سلامي.. لمن لا يسمع كلامي!

عراق العروبة
مقالات وآراء
21 يونيو 2021
سلامي.. لمن لا يسمع كلامي!

سلامي.. لمن لا يسمع كلامي!

عراق العروبة

هارون محمد

سلامي.. لمن لا يسمع كلامي!

اتصل تكريتي متقاعد، لا من ألبو ناصر أو البيجات، ولا جبوري من ربع (أبو مازن) الزعيم (أبو الدكات)، وإنما دليمي أباً عن جد، سكنوا تكريت، منذ قرن من الزمان، اتصل بمكتب محمد الحلبوسي، رئيس مجلس النواب، وله معرفة بوالده، واضح أنها عشائرية، يريد اطلاعه، على اعتداء تعرض له، من غوغاء طائفيين، حطموا سيارته العتيقة، ولا يملك غيرها، ولايقدر على استبدالها، وقطعوا طريق تكريت العام، ومنعوا سفر المواطنين منها، وفرضوا حظر التجوال في ضواحيها، مدعيّن أنهم أقارب ضحايا (سبايكر)، وردّ عليه مدير المكتب أو أحد موظفيه متسائلاً: وما علاقة رئيس البرلمان بالموضوع، هل هو مدير المرور العام، أو محافظ صلاح الدين؟.

وأجاب الرجل المتقاعد، وكان موظفاً ادارياً مقتدراً ونزيهاً، حرص على إخفاء (تكريتيته) دائماً، دفعاً للشبهات، ومنعاً للتقولات، وهو اليوم قد عبر السبعينات: (العفو عمي، يمكن أنا مشتبه)!، ولكن أنا مثل باقي الناس، سمعت وشاهدت واحداً من قادة السُــنّة، يهدد كل من يتلاعب بأمن المحافظات المحررة، و(أكسر ظهره)، كائناً من يكون!.

وأسفت كثيراً، وانا أستمع الى حديث صديقي القديم، والرد الجاف الذي تلقاه من مكتب الحلبوسي، واهتزت (القنفة) التي كنت أجلس عليها، من شدة انفعالاتي، بر غم انها جديدة وأنيقة، وأجمل بكثير من قنفة سليم الجبوري، التي تحطمت عندما قعد المتظاهرون عليها، والتقطوا صوراً لمنظرها، وبعد أن أنهى الصديق كلامه، هونت الأمر عليه، ولم أقل له، أنا أكثر حزناً منه، لاني كنت لحظتها، أشاهد صور جداريات عملاقة، أرسلت اليّ، تُشبه تلك المنصوبة في بعض شوارع بغداد والمحافظات، لمعممين وقادة إيرانيين، قتلوا الملايين من العراقيين، حرباً وغدراً، ولكنها، أي الجديدة، تتميز بانها نظيفة، و(سكوب) بالألوان، للشاب الوسيم، والرجل الهميم، رئيس البرلمان العظيم، كُتب على احداها:(محمد ريكان الحلبوسي.. اسم خالد في تاريخ العراق)، وجاء في الثانية: (محمد ريكان الحلبوسي.. مهندس المشاريع العملاقة)، من دون أن يُخبرنا، معلقا الجداريات، وهما، سعد كمبش رئيس ديوان الوقف السني وكالة، ومدير عام الاحتفالات الدينية عنده، واسمه نورالدين محمد، ولم يمض على تعيينه بمنصبه غير شهر وبضعة أيام، عن أي تاريخ خلدّ اسم الحلبوسي، هل هو تاريخ المناقصات والعقود والمقاولات، أم تاريخ التنكيل بعمه السابق، جمال الكربولي؟، أما المشاريع (العملاقة) وأين أنشأها، ومتى وكيف؟، فانها كما يبدو، في عالم آخر، أو بلد غير العراق، لا يعرف خبرها، غير (الثنائي) كمبش وتابعه نوري.

ولكن السؤال، كيف رفع كمبش ونورالدين، الجداريات الدعائية مبكراً، وخرقا تعليمات مفوضية الانتخابات تحدياً؟، أغلب الظن، ان الاخيرة، سكتت، خوفاً من الحلبوسي، ان ينقلب عليها، أو أن كبار المسؤولين فيها، تلقوا مساعدات وقفية، أو تبرعات خيرية، علماً أن رئيس الحكومة (الشفيّة) مصطفى الكاظمي، هدد، قبل أسبوعين أو ثلاثة، لم أعد أتذكر، لكثرة تهديداته (الفاشوشية)، المسؤولين وموظفي الدولة، من مغبة استغلال مواقعهم، في الوزارات والدوائر الحكومية، لخدمة كتل ومرشحين للانتخابات، وحتى لا أشيل (غيبة) الحلبوسي، فاني أجزم، إنه لا يعلم بجداريات كمبش ونورالدين، لأنه غارق حتى شعر رأسه، في عسل (قمر العواصم)، ويعيش في أجواء (حلم) جميل، لا يفارقه ليلاً ونهاراً، وفائدة لغوية، لمحبي اللغة العربية، يمكننا قراءة حلم، بكسر الحاء أو ضمه، ولكل واحد منهما معنى، ومفردة حلم، بضم الحاء، تعني أمنية، وأناة وصبراً، عند كسره، أو اسم منظمة، تجمع بين الحركتين، والأخيرة هي الأقرب لحالة الحلبوسي، برغم صخب الحلابسة المشاغبين، وزعيق (الخربيطيين).

وقد سألت ابن كمبش ولم يرد، عن علاقة الوقف السني بالانتخابات، وعن صلة دائرة الاحتفالات الدينية بالدعاية الانتخابية، إلا إذا صار الحلبوسي، ولياً من أولياء الله الصالحين، أو أصبح شيخ طريقة صوفية منعزلة، مثل تلك التي يقودها جار له، في الفلوجة، آلوسي (مكطم)، يضرب على الدف محترفاً، ويرقص طرباً، على طريقة اللطامين والرواديد، في تطويع ابوذيات وعتابات وأغنيات، مثل: هذا الحلو قاتلني يا عمّة، وسلم عليَّ بطرف عينه وحاجبه، بعد تغيير كلماتها، إلى أخرى، تنسجم مع المناسبة أو الاحتفالية، والاحتفاظ بلحنها الأصلي، ولو كانت لميعة توفيق، على قيد الحياة، وحضيري أبو عزيز، حي يرزق، لقدما شكوى إلى فايق زيدان، رئيس مجلس القضاء، احتجاجاً على تغيير كلمات اغنيتيهما، من دون استحصال موافقتهما، ظناً منهما، أن الأخير، رجل قانون، ويحكم بالعدل والإنصاف، ويُعيد الحق إلى أصحابه، كما قضاة سنوات الزمن الجميل، الذين كانوا يحكمون على أنفسهم بالعزلة، وعدم الاختلاط، تفادياً للقيل والقال، وتطبيق القوانين بلا محاباة، أو مقابل هدايا وشدّات، رحمهم الله، كانوا لا يسهرون أو يشربون، وليس مثل (صاحبنا) يموت على الـ(بلاك والشيفاز) وشقيقاتهما المعتقات، أما (المزّات) فهي (كواني) من الدولارات، ولا مانع عنده، إذا كانت (لوري) مُحمّل بالدنانير، على ان تكون مليارات، مليار ينطح ملياراً.

 من مقالات الكاتب - عراق العروبة

Short Link

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.