً آخر، حسب الظروف والمناسبات، ولكنه في كل الأحوال، يضع العراق، وسط مشاريعه التخريبية، في نشر التخلف واشاعة الخرافات، وتنمية الطائفية وتقوية العرقية، ليكون بلداً ضعيفاً تفتك به الأزمات، وتعبث به المشكلات.

أما بدعة (الابراهيمية) فهي سلعة اسرائيلية بائرة، هدفها الأساس، هو الفتنة والتفرقة في المنطقة، وقد تجد من ينخدع بها مؤقتاً، ويتعاطى معها مدةً، ولكنها لن تجد موقعاً لها في العراق، برغم ما يعانيه من تراجع وانكسار، واتساع نشاط الجواسيس الأشرار، ويقع في الغلط من يظن، أن صداقة اسرائيل، توازن عداوة ايران، أو العكس، فالدولتان على خط واحد، في التصدي لتقدم العراق ووحدة شعبه وأرضه، وقد ساعدتا واشنطن، في احتلالها، وأوعزتا الى أتباعهما وعملائهما، لتقويض الدولة العراقية والاجهاز على مؤسساتها الوطنية، وفي مقدمتها، الجيش العراقي، التي عملت اسرائيل، بالتنسيق مع المحتلين الأمريكان على حله، وتحويله إلى قوة محلية هامشية، واشتغلت إيران على اجتثاث رموزه وقادته، وإحلال المليشيات بدلاً عنه.

ثم من يكون وسام الحردان، وربعه من المغمورين سياسياً وشعبياً، ليتصدروا الصفوف، ويعقدوا مؤتمراً عربياً – كما زعموا – في مدينة كردية، ويطالبوا بالفدرالية السنية؟ وهم لو جمعتهم بعضهم على بعض، لا تجد فيهم، وجهاً مقبولاً، في عائلته أو عشيرته أو بيئته، يضاف الى هذا، ان الفدرالية نظام مثبت في الدستور المعمول به حالياً في العراق، والقيادات الشيعية الحاكمة، جمدّت العمل بخصوص الفدرالية، لمصلحة تخدمها، لأنها تريد ان تستمر في سرقة موارد المناطق والمحافظات السنية العربية وثرواتها لوحدها، وتتحكم فيها مجتمعة، سياسياً واقتصاديا وأمنياً، على عكس المحافظات الشيعية، وفيها منافسات سياسية، وصراعات حزبية، في ما بينها، في حين انها لا تستطيع تعيين شرطي حراسة واحد، في اقليم كردستان!.

نعم من حق السنة العرب أن يحصلوا على إقليم خاص بهم، ليتخلصوا من قهر الاحتلال المليشياوي لمناطقهم، والحفاظ على هويتهم القومية، التي تسعى ايران واسرائيل، كل من موقعها ونفوذها، على تغييرها، بما يخدم أهدافهما القريبة والبعيدة، في تهميش العروبة، وتشويه الاسلام المحمدي، بالفرق والملل والتناحر الطائفي، ولكن ليس بمقدور الحردان وقبله أبو ريشة، أن يضطلعا بدور فيها، لانهما لا يملكان مواصفات القيادة والكفاءة والمواجهة السياسية، وليست لهما قاعدة شعبية، وسمعتهما في العمل السياسي متدنية، وقد تخلى الاثنان عن كثير من الأفراد والعناصر الصحوية، التي باتت تواجه منذ العام 2011، الملاحقة والاعتقال والاغتيال، ومن لم يُسجن أو يُقتل، فانه اما مُهجّر، أو مطلوب، حياً أو ميتاً.

 من مقالات الكاتب - عراق العروبة

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.