سقطت سلطة المالكي ولكن أكاذيبه كثرت!
سقطت سلطة المالكي ولكن أكاذيبه كثرت!
مشكلة نوري المالكي، أنه كائن مشوّه، فقد آدميته، وتحول إلى غول، يسبح في بحر السلطة والمال، ويستخدم الغدر والتآمر، ضد من يعارض منهجه، القائم على الدكتاتورية المفرطة، المستمدة من عقيدة خرقاء، تعتمد الكذب والدجل، والادعاء والافتراء، وتستند إلى طائفية هوجاء، ترى في الدولة والقانون والمؤسسات، عدواً، يجب استئصال جذوره، وتقويض معالمه.
ولسنا، هنا، في معرض سرد الحالة، التي تم فيها استيراد المالكي، من أزقة حي السيدة زينب، في دمشق، وكيفية تصعيده، إلى المراتب والمناصب، ابتداء من عضوية هيئة الاجتثاث، مروراً برئاسة لجنة الأمن والدفاع في الجمعية الوطنية، وانتهاء بقيادة الحكومة لمرتين، وهذه التحولات كلها، حدثت له، في ظل الاحتلال الامريكي، وتحت إشراف جنرالات قواته، وتدبير سفرائه، وهي وقائع محفورة في الذاكرة العراقية الحية، التي ربما تنسى بعض الحوادث، بمرور الأيام، وتقادم الزمن، ولكنها لن تصفح عن خدّام الغزاة، والمتعاونين معهم، ولن تغفر، للعملاء، على مختلف ألوانهم وأنواعهم، ولاحظوا حجم الاحتقار، الذي يملأ النفوس، عندما يرد اسم، ابن العلقمي، برغم مرور قرون وعقود، على واقعة خيانته لوطنه، واشتغاله بإمرة هولاكو المحتل، وقد يقول قائل: إن ذلك تاريخ مضى وانقضى، فالرد عليه يكون، أن الشعوب والأوطان والأمم، لا ترحم عملاء الأجنبي، في كل زمان أو مكان، ويروي مؤرخو الحقبة النازية، ان الزعيم الألماني هتلر، سُئل قبل وقت قصير من مصرعه، عن أسوأ من تعامل معهم في حياته، فقال: كل من باع وطنه، برغم أن من قصدهم، خدموه!
وفي حكم المؤكد، فأن سيرة المالكي، وما رافقها، من عمالة مزدوجة، لواشنطن وطهران، وقهر وطغيان، لقطاعات واسعة من المواطنين، وسرقات هائلة للمال العام، وتبديد للثروات والموارد الوطنية، ستظل عالقة في أذهان العراقيين، جيلاً بعد جيل، ولن تشفع له أمواله وأطيانه وأصهاره، والمنتفعون منه، في تبييض سمعته، وتجميل صورته.
ولأن المالكي قد أدمن الكذب، الذي استنشق هواءه، طيلة ثماني سنوات، وهو على رأس السلطة، فإن ذلك الإدمان سرى في جسده، واختلط بدمه، وملأ فمه، وأطال لسانه، كما في مقالة له، نشرتها بعض المواقع والشبكات، مؤخراً، لم تُلفت الانتباه، ولم تحظ باهتمام، لانها مليئة بالاكاذيب، والمالكي كما هو معروف، بات شيخ الكذابين، في هذا الزمان، بلا منافس.
في مقالته البهلوانية، يعرض المالكي نجاحات، من وحي خياله، وينسبها إلى نفسه، خلال ترؤسه للحكومة، في ولايتين متعاقبتين سوداوين، شهدتا كوارث ونكبات، ونكسات وانتكاسات، ما زال العراقيون، يئنون من وطأتها، ويدفعون أثماناً باهضة عن آثارها، ومن يقرأها، لا يجد فيها، غير ادعاءات، لا تسندها حقائق، ومبالغات عن دوره، في تعزيز ما سماه بالسيادة الوطنية، واستقلال القرار العراقي، مضخماً من المؤمرات، التي استهدفت معاقبته على إنجازاته، متهماً جماعات البعث والقاعدة وداعش، وبعض الطائفيين الداخليين، المشاركين في العملية السياسية، (يقصد الســنة)، وساحات الاعتصام السلمية في المحافظات السنية العربية، وأطلق عليها، تسمية (ساحات التمرد) وأضاف إليها، التحركات السعودية والتركية والقطرية (الطائفية) كما سماها، ذلك كله، كان لمنعه، كما ادعى، من الولاية الثالثة سنة 2014، برغم (الفوز الساحق)، الذي حققه في انتخابات تلك السنة.
ولاحظوا جبنه ونفاقه، عندما قفز على، توجيهات مرجعية السيستاني، في استبداله، وتجاوز على خيار الأحزاب الشيعية، من ضمنها حزبه (الدعوة) على إقصائه، ولم يشر، مجرد إشارة، إلى الوفد، الذي قاده إبراهيم الجعفري، وضم حيدر العبادي وحسين شهرستاني وباقر صولاغي، وممثلين عن التيار الصدري وحزب الفضيلة، وقابل رئيسي الجمهورية فؤاد معصوم، والبرلمان سليم الجبوري، طالباً استبعاد المالكي، وإحلال العبادي مكانه، هكذا بغباء وسذاجة، يريد خداعنا، وكأننا مثله، جُهّال ومتخلفون، ونصدّق ترهاته، بأنه لم يتعاون مع تنظيم داعش، ولم يُفرج عن كوادره، من السجون والمعتقلات، ولم يبع الموصل إلى أبو بكر البغدادي، ولم يأمر بسحب الجيش والشرطة من المدينة، التي يكره أصالتها، ويحقد على عروبتها، وهل ننسى انه، عرض على جلال طالباني، ضمها إلى إقليم كردستان؟
وكعادة الكذابين، والمالكي صار عنواناً بارزاً، في موسوعتهم، وتفوق على زعيمهم التأريخي مسيلمة، فإنه تهرّب، في مقالته الضحلة، عن المذابح، التي ارتكبها، وراح ضحيتها، الآلاف من الآمنين والأبرياء، في بغداد وحزامها، والفلوجة والرمادي، وبعقوبة والمقدادية وبهرز، والحويجة وكركوك، وسامراء وتكريت، والموصل، ولم يذكر مثلاً، لماذا صنف العراقيين، إلى جماعة الحسين، ومعسكر يزيد؟ ولم يتناول، طبعاً، زياراته إلى واشنطن، وتفقد قبور جنودها المقتولين في العراق، ووضع أكاليل الزهور عليها، وتغافل عمداً، عن معاهدة الإطار الاستراتيجي، التي عقدها مع بوش الابن، وتناسى ارتباطاته مع إيران، ومعاداته للعرب، ولم يتعرض إلى اتفاقياته مع دول وحكومات استنفذت ملايين الدولارات، ذهبت تبكي سوء طالعها، ولم يشرح حكايات الاف المشاريع، التي خُصصت لها المليارات، ولم تر النور، وذهبت كلفها إلى أرصدة (حمودي) وأزواج بناته وأقاربه، ووكلائه التجاريين، وسماسرته السياسيين.
لو كان المالكي يحمل بقية ضمير ووجدان، لدفن نفسه، وغسل عاره، أو ، في الأقل، ينزوي ويكف عن النباح، ويتوقف عن النواح، على زمن مُرّ، كان فيه طاغية أشر، ولكنه يظل ذلك الذيل الأفاق، المستعد لبيع العراق، بشعبه وتاريخه، بأبخس الأثمان، والمهم أن ترضى عنه إيران.
Source : https://iraqaloroba.com/?p=3874