التأصيل الشرعي لتحريم التطبيع مع اليهود
التأصيل الشرعي لتحريم التطبيع مع اليهود
التطبيع خيانة لله ولرسوله وللمسلمين والعرب عامة وللعراقيين خاصة وإليكم التفصيل
في يوم الجمعة الموافق 24/ أيلول (سبتمبر)/ 2021م عُقِدَ مؤتمرٌ في مدينة أربيل عاصمة كردستان العراق حضره ثلة ممن أغواهم الشيطان وغرتهم الحياة الدنيا بأموالها ومناصبها ومصالحها الفانية وكان عنوان المؤتمر(مؤتمرالسلام والاسترداد) برعاية مركز اتصالات السلام، وقد واجه هذا المؤتمر استنكارا عارما شديد اللهجة من العراقيين بكل فئاتهم من شخصيات ومؤسسات وجهات دينية وسياسية وحكومية مما حمل المشاركين في المؤتمر إلى التنصل وإعلان البراءة من هذا المؤتمر فمنهم من صرح بأنه قد غُرِّرَ به ومنهم من قام يفسر ويؤول بأنه مؤتمر للمطالبة بحقوق اليهود العراقيين الذين هاجروا إلى إسرائيل وتبريرات أخرى باهتة لا قيمة لها، لذا ندعو هؤلاء المتورطين بالاعتراف بالخطأ وإعلان التوبة والاستغفار من الله قبل فوات الأوان.
وفي الوقت الذي نقدم فيه الشكر إلى كل الجهات التي استنكرت هذا المؤتمر الفاشل مظهرا ومضمونا أرى من الواجب أن نضع النقاط على الحروف في بيان الحكم الشرعي في التطبيع مع اليهود وبيان حكم أموال اليهود الذين غادروا العراق لإقامة دولة إسرائيل المزعومة وبيان أن اليهود ليسوا عراقيين أصلاء حتى يكون المسلمون عامة والعراقيون خاصة على دراية واضحة وعقيدة راسخة حين يستنكرون فليس الأمر تقليدا يأخذه لاحق عن سابق.
1 – اليهود ليسو عراقيين أصليين فهم من ذرية نبي الله يعقوب بن اسحاق بن إبراهيم عليهم السلام وأما العرب فمن ذرية اسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، ويعقوب هو(اسرائيل) ومعناها(عبد الإله) كانت بداية اليهود في فلسطين ثم رحلوا إلى مصر حيث استقدم يوسف عليه السلام أبويه وأخوته إليها وكان أحد أخوة يوسف أبا لليهود وقد انحرفوا في مصر واستحقوا لعنة الله والملائكة والناس فأرسل الله تعالى إليهم موسى عليه السلام ليهديهم إلى الحق ويعود بهم من مصر إلى أرض فلسطين وسار بهم ولحقه فرعون وجنوده فأهلكهم الله في البحر ونجا موسى ومن معه، ولكن موسى توفي في صحراء سيناء قبل أن يصل ببني إسرائيل إلى الأرض المباركة (فلسطين) وقام يوشع بن نون فتى موسى بحمل الراية بعد موسى لقيادة بني اسرائيل حتى فتح بيت المقدس واستقر بنو اسرائيل فيه وقام نبي الله يوشع يحكم فيهم بالتوراة ويطهر فلسطين من الوثنيين حتى توفي ، وهنا بدأ اليهود في فلسطين بالانحراف والتجاوز وقتل عدد كبير من الأنبياء وفعل المعاصي والغدر ونقض العهود والمكر التكبر والتجبر وعاثوا في الأرض فسادا وهو الفساد الأول المذكور في سورة الإسراء، فبعث الله عليهم الآشوريين وسلطهم عليهم بقيادة ملكهم (سرجون) فسباهم وأسكنهم في العراق ثم جاء (بختنصر ) الملك الكلداني وسيطر على بلاد الشام ومنها فلسطين وطرد الفراعنة منها وساق من بقي من اليهود إلى بابل في العراق وهذا ما يسمى ( السبي البابلي)ثم سقطت الدولة البابلية على يد الفرس بقيادة ( قورش) الذي سمح لليهود بالعودة إلى فلسطين إلى أن جاء الإسكندر المقدوني اليوناني وطرد الفرس من فلسطين واستولى على بلاد الشام وفلسطين والعراق ومصر إلى أن جاء ( بومبي) القائد الروماني وأزال حكم اليونانيين ودخل اليهود في حكم الرومان الذين سيطروا على فلسطين واستمروا إلى أن بعث الله نبيه عيسى عليه السلام وبعد رفعه قام اليهود بثورات ضد الرومان النصارى ففتك فيهم الرومان وأخذوا منهم سبايا كثيرين ولم يبق يهودي واحد في فلسطين وبهذا تشتت اليهود في بقاع الأرض وسلط الله عليهم من يسومهم سوء العذاب بسبب كثرة جرائمهم وفسادهم وقد حكم الله عليهم بالعذاب المستمر إلى يوم القيامة واستمر اليهود في التشتت والتمزق في أنحاء الأرض إلى بداية القرن العشرين الميلادي حيث بدأ تفكير العالم الغربي بتجميعهم وعقدوا لذلك مؤتمرات فقرروا وضع اليهود بمثابة داء ومرض وسكين خاصرة وسط الأمة الإسلامية بإقامة دولة يهودية عنصرية فكان وعد (بلفور) رئيس وزراء برطانيا عام ( 1917)م ومن هنا بدأ توافد اليهود من كل أنحاء العالم إلى فلسطين بحماية بريطانية وأعلن اليهود دولتهم عام ( 1948)م.
