بطة مقتدى وغراب المالكي يتسابقان والكاظمي شرطي مرور!
بطة مقتدى وغراب المالكي يتسابقان والكاظمي شرطي مرور!
أخفق زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، في تسويق بضاعته البائرة، كرجل إصلاح، كما يزعم ويدعّي، فهو وكما أثبتت الأحداث، فوضوي السيرة، طائفي النزعة، مليشياوي السلوك، ومزاجي التصرف، ومن الصعب على صاحب هكذا مواصفات، أن يستقر فكرياً، ويُصبح سياسياً مبدئياً، وهو يُشبه تماماً، في النظرة إلى الأحداث، وتقييم القضايا، نظيره في حزب الدعوة، نوري المالكي، برغم المنافسة الشخصية بينهما، فكلاهما ينتمي إلى مدرسة بائسة، تقوم على الاستفراد بالقرار، وإلغاء الآخر، وتسيّد المشهد، والانتفاع الحزبي، والتربّح العائلي، بعيداً عن المصالح الوطنية.
ولأن الأحزاب والجماعات الشيعية، لا تملك منهجاً سياسياً واضحاً، ولا خطاباً وطنياً رصيناً، باستثناء هتاف مُستهلك (علي وياك علي)، فإنها انشغلت في التزاحم على المغانم، وكسب الامتيازات، واستغلال المواقع والمناصب، والإتفاق على تسويات، تضمن موارد ومحاصصات، من دون أن يبرز قائد منها، يسمو على الطائفية، ويتبنى مشاريع نهضوية، وتجارب إبراهيم الجعفري، ونوري المالكي، وحيدر العبادي، وعادل عبدالمهدي، ومصطفى الكاظمي، في السلطة، تثير القرف، من تدني الأداء، وارتفاع مستوى الفساد، والتكالب على جني الأموال، بطرائق احتيالية، لا تخطر على بال كبار اللصوص، وأشطن النشالين.
ولاحظوا، الآن، سخف الاشتباك، بين مقتدى الصدر، وشبيهه في الاعوجاج السياسي، نوري المالكي، وكيف انهما، يتباريان في معركة شخصية وحزبية بينهما، لاستباق الانتخابات النيابية المقبلة، والسعي إلى الفوز بنتائجها، لضمان السيطرة على رئاسة الحكومة، وكل واحد منهما، يطرح نفسه، وصياً عليها، أو مرشحاً لها، في خطاب سفيه، واستعراض للقوة، صارت (البطة) عنواناً لهما، مقتدى يهدد بها لترويع خصومه، ونوري يُعلن: انه لا يهضمها، مع أن الاثنين، تعاونا سوية في السابق، على انتاج أكثر من بطة قاتلة، نشرها الاول علناً، عبر مليشياته، جيش المهدي وسرايا السلام، ومارست التنكيل والتقتيل، في حين كانت (بطات) الأخير، تتقافز قسوة مفرطة، وقوانين قمعية، في الإقصاء والتهميش، واختراع المعسكرات (معسكر الحسين ومعسكر يزيد)، وتهيئة الأجواء لمسلحي داعش، لاحتلال محافظات سنية عربية، كما حصل في الموصل، لأنها، في رأيه الطائفي، قومية وبعثية.
إن إقدام مقتدى الصدر على تسريح مليشياته في بغداد والنجف وكربلاء، مؤخراً، وهي تهدد وتتوعد، وحجته المتهافتة، أن الدواعش والبعثيين، يخططون لاستهداف المراقد الدينية في المدن الثلاث، حركة غبية، وعملية مفضوحة، تأتيان، كدعاية انتخابية سمجة، مع أنه لو كان عاقلاً، لعرف مُسبّقاً، أن الدواعش يكفروّن البعثيين، واغتالوا وغيبوا قادة وكوادر منهم، والتعاون بين الطرفين، من سابع المستحيلات، ولكنه يقلد المالكي، في مشهد تافه، انكشفت أغراضه، وانتهت صلاحيته.
ولأن مصطفى الكاظمي، يعدد أياماً، ويقبض رواتب وامتيازات، ولا يملك إرادة في مواجهة التسيب الأمني، وليس معنياً، بالاستقرار السياسي، فإنه لم يتحرك، كعادته، كما تحتم مسؤولياته، وتفرّج على مليشيات الصدر، وهي تجوب شوارع العاصمة والنجف وكربلاء، وتُشهر أسلحتها، بوجه المواطنين الآمنين، كما صمت، صمت القبور، على مليشيات (أبو فدك) التي داس أفرادها على صوره، وشتموه وهددوه، وكأنه (خيال مآتة) في مزرعة بطيخ.
ولا أدري، كيف فسّر عزة الشابندر، انتشار مليشيا مقتدى، بالسلاح والتهريج، في الشوارع والطرقات، بأنه رسالة، نجح الصدريون، في ايصالها، إلى أطراف محلية وإقليمية ودولية، ونحن نعرف أن الرسائل في السياسة، تتضمن، عادة ودائماً، مواقف وخطوات وإشارات سياسية، وليس استعراضات فوضوية مقززة، يستطيع أي قزم مليشياوي، القيام بها يومياً، ما دام الوضع الأمني مضطرباً، والكاظمي غارق في عسل منصبه، لا يهش ولا ينش، ويتملكه الخوف، من أصحاب السلاح المنفلت.
بلد يقوده الطائفيون والسفهاء، ويتحكم به، اللصوص والقتلة والعملاء، لا مستقبل له، وانتظروا الآتي من الأيام العصيبة، ما دام الصدر، يقود (بطاته) الوحشية، والمالكي يلوح بغربانه السود، والكاظمي مجرد (شرطي مرور)، يُنظم سيرهما، ويغطي على انتهاكاتهما، ويغض عينيه عن جرائمهما، ويُعطي اجازة مفتوحة للقانون، لتفادي ملاحقتهما، لانه في المحصلة، شخص خوّاف، ومهزوم في داخله، وفائض عن الحاجة.
المصدر : https://iraqaloroba.com/?p=5571