حرائق الاستحواذ تستهدف غابات عراقية
حرائق الاستحواذ تستهدف غابات عراقية
للموصل العراقية قصة مع الحرائق، مؤخراً تعددت الحرائق في رئتها الرئيسية غابات المدينة، وما يثير الاهتمام أن الحرائق لا تحدث في مناطق نائية فيها بل دائما تتكرر الحرائق في مواقع متميزة من الغابات.
يوم السادس من تموز 2021 حدث حريق كبير بغابات الموصل في موقع متميز قريب من ضفة نهر دجلة، قال عنه مدير الدفاع المدني في محافظة نينوى العميد حسام خليل إن الحريق التهم ما بين ثمانية الى عشرة دونمات في منطقة الغابات. لافتاً إلى أن سبب الحريق هو قيام بعض الأشخاص اللذين كانوا يقومون بقطع الأشجار منذ عدة ايام في نفس المكان، وأبدى أسفه لما تتعرض له رئة الموصل.
ويذكر أن غابات الموصل هي إحدى غابات العراق التي أنشئت في الساحل الأيسر لمدينة الموصل والتي سميت في حينها (غابة الحدباء النموذجية) عام 1954 على مساحة (10) دونم حيث أنشئ مشتل محدود لإنتاج شتلات أشجار الغابات واستمر العمل فيه حتى عام 1955 وتم تشجير حوالي (200) دونم على الضفة الشرقية لنهر دجلة في الجهة الشمالية للمدينة وتوسعت على مراحل إلى أن وصلت إلى مساحة تشجير تقدر ب (900) دونم وقد تم زراعة أنواع مختلفة من الأشجار مثل اليوكاليبتوس والإسبندر والجنار والدردار والصنوبر وغيرها من الأنواع والأصناف التي تلائم الظروف البيئية للمدينة. وقد كانت هذه الغابة في أحسن حالاتها حتى أواسط الثمانينات من القرن العشرين عندما تم استقطاع بعض المساحات منها لإقامة بعض المنشآت فيها مثل مقتربات الجسر الثالث والخامس وكذلك فندق نينوى الدولي و مجمع السدير ومجمع القرية السياحية وتوسيع الطريق الرئيسي على حساب الغابة وإنشاء مجموعة كبيرة من الكازينوهات والمطاعم والقاعات وغيرها وخلال فترة الحصار الاقتصادي على العراق تعرضت الغابات إلى تجاوزات متكررة من قبل البعض كانت ذات أثر سلبي عليها وشملت القطع الجائر للأشجار لاستخدامها كوقود وكذلك التجاوزات على مضخات المياه المخصصة للسقي وقلة عمليات الخدمة والإدامة والتعويض للأشجار المفقودة والميتة مما أدى إلى تناقص الأشجار بشكل ملحوظ وازداد التدهور بعد عام 2003 بسبب ظروف الاحتلال والذي أثّر على معظم المرافق العامة ومن ضمنها غابات الموصل والتي تأثرت بشكل بالغ وبدرجة كبيرة نتيجة لحالة الانفلات الأمني.
خلال حقبة تنظيم داعش تعرضت غابات الموصل الى حملات قطع عشوائية بسبب صعوبة توفير الوقود وغاز الطبخ لأهالي المدينة حينها بعد أن انقطعوا عن العالم وشحت مصادر الوقود للطبخ والتدفئة، كما استخدمها التنظيم كمواقع لإخفاء أسلحته ومعداته بين اشجار الغابة ما أدى الى تعرضها لقصف طائرات التحالف، كما حفر فيها عدة أنفاق على حافة نهر دجلة، وأثناء عمليات التحرير تعرضت الغابات الى حرائق كثيرة بفعل معارك تحرير المدينة.
اليوم غابات الموصل تستهدف من قبل مجهولين الى الاستحواذ عليها تسبقها عمليات حرق لأشجار الغابة، من جهته نشر مدير بلدية الموصل المهندس عبد الستار خضر الحبو على صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك تصريحا عن تعديل الأرض قرب محطة البستنة المقابلة لغابات الموصل والتي وزعت عام 2020 من قبل بلدية الموصل لشخصيات متنفذة، والتي تملكها البلدية بحسب مديرها الحالي، ووصفها بالمتميزة جداً، وهي مصدر اقتصادي كبير للبلدية، وذكر الحبو ان الاراضي وزعت في وقت محافظ نينوى الاسبق نوفل العاكوب قبل إقالته بشهر واحد، واكتمل توزيعها في وقت المحافظ منصور المرعيد، وبحسب الحبو أحيل ملف توزيع هذه الأراضي المتميزة لهيئة النزاهة، مبيناً ان لقرار المحكمة سلطة فقط في استعادتها ممن وزعت عليهم.
حرائق تظهر وتختفي بين الحين والآخر تلتهم أشجار غابات الموصل العريقة، تعقبها عمليات للاستحواذ على مواقع متميزة فيها وبعد فترة تظهر فيها بنايات شاهقة لمولات أو مطاعم أو مقاهي، أو بنايات أو دور عملاقة لم يكن يتوقع اهالي المدينة ان يروها في يوم من الأيام في غابتهم العريقة يتبين للناس فيما بعد أن المسؤول الفلاني أو المتنفذ الفلاني هو من يملكها، هذه الغابات ساهم في زراعتها أجيال القرن الماضي لتكون رئة صحية للمدينة، واليوم تصاب هذه الرئة بأمراض سرطانية تستهدف قتلها.
Source : https://iraqaloroba.com/?p=10023