احتجاجات شعبية فلسطينية وعربية ودولية رفضاً لصفقة القرن والتطبيع مع الكيان الصهيوني
شهدت الأرض الفلسطينية المحتلة، وعواصم عربية، والعاصمة الأميركية واشنطن، مساء اليوم الثلاثاء، وقفات ومسيرات حاشدة منددة بصفقة القرن وباتفاق التطبيع الإماراتي والبحريني مع إسرائيل، بالتزامن مع توقيع الاتفاق في البيت الأبيض بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
ففي مدينة رام الله، تظاهرت جماهير غفيرة من مختلف الفصائل وأبناء شعبنا الفلسطيني وسط ميدان المنارة، تنديدا باتفاق التطبيع البحريني الإماراتي الإسرائيلي الذي يجري توقيعه مساء اليوم في البيت الأبيض.
كما جابت شوارع مدينتي رام الله والبيرة مسيرة جماهيرية حاشدة ردد المشاركون فيها هتافات نددت بالتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في ظل مواصلته احتلال أرض فلسطين.
وشدد المشاركون في المسيرة الجماهيرية الحاشدة على دعم موقف القيادة ، والوقوف خلف الرئيس محمود عباس في ثباته على الحقوق الفلسطينية، ورفض كل اتفاقيات الذل، ورفض التنازل عن حقوق شعبنا.
وسبق المسيرة، مهرجان مركزي في ميدان المنارة تحدث فيه رئيس نادي الأسير قدورة فارس، حيث دعا أبناء شعبنا لمقاطعة بضائع الاحتلال وتكثيف المقاومة الشعبية، والانتصار للأسرى وللقيادة الفلسطينية.
وأضاف أن شعبنا سيسقط كل مؤامرات التطبيع كما أسقط مؤامرات أخرى، وقال: “نقول لترمب ولنتنياهو إنهم لن يجدوا فلسطينيا واحدا يتنازل عن الحقوق الفلسطينية، وستفشل كل مشاريع التصفية”.
من جانبه، قال رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى أمين شومان إن شعبنا سينتصر على الاحتلال، وسيتحرر الأسرى وستفشل كل المؤامرات ومن بينها ما جرى اليوم في البيت الأبيض.
وتابع: “نحن باسم الأسرى القابعين في سجون الاحتلال، نؤكد أن شعبنا سيواصل حفظ الأمانة وحماية الحقوق الفلسطينية”.
كما ألقت طفلة رسالة باسم أطفال فلسطين، أكدت فيها أن أطفال فلسطين يرفضون التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي على حساب القضية الفلسطينية، وأن الرئيس محمود عباس لن يسمح لأحد بتصفية القضية الفلسطينية.
وفي أم الفحم داخل أراضي الـ48، شارك العشرات من أبناء شعبنا في السلسلة البشرية الحاشدة على مداخل المدينة، والتي دعت إليها لجنة المتابعة، تنديدا باتفاق التطبيع بين الإمارات والبحرين من جهة ودولة الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى، برعاية أميركية.
ورفع المتظاهرون شعارات رافضة للتحالف الإماراتي الإسرائيلي، واتفاقية التطبيع المزمع توقيعها مساء اليوم، في البيت الأبيض، مع أبو ظبي والمنامة من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى.
واعتبر المتظاهرون أن اتفاقيات التطبيع “تكريس للاحتلال الإسرائيلي، وخيانة للشعب الفلسطيني”.
ونظمت السلسلة البشرية تحت شعار “لا لصفقات التآمر على الشعب الفلسطيني وقضيته” و”ضد انبطاح أنظمة العمالة الإماراتية والبحرينية”، بدعوة من لجنة المتبعة العليا.
وفي واشنطن، نظمت 50 مؤسسة أميركية وعربية وفلسطينية وقفة احتجاجية أمام البيت الابيض، بالتزامن مع توقيع اتفاق التطبيع الإماراتي والبحريني مع إسرائيل، برعاية أميركية وبحضور الرئيس دونالد ترمب.
وأكد المشاركون في الفعالية رفض التطبيع مع دولة الاحتلال طالما بقي الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال والعدوان والاستعمار.
