هذا المجرم القاتل, واسمه الحقيقي؛(باقرصولاغ غلام خسروي), هو صاحب (مسلخ) الجادرية, والذي ارتكبت فيه أبشع الجرائم بإشرافه عندما كان وزيراً للداخلية, ضد المعتقلين والمخطوفين من أهل السُنّة, وحتى من ضمنهم ؛نساء وأطفال, عندما كشفته القوات الأمريكية في 2006, حيث يتم تعذيبهم باستخدام الأحماض الكيمياوية, وقلع عيونهم, وقتلهم بالمثقاب الكهربائي؛(الدريل), ثم ترمى جثثهم ليلاً, في الشوارع ومكبات القمامة, ك(جثث مجهولة الهوية)!!. وهو المؤسّس ل(فرق الموت),في بغداد ومحافظات أخرى, خلال عهده الدموي المليء بالإجرام!!.
كان صولاغ, والذي عُرف خلال فترة المعارضة, باسمه الحركي ؛(بيان جبر),ثم أضاف إليه لاحقاً, لقب(الزبيدي), كعادة علوج الفرس, بإخفاء أُصولهم الوضيعة, من خلال الانتساب لقبائل عربية معروفة. أقول: كان هذا العلج, يختزن في قلبه حقداً هائلاً على العرب, رضعه من أثداء فارسية مجوسية, فقد قال,وهو منفعل في مؤتمر صحفي, تعليقاً على تصريح لوزير الخارجية السعودي؛ سعود الفيصل:(إنهم رعاة إبل لا يعرفون شيئا, وإنه بدويٌّ يركب الجمل)!!. كما وصف الأردن بأنه؛(ملجأ الإرهابيين).
ولهذا المجرم تصريح شهير, يقول فيه , فَضَّ الله فاهُ, مانصّه: (مناطق حزام بغداد الزراعية, طوق وضعه الدكتاتور صدام حسين حول بغداد, وزرع به أزلام النظام المُباد من الأمن والحرس الجمهوري والمخابرات والبعثيين السُنّة, ووزّع عليهم الأراضي مجاناً, وقدّمتُ دراسة أمنيّة لتصحيح ديموغرافية الأرض ونجحنا من كل المحاور والطارمية؛ هي المحور الآخير)!!. ولو كان هناك قضاء في العراق, لديه الحد الأدنى من العدالة, لساق هذا المجرم إلى محاكم الجنايات للاقتصاص منه, لارتكابه جرائم ضد الانسانية.
وفضائح هذا اللعين وعائلته الفاسدة, لا تعدُّ ولا تحصى, ففي أواخر سنة 2014, أُلقي القبض على ابن أخيه المقدم(دمج) في الشرطة؛عمار علي صولاغ,والذي يعمل مسؤولاً في حمايته, لقيامه مع عصابته بخطف المواطنين الأبرياء من الميسورين, ليساوم أهلهم؛ الدفع أو القتل. وقبل ذلك, عندما كان وزيراً للمالية, تم اعتقال نجله في إيطاليا, لقيامه بتهريب آثار عراقية. كما تم اعتقال شقيق صولاغ في كندا, لقيامه بغسيل أموال. كما فتحت (هيئة النزاهة) الحكومية, تحقيقاً مع صولاغ نفسه, لاستغلال منصبه, وفساده. ولكن جرى طمطمتها, وغلقها,و(على عينك ياتاجر), فبوجود السيستاني؛(صمام أمان الفاسدين والقتلة), لن يتم مساءلة الرؤوس الكبيرة من عتاة المجرمين والسارقين.
وهو فوق كل تلك الموبقات؛ كذاب أشر, ويغدو مسيلمة الكذاب, تلميذا صغيرا مقارنة بصولاغي. ففي كل مقابلة معه ينفخ في نفسه كثيرا,فهو؛ مهندس, وإعلامي, ولحيمجي, ومدرس قرآن, ومحلل سياسي, ومدرس أمني, وممثل, ورجل أعمال, وتاجر, وصناعي, وخبير عسكري, ومقاول, وسياسي, وخبير أمني استمد خبرته من مسلسلات أرسين لوبين و مونت كريستو,…ألخ!!.
