عيد الجيش العراقي
عيد الجيش العراقي
ليس بين الامم و جيوشها الا الحب و الاعتزاز مهما تكدرت الامور و قست الدهور ، و هذا متأتٍّّ من عامل طبيعي لايتغير و سبب منطقي لا يتأثر و هو ان الجيش روافده الشعب و مصبّه الوطن و الامة .
فجيش اليوم هو ابناء رجال الامس و نسائهم و أبناء مَن لازال يتنفس هواء هذا البلد حيا ، و يستظل بحمى جيشه ان ظل وطنيا مهنيا نقيا ثابتا على العقيدة ، و يستذل بأذاه ان طالته ايدي المتلاعبين المؤتمرين بأمر من خارج حدودهم و بالضد من مصلحة وطنهم .
و جيش الامس هو أجداد رجال اليوم و نسائهم ، و أجداد من يجني اليوم العدل و الانصاف و العيش الكريم نتاجا لما قدموه اولئك الاجداد من تضحيات للوطن و فخرا بما بذلوه من النفوس في سبيل قضايا الامة ، و في رعاية وريثه جيش اليوم .
و كذا أجداد من يُظلم اليوم بأيدي العمالة و انفاس الطائفية و أذرع الفساد و يُعتقل و يغيّب ان نادى بحقوقه او اعترض و تحت انظار جيش اليوم .
و لكن يبقى من نال العدل و العيش الكريم يحمد ذلك لله و الجيش ، و يبقى من طاله الظلم و الغبن يأسى و يعاتب جيشه و لا يبغضه او يتبرأ منه . فهي رابطة كالتي بين الولد و ابيه و الام و ابنها تلك هي رابطة الشعب بجيشه ، فان ابتعد او قصّر فهو ابن غرّ و لكنه الابن الذي لايتخلى في الشدائد و سيعود ، و إن وفّى فهو الابن البارّ وهذا واجبه و المأمول منه .
الجيش في الحالتين اولادنا و آباؤنا و اخواننا و مؤسسة تجمع طلابنا و عاملينا و أحبابنا و أهلينا ، ليس من أحد خارج تلك العائلة الكبيرة ، عائلة الوطن الواحد . كل افراده الاصلاء يحسون انهم موجودون فيه ليدافعوا عن وطن واحد من شماله الى جنوبه و أمة واحدة من محيطها الى خليجها .
و يشهد بذلك صور الشهداء النجفيين في الفلوجة و رموس الشهداء السامرّائيين في البصرة و مراقد الشهداء العراقيين في فلسطين و شواهد الطياريين العراقين في دمشق و مزارات جيش العراق في عمّان .
فسقياً لجيشنا في عيدِه ، و حذاري لعدوه من وعيدِه ، و مهما تبدلت الليالي سيظل ينهل جديده من عتيدِه ، و يفخر طريفُه بتليدِه .
المصدر : https://iraqaloroba.com/?p=4688