الصِّنارة الفرنسية تصطاد في السعودية
الصِّنارة الفرنسية تصطاد في السعودية
الإبحار عكس التِّيار والباخرة مهما بلغت قوة محركاتها يأتي بالنتيجة العكسية، منها ما تقذف بها وربانها إلى متاهة تُبقي خبرها للذكرى ومغامرتها ناقوس ينهي رنينه الدائم إعادتها مستقبلا بصفة أساسية ، فرنسا في عهد ماكرون لن تستطيع التميٌّز على شقيقاتها دول الإتحاد الأوربي بالتقرُّب لما يضمن مصالحها بتلك الطريقة غير العادية بمد اليد للمملكة السعودية ، ليملأها ولي العهد بالتوقيع على اتفاقات غريبة الأطوار في مجملها كتلك المتعلقة بالتربية الأساسية ، كأن الشعب السعودي في حاجة لإعادة التربية على يد الخبرة والكفاءة الفرنسية ، تُساير الانفتاح الذي تزعَّم به وليّ العهد ذاك لتغيير نقاء وأصالة السعوديين بأسلوب لا علاقة له شكلاً ومضموناً بالأخلاق الإسلامية ، ممَّا سيعود بما لا يُحمَد عقباه على ذاك المستغِّل مرض والده الملك ليتصرَّف خارج خدمة الحرمين الشريفين إلى الانغماس حتى الأذنين طاعة لأعداء الاسلام ومحاربي القيم الروحية الانسانية ، العيب ليس في الرئيس الفرنسي ولكن العيب كل العيب في المتخلّي عن تعاليم دينه والزجّ بالمقدسات المرتبط بحرمتها أكثر من مليار مسلم ومسلمة عبر العالم في تقاليع خاضعة لمكر الأبالسة ذوي الأفكار الهدَّامة مَن لحقوق الإنسان في اعتناق ما يربطه بخالقه الحيِّ القيُّوم ذي الجلال والإكرام متناسية ، بالتأكيد لن تَجُرَّ تلك التّربية الفرنسية على ساكني الجزيرة العربية إلا المزيد من المآسي الاجتماعية حينما يتحوَّل الحياء إلى تخلّف والطَّهارة إلى تلوّث والإيمان إلى تضيعٍ للوقت والمتشبِّث بالسلام مدعو للانبطاح لكل الإكراهات الاستسلامية ، كان على ولي العهد ذاك الإصغاء بما لديه من خبراء لمرافقي ماكرون من أصحاب الشركات ورجال أعمال يصل عددهم 100 جاؤوا بصنارة لاصطياد منافع تَضُخُّ لبلدهم فرنسا ، ما أبقت عليه الولايات المتحدة الأمريكية من قدرات مادية ازدردت معظمها ورحلت بما لها وما عليها لتنفيذ مراحل برنامج سياستها الجديدة في محيط الشمال الإفريقي الغربي ، لتحالُفٍ استراتيجي متين ذي الأبعاد الآنية والمتوسطة والبعيدة عقدته مع المملكة المغربية ، ذاك التحالف (الشبيه لحد ما) الرابط أمريكا بدولة إسرائيل ، لكن ولي عهد السعودية ما همَّه من زيارة ماكرون هذه سوى كسر حَظْر رؤساء الدول اللقاء به مباشرة بعد اتهامه باغتيال الصحفي خشوقجي داخل سفارة المملكة العربية السعودية في العاصمة التركية إسطنبول سنة 2018، فظهر سعيداً فاتحاً أبواب نفوذه ليلج الضيف الفرنسي السامي الكبير حيث شاء ويحقِّق ما شاء ، كضبط المصالحة الفورية السعودية اللبنانية ، بالمكالمة الخاصة الجاعلة رئيس الحكومة اللبنانية يحصل على تجاوز السعودية ما سبق وقررته من قطع تعاملها اقتصادياً مع تلك الدولة الغارقة في وحل أزمة خانقة لأسباب يطول شرحها ، تلك المكالمة التي أبعدت رئيس الجمهورية اللبنانية لينتقل الاهتمام بإيحاء غير دبلوماسي لرئيس حكومته ، ممّا يؤكد أن المشكلة غير قائمة عمّا صرَّح به وزير الإعلام اللبناني وإنما لغضبةٍ ثقيلة المواصفات موجَّهة لفخامة الرئيس ميشيل عون ، الموضوع في تقرير مخابراتي سعودي المرجع ، المُبيّْن مستوى التعاون والتنسيق ببن رئيس الدولة ذاك و وأمين عام حزب جنوب لبنان الخاضع لنفوذ ايران .
Source : https://iraqaloroba.com/?p=11744