مؤامرة داخلية بأيادي اسبانية
مؤامرة داخلية بأيادي اسبانية
انكَشَفَ الأمر على ذاته ناسباً النوايا الحقيقية للجارة الشمالية، أعلنَ عمّا في أوراق ملفّه الثقيل الدّلاّل الصارخ بتقديمها في مجمع مُّصغّر لحزب ناطق بالاسبانية حضره من همس في أذني خلال زيارته بروكسيل للاطمئنان على صحة إنسانة يكن لها مثلي التقدير لما قدمت له من عون ومساعدة خلال إقامته فوق التراب البلجيكي ، حزب لا يهمه وطن ولا كرامة ولا حرية ولا حتى ابسط الحقوق الإنسانية ، يشبه زعيمه “دُنْ كِخُوطِي دِي لاَ مَنْشا” (Don quijote de la Mancha ) بطل رواية ” طواحن الرياح” التي كتبها الأديب الاسباني الشهير ” مِغِيلْ دِي سِرْبَنْطِيسْ سَأَبِدْرَا”(Miguel de CervantesSaavedra) ، الذي أظهر حقده الدفين على المغرب ليس حباً في الجزائر كما فسرّ البعض عن خطأ ، ولا متعاطفاً مع البوليساريو كما ردَّد المتعاطين مع مثل الأحداث مِن وجهة نظر بعض الإعلاميين المكتفين بالنَّقل عن بعض الصحف الاسبانية لا غير، وإنما لتوريط اسبانيا وإضعافها ليسهل على بعض الجهات والأقاليم الانفصال عن هيمنة الحكومة المركزية في مدريد ، لذا جمع حوله من اقترب لأفكاره وسعى للمضي بها عسى الفتنة الداخلية تجد طريقها للعلن ويتم البدا التنفيذي في تمزيق وحدة اسبانية جعلها المطالبون بالانفصال هشة قابلة ليعيد التاريخ في تلك الشبه جزيرة ما حصل فيها علي يد أمراء الطوائف في أخر أيام حكم العرب لها . أمريكا بمخابراتها القوية أدركت أن تشرع في إخراج نفسها من مستنقعٍ على وشك استبدال الأخضر بالملوَّث ، بنقل قواعدها العسكرية لجهة أكثر أمناً واستقراراً ليس خوفاً ممَّا سيحدث ، ولكن لانشغالها ستكون ، في أمور أكثر وأزيد أهمية لمصالحها ومصالح الشعب الأمريكي في المقام الأول ، أمريكا تفكر بجدية في تحويل إستراتيجية تعاونها المباشر وعلى كافة المستويات ، مع الدول القادرة على مواجهة المستقبل بما تحضّره من الآن ، المغرب أحد تلك الدول ، فقد استطاع أن يسلّ شوكته من الصُّداع الاسباني في أسابيع قليلة بفضل تتبعه الجيد لسياسة تبناها في صمت خطوطها العريضة إخراج الرصيد في الوقت المناسب دون إفراغ المخزون ، مع التوجُّه لابتياع حاجياته وحتى ما يفوق احتياجاته لأمر معلوم ، بعيدا عن الاتحاد الأوربي ، من أيّ مكان يتوصَّل لاتفاق مضمون مع زعمائه ، كما فعل مع الصين وقبل ذلك مع تركيا ، واستثمار سمعة أجهزته الأمنية عبر المعمور ، لتغطية مداخله براً وبحراً وجواً ، وتلك قدرات هائلة لا تحفل بها سوى الدول المتقدمة لحماية نفسها وحماية من يرغب في حمايته معها .
المسألة الأخرى قد أصحّح بها مفاهيم بعض المشيدين مواقفهم على حماس زايد لم يعد نافعاً في هذه المرحلة والإنسانية جمعاء معرَّضة لمخاطر غير مسبوقة ، تحتم معالجة الأمور العالقة بما تحتاجه من التعقل الدارس لكل حالة وما تتطلّبه من معلومات دقيقة كفيله بتزويد الفكر وما يفتح أفقه بالاقتناع ، أن شعارات الأمس بدَّدت بعضها الأيام ، وسحقت مفاهيمها وقائع أكدت أن الحق حق لا يحتاج البكاء على الأطلال ، من طرف المتعودين على مثل البكاء للبكاء لا غير ، المغرب ما كان في حاجة للتطبيع مع اسرائيل ، إذ التطبيع كائن من قبل وسيستمر مادام ربع سكان اسرائيل هم يهود مغاربة ، ما فرّطوا في مغربيتهم قط ، والمغرب لم ينساهم في وقت من الأوقات ، تركَهم للرحيل حيث أرادوا ، وسيتركهم للعودة إليه متى أرادوا. إذن قضية الصحراء المغربية شيء آخر لا علاقة لها أصلا بالتطبيع ، ولمن شاء الزيادة في فهم ما يفهم ولا يظهر عليه أنه يفهم ، ثمة ما يؤكد أن المعرب مخلص لمواطنيه أينما كانوا وكيفما كانوا يهودا في اسرائيل أو مسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، مرحب بهم دوماً ما استطاعوا الوصول إليه .
Source : https://iraqaloroba.com/?p=9881