ومن هذا السرد التاريخي الموجز يتبين أنه لا يوجد يهودي واحد عراقي أصيل فكلمة ( الاسترداد ) الواردة في مؤتمر أربيل باطلة ولا حق لليهود في العراق وما سكنوا فيه من ديار وما قاموا به من نشاط مادي يعود للعراقيين الأصليين تعود ملكيته إلى الحكومات العراقية المتعاقبة وإنما هم سبايا عادوا إلى دولتهم المزعومة ليحاربوا العرب والمسلمين ويحتلوا مقدساتهم حتى أصبح كل يهودي محاربا حريصا على قتل المسلمين حتى لو لم يحمل السلاح، وأموال المحارب غير مصانة ولا محترمة.
2 – إن تجمع اليهود في فلسطين قادمين من أنحاء الأرض هو وعد الله وقدره لأن اليهود يعيشون اليوم حالة الفساد الثاني في احتلال الأرض المقدسة واغتصابها من أهلها الشرعيين وقتل ابنائها وأسرهم وسجنهم والتنكيل بهم وكذلك يعيشون حالة العلو الكبير في التفوق العسكري والتكنولوجي والاقتصادي وكثير من اليهود يدركون ذلك حتى بدأ بعضهم يغادر هذا الكيان الغاصب وفي هذا يقول الله تعالى : ( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتُفسدُنَّ في الأرض مرتين ولتعلُنَّ علوا كبيرا فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا….. فإذا جاء وعد الآخرة ليسؤوا وجوهكم …..الخ) الإسراء : 4 – 7 ، والمقصود بالآخرة الفساد الثاني ، وقال تعالى: ( فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا) الإسراء : 104، ومعنى (لفيفا) مختلطين قد التف بعضهم على بعض لا يتعارفون وهذا ما حصل الآن في اسرائيل فقد اجتمعوا من جنسيات متعددة جمعهم الله تعالى ليسهل قتالهم وتأديبهم، ألا يكون التطبيع مع اليهود خيانة لله تعالى بعد هذا الوعد الإلهي الذي صرح به القرآن الكريم؟؟؟!!!
3 – جاء في السنة النبوية الشريفة بيان فساد اليهود وغدرهم وخيانتهم مما حمل النبي صلى الله عليه وسلم إلى طردهم من المدينة وقتالهم بعد أن تعايش معهم في المدينة وأحسن إليهم وسالمهم وتعامل معهم وعاهدهم لكنهم غدروا وتآمروا مع الكفار ضد المسلمين وحاولوا اغتياله عليه الصلاة والسلام لذلك أجلاهم إلى خيبر وفي خيبر قاتلهم حيث الخيانة والغدر،
ففي صحيح البخاري ومسلم عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال : سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( تُقَاتلكم اليهود فَتُسَلَّطونَ عليهم، ثم يقول الحجرُ: يا مسلمُ هذا يهوديٌّ ورائي فاقتله) وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( لا تقوم الساعة حتى يُقاتِلُ المسلمونَ اليهودَ فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهوديُّ من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجرُ : يا مسلمُ يا عبدالله هذا يهودي خلفي فتعالَ فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود) فالله تعالى يكرم المسلمين بكرامة نطق الشجر والحجر ومناداته للمسلم ليدله على مكان اليهودي ، ومن هنا قام اليهود ولا يزالون بتكثيف زراعة شجر الغرقد حتى يحميهم لأنهم متيقنون من صحة هذه الأحاديث،
أليس التطبيع مع اليهود خيانة لله ورسوله من خلال هذه الأحاديث النبوية الصحيحة
4 – التطبيع مع اليهود إهانة للمسلمين والعرب عامة الذين جاهدوا وقدموا دماءهم وشهداءهم وأموالهم رخيصة في سبيل الله تعالى في حروبهم مع اليهود، والمسلمون ينتظرون تحقق وعد الله ورسوله في تحرير الأرض المقدسة وإيقاف ظلم اليهود وغدرهم وفسادهم ووعد الله حق لا يتخلف.
5 – التطبيع مع اليهود إهانة للعراقيين خاصة الذين يشهد لهم القاصي والداني في شجاعتهم وبطولاتهم في الأرض المقدسة ومقابر شهداء الجيش العراقي في نابلس وجنين والمفرق وغيرها خير شاهد على ذلك وتاريخ العراقيين من الآشوريين والبابليين والعصور الإسلامة المتعاقبة حافل بالبطولات والجهاد فأين المطبعون من صلاح الدين الأيوبي العراقي الكردي الذي حرر الأرض المقدسة من دنس الغاصبين
6 – إن التآمر على العراق من دول متعددة بتدبير يهودي وإزاحة حكامه الوطنيين وتدمير كل مفاصله على مر التاريخ الإسلامي حتى عام 2003م ما هو إلا انتقام من العراقيين أباة الضيم على مواقفهم المخلصة تجاه فلسطين خاصة وقضايا العرب والمسلمين عامة والتاريخ شاهد على ذلك ولا ينكر فضل العراقيين المخلصين إلا جاهل أو حاقد أو مكابر.
7 – أخيرا فإن مؤتمر أربيل للتطبيع والاسترداد فقاعة غير شريفة يجب على ولاة الأمر محاسبة ومحاكمة من حضره ومن كان وراء تنظيمه نصرة لله ولرسوله وللمسلمين وللعراقيين الشرفاء وعلى المطبعين من الله ما يستحقون .
اللهم هل بلغتُ ؟ اللهم فاشهد .
التأصيل الشرعي لتحريم التطبيع مع اليهود
Source : https://iraqaloroba.com/?p=10920