جيش أسسه برايمر ولوثه حزب الدعوة لا ينفع!
ليس دفاعاً عن وزير الدفاع جمعة عناد، الذي اتهم بأنه وراء تصنيف طلاب الدورة الجديدة في الكلية العسكرية، وفقاً للمحاصصة الطائفية والعرقية، وكأنه هو من ابتدع هذا الأمر، مع أن هذا السياق معمول به، منذ استئناف الدراسة في الكلية المذكورة في العام 2005، باستثناء فرق واحد، تمثل في أن جميع الدورات السابقة كانت تقتصر على الطلبة الشيعة، الذين ترشحهم الأحزاب والمليشيات، حتى العام 2010، حيث أضيف عشرة سُنّة، الى كل دورة، وللمزيد من المعلومات بهذا الصدد، الرجوع إلى قوائم الخريجين، في سجلات الكلية، وعديدهم بالآلاف.
وكان نوري المالكي، وقبله إبراهيم الجعفري، يعتقدان أن وجود الكلية العسكرية، لا ضرورة له، ما دامت القطعات العسكرية قد امتلأت بتسعة آلاف ضابط (دمج)، وستين ألف مقاتل مليشياوي، وافق الحاكم الأمريكي بول برايمر، في مطلع العام 2004، على إلحاقهم بالجيش، ومنح الضباط، رتباً من ملازم إلى عقيد، في أول الأمر، ثم حُسبت لهم (خدمة جهادية)، عن الحقب، التي قضوها في إيران، وأوصلت عديداً منهم إلى عمداء وألوية وفرقاء، حتى أن مليشيا (بدر) التابعة للمجلس الأعلى، قبل انشقاقها عنه، وحسب الملفات المحفوظة في وزارة الدفاع، رشحت وحدها 2380 ضابطاً منها، وقدم خضير الخزاعي وكريم عنزي، 2100 ضابط، ثلاثة منهم لا يصلحون للعمل ضباطاً، اثنان مصابان بالصمم، والثالث (أمي) لا يقرأ ولا يكتب، وقد قُبلوا ومُنحوا رتبة (نقيب) ونُسبوا للعمل في حماية الخزاعي، في حين قدم حزب الجعفري والمالكي 3000 ضابط، ومثل هذه القصص، تحتاج إلى مؤسسة بحث واحصاء، لمتابعة، الأسماء ورتبهم ومناصبهم، فقط أود أن أشير إلى حكاية يتداولها العاملون في دائرة المرور العامة، عن ضابط دمج حصل على رتبة عقيد، وهي رتبة، يقضي الضابط في الجيش أو الشرطة أو الأمن، ربع قرن، في الأقل، حتى يصل إليها، وانتدب للعمل في دائرة مرور الرصافة، أيام وزير الداخلية، باقر صولاغي، وقد شوهد ذات يوم، وقد أضاف شريط الركن الأحمر، إلى رتبتيه على كتفيه، وقال لمن حذره، من ان ضباط الجيش وحدهم، يحملون الركن، أنا أخذت موافقة عمي حجي أبو محمد، ويقصد الوزير، مضيفاً بدهشة، (عجيب هذه الخركة الحمرة.. اشلون بيها هيبة، تحلي الجتف) !.
ولعلها من المفارقات، أن كثيراً من الملالي والمعميين، مُنحوا رتباً عالية، وعينوا مسؤولين في التوجيه العقائدي (السياسي والمعنوي) سابقاً، وقادة وآمرين في الوحدات، منهم، على سبيل المثال لا الحصر، الفريق عبدالحليم الزهيري، عضو مكتبي الشورى والسياسي لحزب الدعوة سابقاً، بل وصل الأمر إلى منح شرطي، في ديوان وزارة الداخلية، صاحب صوت شجي، ويتقن قراءة (المقتل الحسيني) رتبة عقيد، واسألوا قاسم الاعرجي عنه، والاخير عين قبل أيام أيضاً، نجل الزهيري، واسمه علي، لم يعش في العراق، الا أياماً معدودات، وثلاثيني في العمر، مديراً عاماً في الأمن الوطني، وبرتبة لواء (دمج)، لان رئيس مجلس الوزراء، والقائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي، أوصى بتعيينه، تكريماً لوالده الفريق المتقاعد، على خدماته الجليلة في الدفاع عن العراق، والحفاظ على أمنه واستقراره.
وقد دفع اقتصار القبول في الكلية العسكرية، على (الشيعة)، خلال سنوات حكم المالكي، إلى انتعاش سوقي (مريدي والعورة) في مدينة الثورة، وفيهما يتم تزوير الشهادات المدرسية للمرحلة الاعدادية، بدقة عالية، وإلى انتفاع الأحزاب والكتل الطائفية، ونوابها، من هذا الاجراء، حيث تراوح سعر القبول للطالب الواحد من 4000 ـ 5000 دولار، وارجعوا إلى عالية نصيف، التي كانت أكثرهم تربحاً من هذه التجارة (الحلال)، وقد صرحت، حينها، (والتصريح موثق)، أنها تريد أن تخدم الشباب، وتُعينهم على دخول الكلية العسكرية، لوجه الله تعالى.
والغريب أن النائب أحمد الجبوري (كيارة)، لتفريقه عن ابن عمه في العشيرة، أحمد الجبوري (أبو مازن)، أبدى استغرابه، من قبول طلاب الكلية العسكرية، على وفق المذهب والطائفة، وهو الذي مضى عليه نائبا في البرلمان، أكثر من عشر سنوات، وكأنه أطرش في الزفة، بينما كان زميله الشيعي، كاطع الركابي، أشجع منه، واعترف بوجود هذه الحالة، وسماها، مبدأ (التوازن الطائفي)، مؤكداً أنها مسألة ليست جديدة، وقدم اقتراحاً (عبقرياً) يتضمن، ألا يظهر هذا (التوازن) على الأوراق والنشر والاعلانات، ويكون فقط خلال المقابلات!.
سأل الزعيم السوفييتي السابق ستالين، رئيس جمهورية يوغسلافيا الراحل تيتو، لماذا تُتعب نفسك، وتصرف الأموال الطائلة، لتطوير الجيش اليوغسلافي، ما دام الجيش الأحمر في موسكو، قوي وجاهز للدفاع عن المعسكر الاشتراكي، بضمنه يوغسلافيا ؟، فرّد عليه تيتو: سيادة الزعيم، شيئان، لا يستوردان من الخارج، الوطن والجيش.
أما الجيش العراقي اليوم، فإن ضباط الدمج المستوردين، من إيران، يحتلون فيه، مناصب خطرة، ومهمات كبيرة، لا يستحقونها، وغير مؤهلين لها، وقد وضعوا على أكتافهم نجوماً وتيجاناً، بينما قيافتهم العسكرية الظاهرة تفضحهم، وقد يصلحون كباعة جوالين، أو صيادي سمك في الأهوار، أو منادين في كراجات السيارات، مع الاحترام للمهن الشريفة، وأصحابها الأصليين، وما جرى في حفل استقبال الرئيس الفرنسي، خير صورة وأحسن دليل، ويا سلاماً على الصبايا، في سنوات الماضي الجميل، اللواتي كن لا يقبلن الزواج الا (لو مُلازم..لو مَلازم).
Source : https://iraqaloroba.com/?p=460