التحدي الأعظم / لغز المنارة البيضاء !!!
التحدي الأعظم / لغز المنارة البيضاء !!!
دمشق الفيحاء عاصمة القطر العربي السوري المدينة العريقة الضاربة جذورها في أعماق تاريخ الانسانية منذ بدء الخليقة و التي أخرج فيها الأئمة أحمد بن حنبل و الحاكم النيسابوري و ابن ماجة القزويني و ابن عساكر من حديث الرسول العربي الكريم محمد بن عبد الله عليه افضل الصلاة و اتم التسليم قوله ” إذا وقعت الملاحم بعث الله من دمشق بعثا من الموالي هم أكرم العرب فرساً و أجودهم سلاحاً يؤيد الله بهم الدين ” كانت قبل اثنا و سبعين عاما على موعدٍ مع محطة تاريخية حاسمة في مسيرة نضالنا العربي المعاصر .
السابع من نيسان / أبريل من العام ١٩٤٧ شهِد ولادة حزب عقائدي لعب دورا بارزا ليس على المحلي القطري بل على الصعيد القومي العربي الا و هو حزب البعث العربي الذي شق طريقه سريعا إلى عقول الجماهير و قلوبهم معلنا تحديه الواضح و الصريح لكل قوى التخلف و الرجعية و الامبريالية و الصهيونية على نحو جعل اساطين الشر يتكالبون عليه و يحيكون له الدسائس و المؤامرات محاولين النيل من مكانته في قلوب شعبنا العربي الحر الابي و تشويه عقيدته القومية الاشتراكية العربية الانسانية الإيمانية الرسالية .
مؤسس الحزب الاستاذ أحمد ميشيل عفلق رحمه الله تعالى الباحث الأكاديمي المختص في تاريخ الأديان المقارن و الحاصل على الدبلوم العالي في هذا المساق من اعرق جامعات العالم على صعيد العلوم الإجتماعية و الانسانية الا و هي جامعة السوربون أرسى دعائم هذه العقيدة الراسخة عبر تأكيده على الارتباط العضوي الوثيق بين العروبة و الإسلام في نيسان / ابريل من العام ١٩٤٣ و تقديم رؤيته الثورية لهذا الدين العظيم في آذار / مارس من العام ١٩٥٦ .
لم يكن مستغربا أبدا ان يتعرض الرفيق عفلق إلى حملات مسعورة بُغية صرفه عن طريق الحق المبين و ان يحاكي الصهاينة المجرمين في مسعاهم الخبيث هذا تلك الجريمة التي اقترفها في دمشق على وجه التحديد منذ ألفي عام و التي تعرضت لها نصرانية السيد عليه السلام على يد شاؤول الطرسوسي ( بولس ) مبتدع التثليث و الفداء و الصلب و ان يصنع حُكام تل أبيب نموذجا مسخا مشوها للبعث في سورية العروبة على يد الطغمة الحاكمة فيها التي انتحلت هويته زورا و بهتانا وفق خطة جهنمية أعدها إلياهو بن ساسون الصهيوني الملعون .
إلياهو بن ساسون هذا هو صحفي يهودي دمشقي المولد و تولى اعلى المناصب في الكيان الغاصب حتى ما قبل تأسيسه فقد كان رئيس القسم العربي في الوكالة اليهودية و الساعد الأيمن لرئيسها دايفيد بن غوريون قبل أن يتولى لاحقا منصب سفير الكيان في كل من استنابول و روما سائرا على خطى الإمبراطور الروماني قسطنطين في القرن الرابع الميلادي و رحلاته المكوكية بينهما و التي توجت في مجمع قونيه المسكوني سنة ٣٢٥ ميلادي في آسيا الصغرى و الذي اُعلن فيه عن تأليه السيد المسيح عليه السلام و الذي لا يشبهه في تاريخنا العربي الحديث سوى ما حدث في المؤتمر القومي السادس لحزب البعث و محاولة تغيير عقيدته القومية من اشتراكية عربية انسانية منسجمة مع تراثنا العربي السمح الاصيل اشتراكية علمية مزعومة مناقضة لثوابتنا العقائدية الثابتة .
