الصين وحسن نصر الله ومحور المقاومة

عراق العروبة
مقالات وآراء
1 أغسطس 2021
الصين وحسن نصر الله ومحور المقاومة

الصين وحسن نصر الله ومحور المقاومة

عراق العروبة

ضحى عبدالرحمن

الصين وحسن نصر الله ومحور المقاومة

بعد تدمير مرفأ بيروت منذ عام تقريبا، وطمس الجريمة من قبل القضاء اللبناني الخاضع لسيطرة نصر الله، صاحب أطول ذيل للولي الفقيه في لبنان، زعم حسن نصر الله ” نحن لا ندير المرفأ ولا نتحكم بالمرفأ، ولا نتدخل في المرفأ، ولا نعرف ماذا كان يجري في المرفأ، وما هو موجود في المرفأ”، وكانت هذه عبارة عن سلسلة من الأكاذيب لم يصدقها أي لبناني، بما فيهم عناصر حزب الله، فكل الدلائل تشير الى أن الحزب هو المسؤول عن خزنها لصالح جزار دمشق بشار الأسد، والبراميل المتفجرة التي كان يطلقها الفأر السوري على شعبه، مصدرها مرفأ بيروت، وناقلها لدمشق حزب الله. سبق أن ذكرت اللوفيغارو الفرنسية ” حزب الله هم من خزن أمونيوم الأ في مرفأ بيروت، ودماء ضحايا بيروت برقبة حزب الله”. بلا لا توجد قشة في بيروت لا يعرفها أو يعرف مكانها حسن نصر الله. 

مقابل تدمير مرفأ بيروت، وعدم ترميمه لحد الآن بعد مرور سنة من الحدث المفجع، فلا عدالة التحقيق أنجزت، ولا إعادة التعمير أنجزت، قامت اسرائيل بإنشاء مرفأ حيفا، وهو أكبر وأفضل مرفأ في بحر المتوسط، سيفتح في الأول من أيلول، الى جانب تجديد وتطوير ملحقاته، وقال محللون اقتصاديون ان هذا المرفأ سيحدث ثورة اقتصادية في اسرائيل، وبلغت كلفته 1.25 مليار دولار، و سيرافقه تطوير بقية المرافيء كإيلات وغيرها.

يعمل مرفأ بأفضل التقنيات الحديثة، وسيوظف الآلاف من الموظفين والعمال، حسب تصريح رئيس الموانئ الإسرائيلية، وهو أحدث مرفأ في العالم. و يدر المليارات من الدولارات على إسرائيل، ويقوى اقتصادها، ويوسع من تجارتها الخارجية.

لحد الآن الأمور عادية، ما عدا أن دولة محور المقاومة المنتصرة فقدت أفضل مرفأ في حوض المتوسط، وعدو محور المقاومة (إسرائيل) الفاشل والمهزوم أنشأ أكبر مرفأ على حوض المتوسط، ولله في خلقه شؤون.

لكن للمسألة وجهة نظر أخرى، قال حسن نصر الله”  انا عندي معلومات قطعية وأكيدة أن الشركات الصينية جاهزة، سيجلبون فلوس الى البلد، واحد مشروع القطار السريع والسكك الحديدية من طرابلس لبيروت، الصينيون جاهزون يأتوا لبناء معامل كهرباء، ولا ندفع ولا فلس، طيب هذا اذا يصير، يأتي مال للبلد، واستثمار للبلد، ويعمل فرص عمل، ويعمل نقلة ضخمة بالموضوع الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي وغيره”.

بمعنى ان الصين صارت عوضا او بديلا عن أوروبا والبلدان العربية لمساعدة لبنان  للنهوض من كبوة حسن نصر الله، أصبحت الصين بين يوم وآخر حليفا قويا لمحور القائمة. لكن ما فات حسن نصر الله ان الصين هي التي تدير وتشرف على ميناء حيفا الإسرائيلي لمدة (25) سنة، فهل الصين حليف أو عدو لمحور المقاومة؟

أليس من العجيب بعد كل المذابح التي قام بها النظام الصيني ضد المسلمين الإيغور  يعقد نصر الله وسيده خامنئي علاقات اقتصادية متينة مع النظام الصيني. ألا يعلم الشيطان الأصغر وذيله أن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات ضد أربعة مسؤولين صينيين علاوة على هيئة حكومية بسبب الحملة القمعية التي يمارسها النظام ضد الإيغور المسلمين. ويأتي ذلك كجزء من حزمة عقوبات بسبب انتهاك حقوق الإنسان وتشمل مسؤولين وهيئات في روسيا وكوريا الشمالية وإريتريا وجنوب السودان. وتشمل العقوبات منع المسؤولين الصينيين من السفر لدول الاتحاد وذلك “بسبب اتهامهم بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.

جاء في مقالة في (فورن أفيرز) للمحلل الأمريكي ( سين آر. روبرتس) ويشغل مقعد أستاذ الشؤون الدولية بجامعة جورج تاون، وهو مؤلف كتاب (الحرب على الإيغور/ حملة الصين الداخلية ضد الأقلية المسلمة)، المسلسل القمعي الذي يقوم به النظام الصيني وتفاقمه بعد أحداث 11 سبتمبر عام 2011. فقد اعتبره النظام حجة كافية لقمع المسلمين الصينيين.

كما أعلن وزير الخارجية الأميركي ( مايك بومبيو) أن ” إجراءات الصين ضد أقلية الإيغور تُمثِّل إبادة جماعية وجريمة ضد الإنسانية”. وهذا ما فعلته الإدارة الامريكية الجديدة، فهي تمتلك نفس الرؤيا. حيث يوجد ما لا يقل عن مليون صيني مسلم رهن الإعتقال في سجون سرية وعلنية.

جميعهم من منطقة سنجان (شينجيانغ)، غرب الصين، حيث يعانون من القمع والتعذيب والعنف الجسدي والنفسي ومن ممارسات النظام الصيني الذي أثبت فشله في الصناعة والتقنية، ونجاحه في القمع وتصدير فيروس كوفيد، ومن ممارسات النظام الوثني ضد المسلمين.:

ـ القيام بمذابح جماعية، وسجن واعتقال حوالي مليون صيني مسلم. واخضاع البقية (12) شخص مليون إلى الرقابة.

ـ تُعقّيِم النساء المسلمات قسريا.

ـ تُجرّيِد الأسر المسلمة من أطفالهم وإرسالهم إلى مدارس نائية.

ـ اجبار الرجال والشباب المسلمون العمل سخرة، أو أعمال اجبارية رغما عنهم سيما في الأعمال ذات الخطورة والمجازفة.

ـ عدم السماح للأطفال المسلمين بالدخول في المدارس. ومنع الدراسة باللغة الإيغورية.

ـ منع الإيغور من إرتداء الملابس الإسلامية للرجال والنساء.

ـ مصادر أموال وأراضي وحقول وممتلكات الأغنياء منهما.

أليس من الغريب ان ايران الإسلامية وحزب الله اللبناني المؤمن بولاية الفقيه لم يتحدثوا يوما عن مظلومية الإيغور؟ بل على العكس يقيموا أفضل العلاقات مع العدو الأشرس للمسلمين!

إنها المتاجرة بالإسلام لا أكثر.

العراق المحتل.

 من مقالات الكاتب - عراق العروبة

Short Link

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.