الأوطان حية لا تموت!!

عراق العروبة
مقالات وآراء
11 مايو 2021
الأوطان حية لا تموت!!

الأوطان حية لا تموت!!

عراق العروبة

د . صادق السامرائي

الأوطان حية لا تموت!!

الأرض كائن حي وأوطانها حية خالدة فيها , وتمثل علامتها الفارقة وهويتها المتميزة , فالأرض لا تضحي بأوطانها كما يتوهم خلقها.

الأرض تصنع أوطانها جغرافيا وتأريخيا وخًلقيا , وقد يقول قائل أنها حالات تم تقسيمها من قبل إرادات بشرية , لكن هذا التقسيم ناجم عن مؤثرات جغرافية وتأريخية وديمغرافية , تفرض على المُقسم وجودها وشكلها الذي يميزها عن غيرها.

فأشكال الأوطان غير متشابهة , ومحكومة بعوامل متنوعة أوجبت شكلها.

وبموجب ذلك فللأوطان إرادات لا نبصرها , وتواصلات مع خلقها الذين يتفاعلون مع ترابها , والعلاقة متوازنة , فإحترام تراب الأوطان ومميزاتها يساهم في تنمية القدرات الكفيلة بصناعة الحياة الأفضل , والعكس صحيح.

فالأوطان لا تموت ومَن عليها يفنى ويتبدل , فلو نظرنا في مسيرة أي وطن , لوجدنا العديد من الأجيال قد تفاعلت فوق ترابه , وذهبت وبقي الوطن حيا فاعلا في الحياة.

ومعظم البلدان في ربوع الحضارات القديمة , مرّت عليها أمواج متدفقة من الأقوام الذين أطلقوا ما فيهم وغابوا , وبقيت تحكي لنا عنهم بما تركوه من آثار.

إن القول بموت الأوطان وهْمٌ فاعل في بعض المجتمعات , التي يُراد لها أن تندحر وتخيب , لكن ما فيها من موروثات حضارية وطاقات إنسانية توجب عليها التحدي , والإصرار على كينونة أفضل ومقام أرفع , ودور أنشط في مسيرة الدنيا المظفرة بالإنجازات.

وهذا الوعي والتبصر يحتم على المجتمعات التمسك بالتفاؤل , والعزيمة الكبيرة المؤمنة بتحقيق التطلعات والأهداف المرجوة لبناء المستقبل الأزهر والأجمل.

ولابد من حشد الطاقات الواثقة بالتألق والتفتح والتعبير عن جوهرها الحضاري , فوق تراب الوطن المزدان بعطاءات إنسانية أصيلة.

فهل لنا القدرة على طرد الهذيان الفاعل في الإنسان؟!!

 من مقالات الكاتب - عراق العروبة
Short Link

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.