تذكّرتُ هذه السيرة الاجرامية لهذا العلج, وأنا أقرأ سيرة علج فارسي آخر,هو؛سابور الثاني(309-379 م), والذي اشتهر بإسم؛(سابور ذو الأكتاف), وهذه الصفة جاءته, لأنه كان يخلع أكتاف الأسرى العرب, ويتركهم يتألمون قبل الإجهاز عليهم وتقطيع أوصالهم, فقد كان حاقداً وقاسياً عليهم بشكل كبير,ونكّل بهم, وخصوصاً, قبيلتا؛ إياد وتميم, والّلتان كانتا رأس الرمح في قتاله من قبائل العرب. وخاض معارك مع القبائل العربية على رقعة واسعة امتدت من ديار بكر وربيعة في شمال العراق, نزولاً حتى البحرين والأحساء والقطيف جنوبا.
ومما رواه الطبري في تاريخه, عن إجرام (ذو الأكتاف) ضد العرب؛ (فأفشى فيهم القتل, وسفك فيهم من الدماء سفكا سالت به كسيل المطر… ولم يمر بماء من مياه العرب, إلاّ غوّره, ولا بجب من جبابهم,إلاّ طمّه)!!.
وقام (سابور) بعمليات واسعة لإجلاء القبائل من منازلها إلى منازل أخرى جديدة، كعقوبة لها، وضماناً لعدم قيامها بغارات على الحدود. وهذا ما يُعرف اليوم ب(التغيير الديموغرافي), وكل ذلك الإجرام, لأنهم قاوموه, ولم يرضخوا لاحتلال أرضهم وديارهم.
ولم يكتفِ بكل ذلك, بل أصدر أمراً يمنع فيه العرب من دخول عاصمته؛(طيسفون),بدون إذنه, ومن يفعلها يتم قتله!!. كما أمر بحفر خندق طويل يمتد من غرب مدينة هيت, حتى كاظمة في جنوب البصرة, وعزّزه بالقلاع والحصون والمسالح, لمنع غارات العرب. ولا زالت بقايا هذا الخندق, باقية إلى اليوم, ويُطلق عليه تسمية؛( خندق سابور). واستمر على هذا المنوال, حتى هلاكه, بعد أن حكم فعلياً, لمدة طويلة, تزيد على نصف قرن.
وهذا الحقد الفارسي على العراقيين, هو حلقة من مسلسل طويل وممتد, عمره خمسة آلاف سنة من الصراع المتواصل, حتى لا نكاد نجد فترة من الهدوء تزيد على (15) سنة. وخلال هذه الحقبة الطويلة من الصراع, ترسخت قاعدة ثابتة تقريباً, مؤداها؛ عراق قوي ومتمكن, يعني انكفاء الأطماع الفارسية, واذا ضعُف العراق, أطلَّ الافعوان الفارسي من جحره مجدداً, ليمارس لعبة التدمير.
فصراعنا مع الفرس؛ عبارة عن سلسلة من الحروب والمعارك, فإما ساحقاً أو مسحوقا, ولا مجال فيه للحلول الوسط. فمتى نستوعب دروس التاريخ, وندرك إن إيران, هي العدو الأخطر والألعن للعرب والمسلمين, وتصريح دهقاني وزير الدفاع الإيراني,على سبيل المثال,وليس الحصر,والذي نصه:(العراق أصبح جزءاً من الإمبراطورية الفارسية)!!, كلام لم تقله إسرائيل, في عز قوتها وجبروتها, ولكن تقوله إيران قي أسوأ فترات ضعفها وانكسارها. فكيف لو كانت قوية ؟!!.قول دهقاني هذا, جاء هذه المرة بلا (تقية).
وصدَق العالم المجاهد أبو بكر النابلسي (رحمه الله), عندما سُئل , أيهما أخطر على الأمة؛ العبيديون أم الصليبيون ؟.. فقال قولته المشهورة, والتي ضحّى بحياته ثمناً لها: (لو كان عندي عشرة أسهم, لرميت العبيديين بتسع, ولرميت الصليبيين بواحد). والدولة العبيدية,والتي يسميها البعض خطأً بــ(الفاطمية), لمن لا يعرف, تشبه إيران الحالية, بل هي نسخة طبق الأصل منها.
((وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلًا))..ولا يُردُّ بأسه عن القوم المجرمين.
سابور ذو الأكتاف, وصولاغ ذو المثقاب!!
Source : https://iraqaloroba.com/?p=11382