العدالة الإلهية التي اكدها قول الحق عزّ و جل في محكم تنزيله ” ليس بأمانيكم و لا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءًا يُجز به و لا يجد له من دون الله ولِيا و لا نصيرا ” سورة النساء – الآية ١٢٣ نالت من عراب الشيطان بن ساسون الملعون فأصيب بالشلل النصفي الذي أقعده عن الحركة حتى الموت ، و في التفاصيل المتعلقة بهذه العملية القذرة التي من الحق الشعب العربي ان يعلمها كاملة بلا رتوش فقد أرسل الصهاينة إلى سورية اثنين من اخطر جواسيسهما الذين سبق توقيفهما في مصر الكنانة بعد فضيحة بنحاس بن لافون وزير الدفاع الصهيوني في حينها او ما عُرفت بعملية سوزانا في العام ١٩٥٤ و لم يكن هذان الاثنان سوى إيلي كوهين الذي أُعدم في ساحة المرجة عام ١٩٦٥ و رفيقه باروخ مزراحي المصري المولد و الذي ألقي القبض عليه لاحقا في ميناء الحُديدة اليمني في العام ١٩٧٢ في مضاهاة لواقعة صاحبي السجن الذين التقى بهما يوسف الصديق عليه السلام في السجون المصرية .
لقد جسد مزراحي في مغامرته البائسة الفاشلة ادوار ثلاث شخصيات تاريخية لعبت دورا خطيرا في تحريف الأديان السماوية ان جاز التعبير و تشويهها الا و هم كل من السامري المصري المولد صانع العجل الذهبي لبني إسرائيل في زمن سيدنا موسى عليه السلام كليم الله ، و شخصية بولس ( شاؤول الطرسوسي ) الذي ادعى الإيمان بالنصرانية من دمشق كما أسلفنا بالذكر ، و اخيرا و ليس آخرا شخصية ابن السوداء ( عبد الله ابن سبأ ) الذي جاء من صنعاء من أرض اليمن ليصنع الفتنة العمياء في زمن الخليفة الراشدي عثمان بن عفّان رضي الله عنه .
ان ما تعرض له البعث ممثلا في شخص مؤسسه الاستاذ عفلق على يد خصومه لم يقتصر على نفيه من أرض وطنه قسرا منذ العام ١٩٦٦ و الحكم عليه بالاعدام غيابيا في العام ١٩٧١ بل تعدى ذلك الى نبش جثمانه الطاهر الذي لم يسلم من حقد الحاقدين و كيد المجرمين في العام ٢٠٠٣ بعد غزو و احتلال القطر العراقي الشقيق ضمن حملة ممنهجة لاجتثاث البعث و شيطنته من قبل تلك القوى الظلامية المجرمة التي ناصبته على مدار عقود من الزمن .
أخيرا و ليس آخرا ان واجبنا القومي و الأخلاقي يحتم علينا أن نطالب النظام الحاكم في دمشق ان كان حقا صادقا في نعمه و ادعائه الانتساب الى البعث ان يسمح بنقل ما تبقى من رفات هذا المواطن العربي السوري الاستاذ أحمد ميشيل عفلق إلى مسقط رأسه في دمشق الفيحاء تحت اشراف ابنة شقيقه الاديبة ريما عفلق المقيمة في دمشق و التي اعتنقت الإسلام ليتسنى دفنه في المنارة البيضاء تلك البقعة الطاهرة شرق الجامع الاموي رمز الحق المبين ليوارى ما تبقى من جثمانه الثرى هناك ، فدمشق الفيحاء على موعد جديد مع التاريخ في بقعة سيهبط فيها السيد المسيح عليه السلام عاجلا أم آجلا بمشيئة رب العالمين .
التحدي الأعظم / لغز المنارة البيضاء !!!
Source : https://iraqaloroba.com/?p=9345