وقال رئيس المجلس الفلسطيني الأميركي غسان بركات، إن الوقفة جاءت لرفض التآمر على الشعب الفلسطيني وقضيته وحقوقه الوطنية، وينخرط في ذلك بعض الأطراف العربية، الأمر الذي يسيء لقومية القضية الفلسطينية ومحورتيها.
وبين أن اختيار توقيت الوقفة جاء للفت أنظار العالم والإعلام الذي يغطي توقيع اتفاق التطبيع، إلى معاناة الشعب الفلسطيني جراء الظلم والتشريد والقتل وسرقة مقدراته الطبيعية من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف: رسالتنا للموقعين في البيت الأبيض أن العلم الفلسطيني لن يسقط، وأن القضية الفلسطينية ستواصل النضال حتى تحرير فلسطين، وسنكون في الطليعة لرفع المعاناة عن شعبنا والضغط السياسي الذي تتعرض له قيادتنا، وسنواصل مناصرة الحق الفلسطيني حتى ينتصر على أرض فلسطين وعلى رأسها قيادتنا التي تقف ضد كل عدوان على شعبنا.
وفي تونس، نظمت منظمات المجتمع المدني والنقابات والأحزاب التونسية، مساء اليوم الثلاثاء، وقفة تنديد باتفاقي التطبيع الإماراتي- البحريني مع إسرائيل، تزامنا مع توقيعهما في البيت الأبيض برعاية الرئيس ترمب.
ورفع المشاركون في الوقفة، التي نظمت وسط شارع بورقيبة في العاصمة تونس، علمي فلسطين وتونس ورددوا الشعارات المنددة باتفاقي التطبيع، وأخرى مؤيدة لشعبنا وقضيته العادلة.
وتواصلت في تونس بيانات الشجب والاستنكار لاتفاقي التطبيع من الأحزاب والمنظمات التونسية، فقد عبّر اتحاد الشباب الشيوعي التونسي، عن تضامنه “المطلق واللامشروط” مع الشعب الفلسطيني في معركته ضد الاحتلال الإسرائيلي وداعميه.
جاء ذلك اثناء انعقاد مجلسه الوطني في دورته الـ17 تحت شعار “التطبيع خيانة عظمى”، ندد خلاله بشدة بصفقتي الإمارات و البحرين التطبيعيتين، واعتبرهما خيانة عظمى للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
من جانبه، أدان حزب العمال التونسي، في بيان له، الخطوات التطبيعية الإماراتية البحرينية وموقف الجامعة العربية، داعيا “كل القوى الوطنية والتقدمية إلى تحمّل المسؤولية إزاء القضية الفلسطينية والتصدي لمسار التطبيع والتفريط”.
وفي العاصمة الألمانية برلين، نظمت وقفة احتجاجية جماهيرية حاشدة أمام مكتب الجامعة العربية ضد صفقة القرن والتطبيع، بمشاركة أبناء الجالية الفلسطينية والجاليات العربية، ونشطاء من حركة المقاطعة BDS ومتضامنين ونشطاء ومثقفين ألمان وأجانب، بدعوة من لجنة العمل الوطني في برلين.
ورفع المتظاهرون العلم الفلسطيني ولافتات منددة بصفقة القرن الأميركية ومشروع الضم الإسرائيلي الهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية والالتفاف على الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى الشعارات المنددة بهرولة بعض الأنظمة العربية الرسمية نحو التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، كما حصل في الاتفاق الثلاثي بين دولة الامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين مع دولة الاحتلال، برعاية أمريكية.
وهتف المتظاهرون بالحرية للشعب الفلسطيني والنصر لقضيته العادلة، مؤكدين أن كل محاولات الهرولة التطبيعية التي تقوم بها بعض الأنظمة العربية، لن تمس وجدان الشعب الفلسطيني، ولن تؤثر على مساره الكفاحي والنضالي، بل ستدفعه للتمسك أكثر بحقوقه الوطنية والدفاع عنها بكافة الوسائل.
وشددوا على أن محاولات عزل الشعب الفلسطيني، ومحاولة تصويره بأنه وحيد ستبوء بالفشل، فللقضية الفلسطينية أصدقاء وحلفاء كثر، سيقفون دائما إلى جانب الحق الفلسطيني وقضية فلسطين العادلة، وأن هؤلاء المطبعين سيبقون خارج التاريخ، الذي سيكتب عنوانه الشعب الفلسطيني بالنصر المؤكد.
