سد النهضة والحدود ــ ملفان ساخنان بانتظار مبعوث واشنطن
سد النهضة والحدود ــ ملفان ساخنان بانتظار مبعوث واشنطن
– الولايات المتحدة دخلت على خط أزمات إفريقيا بتعيينها جيفري فيلتمان مبعوثا خاصا للقرن الإفريقي
– الدبلوماسي السابق الرشيد أبو شامة: موقف الخرطوم واضح، ولن تتراجع عن بسط نفوذها على أراضيها
– الأكاديمي السوداني حاج حمد محمد: لن يكون للمبعوث دور مؤثر في أزمة سد النهضة
دخلت الولايات المتحدة على خط أزمات إفريقية، على رأسها “سد النهضة” بين السودان ومصر وإثيوبيا، وملف الحدود بين الخرطوم وأديس أبابا، بتعيينها مبعوثا خاصا للقرن الإفريقي.
ويأتي تعيين الأمريكي جيفري فيلتمان، بالتزامن مع تصاعد التصريحات من قبل مسؤولي الدول الثلاث بشأن سد “النهضة” الإثيوبي في ظل عدم اتفاق بينها.
وقال بيان صادر عن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الجمعة، إن “هذا التعيين يؤكد التزام الإدارة بقيادة جهود دبلوماسية دولية لمعالجة الأزمات السياسية والأمنية والإنسانية المترابطة في القرن الإفريقي”.
وأضاف أن “ما يثير القلق بشكل خاص تصعيد التوتر بين إثيوبيا والسودان، والخلاف حول سد النهضة الإثيوبي الكبير”.
وتعد أزمة السد هي الأكثر تعقيدا بين الملفات التي سيعمل عليها المبعوث الأمريكي، إلى جانب أزمة الحدود بين الخرطوم وأديس أبابا.
خبرة فيلتمان
ذكر بيان وزير الخارجية الأمريكي أن “فيلتمان شغل مناصب عليا في كل من وزارة الخارجية والأمم المتحدة، وهو مناسب بشكل فريد لجلب عقود من الخبرة في إفريقيا والشرق الأوسط في الدبلوماسية المتعددة الأطراف”.
وعمل فيلتمان رئيسا للشؤون السياسية في الأمم المتحدة من 2012 إلى 2018، وشغل منصب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، وقبلها منصب سفير الولايات المتحدة الامريكية لدى لبنان من 2004 إلى 2008.
سد النهضة
ينتظر فيلتمان مواقف متباينة واتهامات بالتعنت من مصر والسودان من جانب وإثيوبيا من جانب آخر، وذلك كفيل بأن يجعل مهمة الرجل صعبة.
والسبت، حث مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، قادة مصر وإثيوبيا والسودان على التعاون لحل نزاعاتهم بشأن سد النهضة.
وأضاف أن “عمل المبعوث الأمريكي الخاص بالقرن الإفريقي جيفري فيلتمان سيعتمد على الجهود الأمريكية المستمرة لمعالجة الأزمات الملحة”.
وأعلنت الحكومة الإثيوبية، في وقت سابق السبت، أنها ستقوم بعملية “الملء الثاني لسد النهضة في الموعد المقرر”، متهمة “جهات خارجية وداخلية بإحداث فوضى”.
والجمعة، قال وزير الري السوداني ياسر عباس، إن إثيوبيا “تراوغ في الوصول إلى اتفاق، وتعمل على شراء الزمن لتجعل الملء الثاني للسد أمر واقعا”.
أما مصر فقادت تحركات دبلوماسية واسعة، حيث زار وزير الخارجية سامح شكري 7 دول إفريقية، شملت كينيا، وجزر القمر، وجنوب إفريقيا، والنيجر، والكونغو الديمقراطية، والسنغال، وتونس، لعرض موقف بلاده من تطورات السد.
وتصر أديس أبابا على ملء ثانٍ للسد بالمياه في يوليو/تموز المقبل، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق.
فيما تتمسك مصر والسودان بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي يحافظ على منشآتهما المائية ويضمن استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه البالغة 55.5 مليار متر مكعب، و18.5 مليار متر مكعب بالترتيب.
لن يحقق نتائج
يرى مدير إدارة الأمريكتين السابق بالخارجية السودانية الدكتور الرشيد أبو شامة، أن المبعوث الأمريكي للقرن الإفريقي مهمته “دبلوماسية فقط، ولن يحقق نتائج في حل أزمة السد”.
وأشار أبو شامة في حديثه للأناضول، أن “إثيوبيا رفضت المقترح السوداني الذي يتضمن أن تدخل أمريكا ذاتها كوسيط مع الوسطاء الآخرين؛ الأمم المتحدة والاتحادين الإفريقي والأوروبي”.
وأضاف أن “مهمة فيلتمان ستصطدم بموقف رئيس الوزراء آبي أحمد الذي يواجه ضغوطا داخلية ومقبل على انتخابات، والشعب الإثيوبي يقف معه في سد النهضة، لذلك لا يمكن أن يتراجع عن خطواته في الملء الثاني، حتى بدون اتفاق ملزم كما تطالب مصر والسودان”.
بدوره، أكد المحلل السياسي والأكاديمي السوداني، حاج حمد محمد، أن “فيلتمان سيأتي للمنطقة حتى يطمئن على الوضع الذي خلفته أمريكا في القرن الإفريقي وألا يفلت الأمر من تحت يدها”.
وأوضح خلال حديثه للأناضول: “لن يكون له دور مؤثر في أزمة سد النهضة”.
ملف الحدود
من ضمن مهام المبعوث الأمريكي للقرن الإفريقي، ملف الحدود السودانية – الإثيوبية، والتوترات بين البلدين، حسب بيان وزير الخارجية الأمريكي.
وبحسب مراقبين، فإن هذا الملف هو الأكثر سهولة للمبعوث الأمريكي، بالنظر إلى مسار الأحداث فيه خلال الفترة الماضية، باعتبار أنه يمكن حل قضية الحدود، إذا تم فصلها عن الخلاف الرئيسي بين البلدين في “سد النهضة”.
لكن الدكتور أبوشامة يرى أن “فيلتمان لن يحدث اختراقا كبيرا في قضية الحدود كذلك، لأن موقف السودان واضح، ولن يتراجع عن بسط نفوذه على أراضيه”.
ومنذ أشهر، تشهد الحدود السودانية – الإثيوبية توترا أمنيا، بعد إعلان الخرطوم نهاية 2020 السيطرة على أراضٍ قالت إنها تتبع لها في منطقة حدودية مع أديس أبابا.
بينما تتهم أديس أبابا الجيش السوداني بالاستيلاء على معسكرات داخل أراضيها، وهو ما تنفيه الخرطوم.
Source : https://iraqaloroba.com/?p=8195