حلف (تميم) في ديالى يُمهّد لحرب أهلية
حلف (تميم) في ديالى يُمهّد لحرب أهلية
ما دامت فصائل الحشد الشعبي الولائية الإيرانية، تحكم محافظة ديالى، وتستحوذ على القرارات الإدارية والعسكرية والأمنية فيها، وتضطهد أهلها، وتسرق مواردها، فأن الأمن والاستقرار في هذه المحافظة العربية الأصيلة، لن يتحققا أبداً.
وما دامت مجاميع طائفية، تنتسب إلى عشيرة (تميم)، تمارس سطوتها على شعب المحافظة، وأغلبيته سنية عربية، عبر احتلال المناصب الأولى، في الإدارة والأجهزة الأمنية، فأن الحرب الأهلية، واقعة لا محالة، خصوصاً، وأن متنفذين في هذه العشيرة، مستقوين بإيران، بدأوا ينشطون لإنشاء حلفهم العشائري الطائفي، ويتحدون القوانين الرسمية، التي تحظر إنشاء مثل هذه الأحلاف، وينتهكون الأعراف والتقاليد الاجتماعية، التي تمنع سيطرة الأقلية على الأكثرية، حتى وصل بهم الأمر إلى رفض الاستماع لنصائح وفد وزاري، أرسله رئيس مجلس الوزراء، والقائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي، ضم وزير الداخلية، الفريق عثمان الغانمي، ومستشار الأمن الوطني، قاسم الأعرجي، سعى إلى ترتيب مصالحة مجتمعية في المحافظة، وتخفيف الاحتقان الطائفي فيها، وإيكال مهمات محاربة الإرهاب في بعض مناطقها، إلى الجيش والقوات العسكرية، الأمر الذي تصدت له فصائل الحشد، وعدته تدخلاً في شؤونها، واعتداءً على صلاحياتها، وهو ما دعا الوفد الوزاري، إلى العودة لبغداد خائباً، من دون أن يحقق أي نتيجة ملموسة.
وبالتأكيد، إن تشكيل حلف (تميم) الذي أشارت صحيفة (المدى)، إلى بعض ملامح مقدماته، الأربعاء الماضي، سيخلق توتراً مُتوقعاً، في المحافظة، وستكون له تداعيات خطرة، لأنه طائفي، أساساً، حاضنته المليشيات الولائية، ومدعوم إيرانياً، ويقوم على مبدأ (تنظيف) المحافظة من السنة العرب، وهم ثمانين بالمائة من سكانها، وتحويلها إلى قواعد ومعسكرات إيرانية، على منوال ما حدث في جرف الصخر البابلية.
وبهذه المناسبة لا بد من الإشارة إلى استغراب بعضهم، جهلاً أو نكاية، من زعيم المشروع العربي، الشيخ خميس الخنجر، الذي التقى في مكتبه البغدادي، وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، وبحث معه ضمن ما بحث، قضية النازحين في جرف الصخر، التي تحتلها المليشيات الولائية، وتمنع أهلها، وهم بحدود مائة وعشرين ألفاً، حسب الاحصائيات الرسمية، من العودة إلى بيوتهم ومزارعهم ومصالحهم في المدينة المغتصبة، والمصيبة أن منتقدي الخنجر يعرفون، سلفاً، أن قرار حل مشكلة (جرف الصخر) في طهران والضاحية الجنوبية في بيروت، ولكنهم عيارون وحاقدون، ويغشمّون أنفسهم، مع أن الداني والقاصي في العراق، يعلم، تماماً، أن الحكومات العراقية المتعاقبة، بدءاً من حكومة حيدر العبادي، ومروراً بحكومة عادل عبدالمهدي، وانتهاء بحكومة مصطفى الكاظمي الحالية، غسلت أيديها، من المدينة المنكوبة، واعترفت أن الإيرانيين وقادة حزب الله اللبناني، هم أصحاب القرار فيها.
وليس دفاعاً عن الشيخ الخنجر، الذي أثار أزمة جرف الصخر، مع ظريف، وإنما تذكيراً، للأصوات الناعقة، التي أخذت عليه، مناقشة قضايا عراقية، مع الوزير الإيراني، نقول: إن وفداً من أهالي جرف الصخر، سافر إلى طهران، قبل ثلاثة أعوام، بعلم عادل عبدالمهدي، رئيس الحكومة، وقتئذ، ومعرفة هادي العامري وأبو مهدي المهندس، قبل مصرعه، والتقى كبار المسؤولين الإيرانيين، وناقش معهم، قضية المدينة المستباحة، وكان الرد الإيراني على أعضاء الوفد، اذهبوا إلى (المجاهد) حسن نصرالله في بيروت، وابحثوا الأمر معه، وذهب الوفد إلى العاصمة اللبنانية، وبذل جهوداً ووساطات، للقاء زعيم حزب الله، الذي استنكف استقباله، وبعث مساعده محمد كوثراني، يُبلغ الوفد، صراحة، باستحالة عودة أبناء جرف الصخر إلى مدينتهم، مما اضطر الدكتور عدنان الجنابي، شيخ الجنابيين، وهم أكثرية سكان المدينة المغدورة، إلى اعتزال العمل السياسي، ضيقاً وضجراً، في أعقاب هذه الفضيحة، وبعد كل هذا وذاك، يطلع (بطران) أو حاقد أو معتوه، ويتفلسف بغباء، أن قضية (جرف الصخر) عراقية، وحلها في بغداد، وتغافلوا عن احتجاز، كتائب حزب الله، لوزير داخلية حيدر العبادي، محمد الغبان لساعات، عندما أراد زيارة المدينة، خلال جولته في محافظة بابل، ولم يطلق سراحه، إلا بـ(تلفون) من طهران؟.
وعودة إلى ديالى، التي سنظل ندافع عنها، ونفضح المتآمرين عليها، فإن أول إجراء، على الكاظمي، أن يتخذه، لمواجهة حلف (تميم) العشائري الطائفي، إقصاء محافظ ديالى، مثنى التميمي، واختيار شخصية عسكرية مستقلة ومهنية، بدلاً منه، بعد أن أثبت إخفاقه، في وظيفته، وانصرافه إلى بناء (المولات) وافتتاح (الصيرفات) والاستحواذ على العقود والمقاولات، وإنشاء مزيد من منشآت بيع الوقود والمحطات، وانحيازه إلى أقاربه وعشيرته، وضلوعه في دعم حلفهم المشبوه، وهو شخص لا يفهم في الإدارة والمسؤولية، لأن اختصاصه الأصلي طبخ (التشريب) وشيّ الكباب، عندما كان طباخاً لـ(الرفاق)، يداوم يومياً في فرع الحزب، بالصوب الجديد من بعقوبة، أما والده، الرفيق علي مهدي، فانه يستحق الترحم عليه، لأنه ما نزع (الخاكي) يوماً عن جسده!.
Source : https://iraqaloroba.com/?p=8338