وقد تم تسليم مذكرة احتجاج موجهه إلى أمين عام الجامعة العربية تعبيرا عن الاحتجاج والاستنكار لموجة التطبيع والصمت العربي.
فيما قال النائب في البرلمان الأردني نضال الطعاني إن الشعوب العربية متضامنة مع الشعب الفلسطيني، داعيا لوجود منصات لمنع التطبيع وإنهاء الاحتلال ودعم الشعب الفلسطيني.
وأضاف، في مقابلة مع تلفزيون فلسطين، اليوم الثلاثاء، نحن مع الحل السياسي لإقامة الدولة المستقلة، وبدون إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس لن يكون هناك سلام.
وأكد النائب الأردني موقف المملكة الأردنية الهاشمية، الداعم والمساند للقضية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية.
وفي لبنان، نظمت قيادة الفصائل الفلسطينية مسيرات وتظاهرات غاضبة في كافة المخيمات الفلسطينية، تنديداً ورفضاً لاتفاقيات التطبيع في واشنطن بين الإمارات والبحرين ودولة الاحتلال الإسرائيلي.
ففي مخيم الرشيدية، وبدعوة من القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية الفلسطينية، وبحضور قيادة الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية، وأعضاء من قيادة حركة فتح إقليم لبنان، انطلقت مسيرة جماهيرية موحدة حاشدة تحت راية علم فلسطين من أمام مستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني رفضا واستنكارا لهرولة بعض الدول العربية للتطبيع مع دولة الاحتلال قبل إقرار الحقوق الوطنية الفلسطينية، بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها.
وأكد توفيق عبد الله في كلمته باسم القيادة الموحدة للمقاومة الشعبية الفلسطينية، الوقوف في هذا اليومِ الأسود من تاريخِ أمتّنا العربية موّحدين وقرارنا فلسطينيّ، تجمعنا قضيّتنا العادلة، وتُظللنا راية واحدة هي راية العزّ والكرامة، راية فلسطن المُتوّجة بتاريخها ومقدساتها وشعبها.
وشدد على أن فلسطين أكبر من كلّ خوّانٍ لئيم، “وليعلم العالم أجمع أنّ الشعب الفلسطيني المعتزّ بكرامتِه والمتمسّك بأرضِ وطنِه لن يفرّط بعهد الشهداء وقسم الحريّة وصدق الإنتماء للقضيّة، وسيبقى شامخاً مُتراصاً موّحداً في خطّ الدفاع الأوّل عن فلسطين ومقدساتها عبر مسيرةٍ كفاحية شعبية شاملة، مستندين إلى وحدتنا الوطنية التي نكرسّها بالمقاومة والتضحيات والتي لن تنتهي إلا بإنجازِ الاستقلال الوطني لدولة فلسطين بعاصمتها القدس وحقّنا بالعودة.”
وأكد أن هذا اليوم يُضاف إلى رزنامة الألم الفلسطينية وسجّل الإنكسارات والخيانات العربية، مجددا الوقوف خلف قيادتنا برئاسة الرئيس القائد محمود عباس الثابت على الحقّ الفلسطيني.
ثم جابت المسيرة طرقات مخيم الرشيدية تعبيرا عن غضب المشاركين فيها ورفضهم لكافة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، من “صفقة القرن” وخطة الضم والتوسع واتفاقيات التطبيع، وتمسكا بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثِّلاً شرعيًّا ووحيدًا للشعب الفلسطيني، والقيادة الوطنية الموحدة التي انبثقت عن لقاء الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية.
كما نظمت مسيرات حاشدة في مخيمات البص وشاتيلا وبرج البراجنة وعين الحلوة والبداوي والجليل.
وأكدت جماهير شعبنا تمسكها بالثوابت الوطنية وحق تقرير مصيرها، ورفض كل المؤامرات التي تستهدف قضيتنا ومشروعنا الوطني في إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين إلى أرضهم.
Source : https://iraqaloroba.com/?p=692