صحيح البخاري وكتاب(الكافي)؛في الميزان
صحيح البخاري وكتاب(الكافي)؛في الميزان
كثيراً ما يحتجُّ علينا بعض الشيعة, بقصة؛(القِرْدة التي زنت فرجمتها القِرَدة), والتي وردت في صحيح البخاري, ليس كحديث للرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم), بل كأثر, رواه التابعي؛(عمرو بن ميمون), المتوفى سنة (74هـ)، والذي أدرك الجاهلية والإسلام, وأسلم، ولكنه لم يرَ النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم )، لذلك لا يعدّه العلماء من الصحابة، وإنما من المخضرمين من كبار التابعين. والبخاري؛ لم يروِ الأثر المذكور في كتاب الحدود, بل في كتاب المناقب. وفي ذلك فرق كبير.
وأهل السُنّة والجماعة؛ المعصوم الوحيد عندهم, هو رسول الله محمد؛(صلى الله عليه وسلم), والكتاب الوحيد المحفوظ بأمر الله من الزيادة والنقصان والخطأ, هو؛القرآن الكريم. وأحاديث النبي الكريم نأخذها من كتب الحديث الستة بالدرجة الأساس, وأصحّها عندنا؛ البخاري ثم مسلم. ولا يضير البخاري إذا وُجد في صحيحه, بضعة أحاديث فيها نظر, من مجموع أحاديثه البالغة بالمكرّر والتعليقات والمتابعات واختلاف الروايات؛(9082) حديثاَ، إضافة لما فيه من الموقوف على الصحابة والتابعين.
وإذا قارنّا بين كتاب صحيح البخاري, أصحُّ كتبنا, وبين كتاب الكافي, أصحّ كتب الشيعة, في علم الحديث, لرأينا العجب العجاب. فالكافي؛ وفق قول الشيخ كمال الحيدري: (ثلثا رواياته ضعيفة)!!. فأين هذا من ذاك ؟. وأما كتاب (بحار الانوار) للمجلسي, فيقول الحيدري نفسه: (أكثره موضوع)!!. وكمال الحيدري من علماء الشيعة المعتبرين, و(البحار)؛ هو أحد كتب الحديث المشهورة لدى الشيعة الإثني عشرية, جَمَعه باقر المجلسي؛(1037 -1111 هـ), في زمن الدولة الصفوية, ويتألف من (110)مجلد !!. فتصوّروا, كمّ الأكاذيب والخرافات التي يحتويها!!. حتى إنه اشتهر باسم؛(بحارالظلمات والخرافات)!!.
ومشكلة هؤلاء القوم, إنهم يرون القشّة في عيون الآخرين, ويتعامون عن القذى الذي في عيونهم.
وهذه طائفة من الروايات الواردة في أمهات كتب الشيعة, على سبيل المثال, وليس الحصر, مع الأشارة لمصدرها؛
(1). (بول الأئمة وغائطهم سبب دخول الجنة؛ ليس في بول الأئمة وغائطهم استخباث ولا نتن ولا قذارة بل هو
كالمسك الأذفر، بل من شرب بولهم وغائطهم ودمهم يحرم الله عليه النار واستوجب دخول الجنة)!!.. [أنوار الولاية لآية الله الآخوند ملا زين العابدين الكلبايكاني؛ ص 440].
(2). عن أبي عبد الله أنه كان يقول:( آه؛ اسم من أسماء الله الحسنى. فمن قال آه: فقد استغاث بالله)!!. [مستدرك الوسائل2/148].
(3). ملَك من الملائكة اسمه (فطرس), عصى الله, ثم قبلت توبته بعدما ذهب إلى قبر الحسين وتمّرغ به !!.[الصفّار في بصائر الدرجات؛ ص88, والشيخ الصدوق في الأمالي؛ ص200 ].
