مأزق إعمال العقل بالنص الديني!!
مأزق إعمال العقل بالنص الديني!!
المفكرون وعلى مدى أكثر من قرن يدرسون ويبحثون في المواضيع الدينية، ويحسبونها علة العلل، وما توصلوا إلى علاج ناجع لها.
فيكررون عبارة “إعمال العقل بالنص الديني”، ولا يزالون منغمسين بموضوع العقل، والدنيا تعيش عصر العلم، الذي إنطلق منذ بداية الثورة الصناعية، وتطور إلى ما لا يمكن تصوره، وإمتلك من القدرات الإبتكارية المادية، ما لا يتمكن منه أي عقل تم إعماله بغير العلم.
المفكرون لا يتحدثون عن إعمال العقل بالعلم، ولكن بالدين، وكأن العرب لم تقع على رؤوس أجيالهم بلوى “إعمال العقل بالنص الديني”، التي جلبت لهم المآسي والويلات، منذ إنطلاق دولتهم وخصوصا بعد وفاة نبيهم.
وبعض المفكرين يريد إرجاع الأمة إلى القرن الحادي عشر والثاني عشر، ويحسبها معركة ما بين الغزالي وإبن رشد، ومن ثم إبن تيمية في القرن الثالث عشر، وكأنها حروب حامية الوطيس.
ويرى آخرون إن إعتماد أفكار إبن رشد القائلة : لا تكفير مع التأويل، ولا إجماع مع التأويل، وغيرها، هي الحل الشافي لمعاناة الأجيال.
ولابد من القول بجرأة ووضوح، إن إعمال العقل في أي موضوع غير العلم لا ينفع الأمة، وهو كصب الزيت على النار، فالأمة تكون بالعلم، وبإعمال عقول أبنائها بالعلوم المتنوعة، وإن لم تتخذ من العلم سبيلا، فلا يجوز لها أن تتحدث عن عقل.
البشرية تعيش مرحلة ما بعد العقل، إنها مرحلة العلم، ودعوات المفكرين فيها دفع لإخراج الأمة من العصر الذي هي فيه، وطمرها بعصور غابرات مظلمات تتراكم فيها العثرات والملمات.
فالواقع التأريخي للأمة يشير إلى أن ما أصابها بسبب إعمال العقل بالنص الديني، ويوم أعملته بالعلم تقدمت وتسيّدت.
هذه حقيقة يُراد طمسها وإيهام الأجيال بغيرها، لكي تتعطل قدراتها، وتهون عزيمتها وتندحر في ذاتها وتجهل موضوعها.
ترى لماذا يركز المفكرون العرب على الغزالي، وإبن رسد، وإبن تيمية، ويتجاهلون علماء الأمة في مسيرتها الحضارية المتنورة؟!!
إنهم عن قصد أو غيره يحاربون وجود الأمة، ويلهون الأجيال بموضوعات إستنزافية تبدد طاقاتها، وتسجن أجيالها في صناديق التصارعات والإحترابات القاسية.
فهل من إعمال للعقل بالعلم؟!!
مأزق إعمال العقل بالنص الديني!!
Source : https://iraqaloroba.com/?p=11028