الأمة المنيرة!!

عراق العروبة
2021-02-13T01:28:13+02:00
الافتتاحية
6 فبراير 2021
الأمة المنيرة!!

الأمة المنيرة!!

عراق العروبة

د . صادق السامرائي

الأمة المنيرة!!

ما نعيشه اليوم من إشراق حضاري حصيلة جهود متظافرة على مر القرون أسهمت بها أمتنا , وأطلقت أنوارها العقلية العلمية التي بددت ظلمات العصور وخدمت الحضارة الإنسانية.

فأمتنا أوقدت مواكب المسيرة العقلية التنويرية , ووضعت أساليب البحث العلمي ونظرياته , ولمساهماتها دورها الفعال في إنطلاق النشاطات العلمية في ربوع البشرية.

ولابد للأجبال أن تعي الدور المنير للأمة , التي تتعرض لهجمة عدوانية تسعى لعزل أجيالها عن جوهرها ودورها الحضاري المشرق , بل أن أعدءها يجتهدون بالحط من قيمتها ومكانتها , وإيهام الأجيال المعاصرة بأنها عالة على غيرها.

ويتوجب على الأقلام الواعية أن تتولى مهمة الكشف عن الجوانب المشرقة الإيجابية في حياة الأمة , لتعزيز الذات وتمكينها من الخروج من المشاعر السلبية القاتمة , فالأمة قادت الوجود الأرضي لقرون عديدة , وقدمت المشاريع الأصيلة , التي فتحت آفاق التقدم والإنطلاق في ميادين إعمال العقل , وتفعيله للإبتكار والإبداع الحر , الذي سارت عليه الأمم وجنت من ثماره ما لم يخطر على بالها.

فالأمة بمفكريها وعلمائها أحدثت ثورة إنسانية فجرت مكنونات العقل , فأنبثق متفاعلا مقتدرا على إستحضار الحلول , والغوص في ميادين العلوم التي كانت محرمة عليه.

ولايزال الكثير من عطاء أجدادنا المعرفي في خزائن المتاحف والمكتبات كمخطوطات , ولم يجتهد أبناء الأمة بجدية في تحقيقه وإظهاره للحياة , وما هو متداول من تراثهم المعرفي الإبداعي نسبة ضئيلة مما أنتجوه للإنسانية.

فتراث الأمة العلمي لا يزال مطمورا ومخفيا عن أجيالها , وبعدم إظهاره يساهم أبناؤها بالتقليل من مكانة أمتهم.

إن تراث الأمة المعرفي بصنوفه المتنوعة , ثري ويبعث على الدهشة والإعجاب , فما تركوا موضوعا إلا وبحثوا وكتبوا فيه , ووضعوا نظرياتهم ورؤاهم المبنية على الملاحظة , والتجربة والأدلة البرهانية المنطقية , التي تبين معقولية ما توصلوا إليه من نتائج.

فعلينا أن نتفاعل مع تراثنا , ونعمل على إظهاره , فأمتنا من أغنى الأمم بتراثها العلمي.

فهل لنا أن نستعيد دورنا الحضاري المغبون؟!!

 من مقالات الكاتب 5 - عراق العروبة

Short Link

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.