(4). وهناك ملَك آخر, اسمه (صرصائيل), مكتوب على كتفه: تزويج النور من النور (أي علي بفاطمة)!!. الأمالي؛ ص593؛ الخصال؛ ج2ص640؛ معاني الأخبار؛ ص104] , 460/ [الكافي؛ 1
(5). وعن جعفر بن محمد: إن لله ملكاً يقال له؛(خرقائيل), له ثمانية عشر ألف جناح، ما بين الجناح إلى الجناح خمسمائة عام !!.[ بحار الأنوار – للمجلسي – ج ٥٥ – الصفحة ٣٤ ].
(6). قال أبو عبدالله(ع): (يا سدير ما أجفاكم للحسين عليه السلام أما علمت أن لله عز وجل ألفي ألف ملك شعث غبر يبكون ويزورون لا يفترون)!!.[الكافي؛ 4/583].
(7). عن أبي عبد الله (ع),قال: زيارة قبر الحسين (عليه السلام) تعدل عشرين حجة, وأفضل من عشرين عمرة وحجة!!.[الكافي؛ 4/5٨٠].
(8). أن عليًّا, قال: (والله قد كنت مع إبراهيم في النار وأنا الذي جعلتُها بردًا وسلامًا، وكنتُ مع نوح في السفينة فأنجيتُه من الغرق، وكنتُ مع موسى فعلمتُه التوراة، وأنطقتُ عيسى في المهد وعلمتُه الإنجيل، وكنتُ مع يوسف في الجُبّ فأنجيتُه من كيد إخوته)!!!.[نعمة الله الجزائري؛ الأنوار النعمانية 31/1].
(9). الحمارعُفير, كلّم رسول الله فقال:( بأبي أنت وأمي، إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه أنه كان مع نوح في السفينة فقام إليه نوح فمسح على كفله ثم قال: يخرج من صُلب هذا الحمار, حمار, يركبه سيد النبيين وخاتمهم. قال عفير: فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار)!!.. [الكافي 1/237)و(بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج ٢٢ – الصفحة ٤٥٧].
(10). معنى (مرج البحرين يلتقيان)؛ أي؛علي وفاطمة !!.[تفسير الميزان؛ج19, تفسير سورة الرحمن وتفسير القمي 2/345 ,تفسير نور الثقلين 5/197].
(11). عن أبي عبد الله أن الحسن قال:( إن لله مدينتين إحداهما بالمشرق والأخرى بالمغرب، عليهما سور من حديد وعلى كل واحد منهما ألف ألف مصراع وفيها سبعون ألف ألف لغة، يتكلم كل لغة بخلاف لغة صاحبها وأنا أعرف جميع اللغات وما فيهما وما بينهما، وما عليهما حجة غيري وغير الحسين أخي)!!. [الكافي,الجزء الأول ص 384-385, وكتاب الحجة؛ باب مولد الحسن بن علي]
(12). عن أبي الحسن قال: ( كل طين حرام مثل الميتة والدم ولحم الخنزير إلا طين قبر الحسين فإن فيه شفاء من كل داء ولكن لا يُكثر منه وفيه أَمان من كل خوف)!!.[ الكافي 3/378].
فمن لديه مثل هذه المخازي,والتي اضطررت للبس (كمامة)و(كفوف),حتى أتمكن من نقلها من كتبهم(المعتبرة)!!, عليه أن يطهّر نفسه, قبل اتهام الآخرين بما لا يليق إلاّ به, والتي يخجل أدنى البشر منها, لسخافتها وضحالتها وتفاهتها. وقد كانت هذه الخزعبلات لحد قبل سنوات قليلة, لا يعرفها الكثيرون حتى من الشيعة. ولكن بعد عصر(النت) والفضائيات, انكشف المستور. فكانت فضائحهم بـ(جلاجل)!!, وصاروا اضحوكة للعالمين. وأكثر الشيعة تأخذه العزة بالأثم, فلا يعترف بتلك الروايات الكاذبة, بل يستميت في الدفاع عنها وتبريرها, فيصبح في موقف لا يُحسد عليه. ولله في خلقه شؤون.
ثلثا روايات الكافي ضعيفة السند | السيد كمال الحيدري
Source : https://iraqaloroba.com/?p=11931