إيران تنكر وذيولها تؤكد
إيران تنكر وذيولها تؤكد
بعد الهجمة الإرهابية على قاعدة عين الأسد في الأنبار، رفضت الإدارة الأمريكية التعليق على الجهة التي تقف وراء الضربة بانتظار التحقيقات العراقية التي سينطبق عليها المثل العراقي” موت يا حمار حتى يجيك الربيع”، منذ بدأ الهجومات على القواعد الأمريكية والمنطقة الخضراء حيث مجمع السفارات الأجنبية، لم تستطع أية لجنة تحقيقة حكومية التوصل الى الفاعل، في حين تمكنت التحقيقات في كردستان العراق خلال إسبوع واحد من الوصول إلى النتائج وأعلنت لوسائل الإعلام إعترافات أحد الإرهابيين. فأما الإدارة الأمريكية برئاسة بايدن في قمة الغباء، أو أنها تتبع تكتيك الدبلوماسية الناعمة التي تصفق لها إيران، فاتبعت الدبلوماسية الخشنة برفض التفاوض بشأن الملف النووي، و صعدت من هجماتها على السعودية والعراق عبر ذيولها أنصار الله في اليمن والحشد الشعبي في العراق.
الإدارة الجديدة بسياستها الناعمة شجعت إيران على التمادي في عدوانها، سيما إن الاتحاد الأوروبي لا يزال متعاطفا معها على الرغم من كل هذه الإعتداءات الإرهابية. أوروبا تغض النظر عن إرهاب إيران بحجة العودة الى مائدة المفاوضات، لكن ايران رفضت التفاوض إلا بعد رفع العقوبات عنها، وهذا سقف مرتفع لا يمكن أن تقدمه الإدارة الأمريكية بسهولة، فلماذا كل هذه المرونة مع نظام يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم بأجمعه؟
إيران في موقف الضعيف والخاسر، والخاسر والضعيف يتلقى الشروط ولا يمليها على الطرف القوي، هذه هي القاعدة المتبعة في الحروب والصراعات.
الصواريخ التي ضربت قاعدة عين الأسد ايرانية الصنه (غراد أو أرش 4)، وتم التعرف عليها، وهذه الصواريخ بعهدة الحشد الشعبي العراقي، فالجهة المعتدية معروفة، انها الميليشيات الولائية، فعلام كل هذا التغاضي عنها، ولمصلحة من؟ هل لتشجيع هذه الميليشيات على المزيد من العمليات الإرهابية؟
المهم ان ايران زعمت بأنها لا تقف وراء هذه الهجمات، فقد نفى المتحدث بإسم الخارجية الايرانية (سعيد خطيب زاده) أن تكون لبلاده علاقة بالهجوم على قاعدة عين الأسد، وقال ( أن العملية مشبوهة، وأن هناك شكوكا لدور إسرائيلي في الهجوم لزعزعة الحكومة العراقية).
الإدارة الامريكية لم تحدد الجهة بعد، وايران تنفي ضلوعها فيه، لكن ذيول ايران في سوريا ولبنان اكدوا بأن ايران ردت على الهجوم الأمريكي على معسكرات الميليشيات الولائية في سوريا. واعتبروا قوة الرد أعلى من قوة الاستهداف الأمريكي، وافتخروا بهذا الرد الصاعق.
الغريب ان سيدهم الإيراني أنكر ضلوعه في العملية الإرهابية، لكن الذيول تؤكد ضلوع ايران بالعدوان، بل أشاروا بأن القتلة الأمريكان ما بين 2 ـ 8 جندي امريكي، مع ان القتيل هو متعاقد أمريكي بسبب أزمة قلبية، حسب إعلان الإدارة الامريكية والحكومة العراقية.
الذيول ملكيون أكثر من الملك نفسه، لكن هل هذا غباء، أم محاولة لجر الولايات المتحدة الى حرب مع إيران؟ مع انهم (الولائيون) يزعمون أن هناك جهات تحاول جرٌ الولايات المتحدة الى حرب مع ايران! يا جهلة أنتم تلك الجهات، فقد كشفتم عن أنفسكم بكل حماقة.
إيران اتهمت اسرائيل بالعملية، والذيول مصرون على ان ايران هي التي قامت بالعملية. بل انه شطوا ابعد عندما اعتبروا ان ايران هي التي استهدفت السفينة الإسرائيلية في خليج عدن، اي انهم خدموا اسرائيل لأن اتهمت ايران ايضا، وفاتهم ان إسرائيل ليس كالولايات المتحدة تنتظر نتائج التحقيقات، وقريبا سنشهد الرد الإسرائيلي على ذيول ايران في سوريا.
وجهة نظر
انشغل العالم بتقرير المخابرات الأمريكية حول مقتل السعودي العميل عدنان خاشقجي، وعندما ظهر التقرير كانت مجرد تخمينات ومعلومات مكررة سبق أن تناولها الإعلام وتقارير سابقة، ولم يتهم التقرير ولي العهد السعودي، وكان النظام الإيراني وذيله الطويل الأخوان المسلمين ينتظرون الرد المزلزل ضد ولي العهد، فخاب ظنهم كالعادة. أقول إن ملف حقوق الإنسان في العالم يخضع الى المساومات السياسية والابتزاز، والدليل أن الانتفاضة الأخيرة في ايران التي ضاق بها صدر الخامنئي المشحون حقدا على شعبه والعالم وطالب بإنهائها فورا بكل الطرق المتاحة (أي القمع) نجم عنها قتل (1500) متظاهر إيراني، فهل عدنان خاشقجي أثمن من هذا العدد؟ لماذا أخفت الإدارة الأمريكية ملف حقوق الإنسان في إيران، واظهرت ملف حقوق الإنسان في السعودية؟ أليس هذا الأمر يدعو الى الشك؟
Source : https://iraqaloroba.com/?p=6062