الصجري والنجيفي يسقطان في مستنقع المالكي وفخاخ العزاوي

عراق العروبة
2021-03-20T04:45:40+02:00
الافتتاحية
16 نوفمبر 2020
الصجري والنجيفي يسقطان في مستنقع المالكي وفخاخ العزاوي
الصجري والنجيفي يسقطان في مستنقع المالكي وفخاخ العزاوي  
الصجري والنجيفي يسقطان في مستنقع المالكي وفخاخ العزاوي 
ليس دفاعاً عن رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، ولكن الاستعانة بجلاد السنة العرب، وبائع الموصل، إلى داعش، نوري المالكي، لإقالته من موقعه، ليست مُعيبة في مسارها، ومبتذلة في سياقها فحسب، وإنما هي انحدار سياسي رخيص يُضيف إلى مواقف النائب علي الصجري، التكسبية والانتفاعية، أبعاداً جديدة، في الخنوع والانتهازية، خصوصاً، وهو يرتمي في أحضان رئيس حزب الدعوة الطائفي الارهابي، ليكون عوناً له، وعراباً يقوده، إلى تصفية حساباته الشخصية، مع رئيس البرلمان.
ومن يطلع على رسائل الصجري، وأحاديثه المُسرّبة، وآخرها، التي يتباهى فيها بـ(أبو اسراء)، ويعلن أنه اتفق معه، على أن يكون الأخير، هو صاحب القرار في تحديد اسم البديل للحلبوسي، في حالة تغييره، لا بد سيكتشف، كم هو صغير، هذا النائب التائه، وكيف يخوض في عمل تافه؟ علماً بانه يُدرك سلفاً، أن المالكي، ذيل ايراني، وعنده السُــنّة، حتى من تعاون معه، وانبطح له، مجرد أجراء وخدم، وتجربته في ولايتي سلطته، ما زالت حاضرة في الأذهان، أما جرائمه الدموية، وانتهاكاته القمعية، ضد الجمهور السني العربي، في بغداد والأنبار والموصل وصلاح الدين وديالى وكركوك وشمال بابل، فهي موثقة، بالوقائع والأرقام والتواريخ، والذاكرة الجمعية السنّية، يُمكن أن تنسى، بمرور الأيام، وتباعد الأزمان، ما مرّ، وما كان، إلا ما أقدم عليه هذا الشيطان، من مجازر وبطش وتهجير وتهميش، ستظل وصمة خسة، تلتصق به، وتلاحقه إلى قبره، إذا مات على وسادته.
ولا نريد، هنا، الحديث عن كيفية وصول الصجري، إلى النيابة، وقبلها قبوله بمنصب وزير دولة، في حكومة إبراهيم الجعفري الوسخة، التي أسست لسطوة حزب الدعوة الغادرة، ولكننا نُقر بحقه، في أن يتنافس مع الحلبوسي، أو ينشط على إقالته، شرط أن يعتمد على نفسه، لا أن يهرع إلى صاحب كذبة (معسكر يزيد)، الذي حشر فيه السنة العرب، من دون استثناء، في ثأرية حقيرة، بينما وضع اسمه في قائمة الإمام الحسين، وهو الملطخ، من فوق إلى تحت، بدماء الشرفاء، ومقاومي الاحتلال الأمريكي، ومناهضي التدخل الإيراني.
ولعلها من مهازل العملية السياسية، ومساخر (السـنّة) المشاركين فيها، أن الأخيرين، يسلكون سبلاً، تفتقر إلى الإرادة، ويلجأون إلى أعداء بيئتهم، والمتآمرين على مناطقهم ومحافظاتهم، في قضايا تخصهم كـ(مكوّن)، كما ارتضوه لأنفسهم، مثل حالة الصجري، الذي سقط في مستنقع المالكي، ويشابهه أيضاً، أسامة النجيفي، الذي تحالف مع رشيد العزاوي، ضابط المخابرات الإيراني الرسمي، بعنوان الأمين العام للحزب الإسلامي، لمعاونته في استبعاد الحلبوسي، من رئاسة البرلمان، عسى أن تعود إليه، وهو الذي خسرها، قبل عامين ونصف، لأسباب سياسية، يتحمل مسؤوليتها وحده، عندما صدّق وعود المحور الشيعي، بقيادة مقتدى الصدر وعمار الحكيم وحيدر العبادي، وانضم إليه، وغفل عن أن هذا المحور الطائفي، لا يقل سوءً وخداعاً، عن محور نوري المالكي وهادي العامري وقيس الخزعلي.
ومشكلة أسامة، أنه ما يزال يعتقد أنه، زعيم سياسي للسُــنّة العرب، أو (سيادة الرئيس)، كما يصفه مشعان الجبوري، تزلفاً وتقرباً، ولا يدري، أن المناصب الحكومية، ومنها رئاسة البرلمان، لا تصنع زعيماً سياسياً، ولا تؤهل خوافّاً، أو كسولاً، وتجربته وتجارب من سبقه، ومن أعقبه، حاجم الحسني ومحمود المشهداني وإياد السامرائي وسليم الجبوري، خير دليل، وأكبر برهان، فقد ضاعوا في الزحام، وانتهوا مغمورين في الظلام، واثنان منهم يتوسلان ويتوسطان، ادارة ديوان حكومي، أو رئاسة دائرة منسية، انما الزعامة تأتي دائماً، إلى أصحاب الشخصيات المؤثرة، والمواقف المبدئية الثابتة، والوقفات الصلبة، التي تستنكف الحصول على المناصب المترهلة، أو القبول بالمواقع الرخوة.
وعندما يتعاون النجيفي مع العزاوي، فإنه يفقد حجته، التي تشبث بها طويلاً، بأن ايران وقفت ضد تسلمه، رئاسة البرلمان في أعقاب انتخابات 2018، لأن التحالف مع رئيس الحزب الإسلامي، يعني القبول بالأجندة الإيرانية، التي يسهم فيها، هذا الحزب العميل، وما يمثله من أخطار على الساحة السنية العربية.
والأمر نفسه ينطبق على محمد إقبال الصيدلي، (الإخوانجي) سابقاً، والمستقل نفاقاً، فهو متقلب، ومصالحه الشخصية تقوده، وآثاره المدمرة، في وزارة التربية، ما زالت شاخصة، بعد أن حولّها مع رفيقه اللص المحترف، مثنى السامرائي، إلى وحل، للصفقات المشبوهة، والعقود الباطلة.
أما أحمد الجبوري (أبو مازن) فالعمل معه خطيئة، والتحالف معه فضيحة، والمفارقة أنه صار رئيساً لكتلة (الجبهة العراقية) النيابية، ولا أدري كيف قبل برئاسته، خالد المجمعي وطلال الزوبعي وكريم عفتان الجميلي؟ وهو لا يستطيع تركيب جملة مفيدة واحدة، ولا يُفرق بين المبتدأ والخبر، ولا يُميز بين الفاعل والمفعول، ولا يُحسن غير رقص (الجوبي)، وهز الرقبة، وثني الركبة، وعنده أبوذية، من ذوات (الوناسة)، تساوي ألف جبهة وتحالف، يا نجيفي يا حلبوسي! ويا عمي انطيني الدربين.. انظر(باون) وأشوفه!، وباون، كما يقال، مغنيةُ حي تُطرب، وعلى الطبلة تضرب، شعرها غجري مُنتصب، وصوتها رخيم وعذب.
 من مقالات الكاتب - عراق العروبة
رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.