ناشطون سودانيين يطالبون بإقالة مسؤولين بعد مقتل متظاهر

عراق العروبة
أخبار وتقارير
22 أكتوبر 2020
ناشطون سودانيين يطالبون بإقالة مسؤولين بعد مقتل متظاهر

ناشطون سودانيين يطالبون بإقالة مسؤولين بعد مقتل متظاهر

عراق العروبة

الحرة ـ السودان

أثارت طريقة تعامل الشرطة السودانية مع احتجاجات الأربعاء موجة غضب واسعة، اشتعلت بشكل أكبر بعد مقتل متظاهر  في التظاهرات التي انطلقت للمناداة بتحقيق مطالب الثورة وتحسين الظروف الاقتصادية للمواطن السوداني. 

وحملت لجنة أطباء السودان المركزية السلطة الانتقالية مسؤولية العنف المفرط الذي تسبب في مقتل متظاهر وحدوث إصابات خطيرة خلال الاحتجاجات التي خرجت، الأربعاء، للتنديد بتردي الأوضاع المعيشية في البلاد. 

وقالت لجنة الأطباء في بيان “نحمّل المسؤولية كاملة لحكومة الثورة (المجلس السيادي ومجلس الوزراء) ومدير عام الشرطة ووالي ولاية الخرطوم ونطالبهم جميعا بالقصاص للشهداء والجرحى بصورة عاجلة فلم تعد اللجان  والاعتذارات والخطابات المنمقة تُطفئ جراحات الأبرياء”. 

أهداف الثورة لم تكتمل بعد

وخلال الاحتجاجات لقي شخص واحد على الأقل مصرعه وأصيب آخرون بجروح بعضها خطيرة، بحسب البيان، الذي أضاف “خرجت مواكب اليوم لتصحيح مسار الثورة..رفع الثوار والثائرات الشرفاء السلمييّن شعارات تهدف لتحقيق أهداف الثورة التي لم تكتمل بعد. بكل أسف قابلت السلطة الحاكمة مواكب اليوم بصلف وعنفٍ مفرط سقط على أثره شهيد عشريني برصاص الشرطة في محلية شرق النيل” يدعى محمد عبد المجيد.

ثكنة عسكرية

ولم يصدر عن الحكومة السودانية أي تعقيب رسمي على التظاهرات حتى  الآن، سوى اعتذار من وزير الإعلام، فيصل محمد صالح، بعد تعرض مواكب إعلامية لعنف خلال تغطية التظاهرات.

محمد الأمين عبد العزيز، القيادي في قوى الحرية والتغيير، التي قادت الاحتجاجات ضد نظام البشير،  قال إن “الاعتذارات لا تكفي.. الحكومة كانت مبيتة النية لاستخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين”.

يشار إلى أن السلطات السودانية كانت قد قامت، عشية التظاهرات ووسط انتشار أمني كثيف، بإغلاق جميع الجسور التي تربط وسط الخرطوم ببقية أجزاء العاصمة.

وندد عبد العزيز  “بتحويل العاصمة السودانية لثنكة عسكرية” وقال لموقع الحرة “نطالب بإقالة والي الخرطوم ووزير الداخلية ومدير عام الشرطة والإفراج الفوري عن المعتقلين ومحاسبة الضالعين في الاعتداءات على المتظاهرين .هناك مشاورات تتم داخل تنسيقيات لجان المقاومة، لبحث الرد والتصعيد”.

 إعادة هيكلة 

ولكن الناشط، أكرم فاروق، قال إن “إقالة أفراد لا تكفي”. وأضاف لموقع الحرة “المطلوب هو  إعادة هيكلة كل القوات الأمنية وإبعاد المليشيات من المدن. قتل الأبرياء غير مبرر على الإطلاق”. 

 أوشكت على  الانهيار 

وقال ناشط شارك في تظاهرات، الأربعاء، إنه تفاجأ تماما بسلوك السلطة الانتقالية مع المتظاهرين.

وأضاف لموقع الحرة “أشعر بالاندهاش من تعامل الحكومة مع الثوار والثائرات. أنا قربت (أوشكت) أن أنهار من كثافة البمبان (الغاز المسيل للدموع)..صديقي تعرض لإصابة خلال الاحتجاجات، لكن ده ما حا يمنعنا من مواصلة المشوار .. نحن مصممون على ألا تراجع للوراء”.

وقال الناشط الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن “تعامل قوات الأمن العنيف طال كافة الثوار بمختلف انتماءاتهم.. وفي ناس تأثرت حتى في المناطق البعيدة من مكان الحدث وصلتها رائحة الغاز وكثيرون منهم احتاجوا لاستعمال البخاخ والبعض استخدم الأكسجين”. 

ورغم الوجود الأمني الكثيف، نزلت حشود سودانية إلى شوارع الخرطوم وأم درمان (غرب)، منذ صباح الأربعاء، استجابة لدعوة من لجان المقاومة وتجمع المهنيين السودانيين، للتنديد بتردي الأوضاع. 

ويطالب المتظاهرون كذلك بمحاكمة المسؤولين عن قتل المتظاهرين خلال التظاهرات التي انتهت بإطاحة عمر البشير، في إبريل 2019.

شعور بالإحباط

ويقول متابعون للشأن السوداني إن هناك شعورا بالإحباط وسط السودانيين بسبب المعاناة المتزايدة التي يمرون بها على الرغم من مرور أكثر من عام على إسقاط نظام البشير وإحلاله بسلطة انتقالية تشكلت مناصفة بين العسكر والمدنيين.

فالمواطنون يضطرون إلى الوقوف في طوابير لساعات للحصول على رغيف الخبز ووقود للسيارات بينما يقطع التيار الكهربائي عن المنازل لحوالي ست ساعات يوميا.

وتعاني البلاد من أزمة اقتصادية كبرى فيما بلغ معدل التضخم وفقا لإحصاءات رسمية 212 بالمئة.

وتقول الحكومة الانتقالية إنها تسلمت وضعا منهارا من النظام السابق، وإن وجود اسم السودان في القائمة الأميركية للإرهاب يزيد الأوضاع سوءا لإعاقته مشاريع التنمية وانخراط البلاد في النظام المالي العالمي.

وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عبر، الاثنين، عن استعداد واشنطن لشطب السودان من اللائحة الأميركية للدول المتهمة برعاية الإرهاب، بعد التوصل إلى صفقة معه لتعويض ضحايا الإرهاب، في خطوة تأمل منها الخرطوم تحسين الاقتصاد بفتح المجال للاستثمارات الأجنبية في الدولة. 

والسودان موجود في القائمة الأميركية منذ تسعينيات القرن الماضي بسبب استضافته لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن لسنوات.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.