قوارير السياسة تتقدم.. عبير في تونس ورغد في العراق وعائشة في ليبيا!
قوارير السياسة تتقدم.. عبير في تونس ورغد في العراق وعائشة في ليبيا!
هل يأتي زمان، على الدول العربية، تُصبح فيها نساء منها، رئيسات لها، وخصوصاً في النظم الجمهورية؟.
سؤال افتراضي، ولكن لا ضير من طرحه، ونحن نرى دولاً آسيوية وأفريقية، أقل ثروة، وأدنى مرتبة، وأكثر تأخراً، من الدول العربية، ترفع نساءً وتدعم سياسيات، ليتربعن على منصة الرئاسة، ويقدن بلادهن، المليئة بالمشكلات والأزمات، التي تتفوق في حدتها على ما تشهده دولنا العربية.
المسألة ليست سهلة بالتأكيد، في المرحلة الراهنة، ولكنها ليست مستحيلة في المستقبل القريب، وثمة تحركات تبدو، الآن، خجولة ومحدودة، لبعض السيدات العربيات، يجدن في أنفسهن كفاءة واقتداراً، لتولي المسؤولية الأولى، ورئاسة بلادهن، ويحظين باهتمام ومتابعات، سواء بالضد منهن، أو تأييد لسعيهن.
قبل أيام، أعلن في دمشق، عن ترشح سيدة تدعى فاتن علي نهار، للانتخابات الرئاسية السورية، وسواء كانت مدفوعة من النظام الحاكم، لتجميل صورته، أم بحثاً عن الشهرة، إلا أن عديداً من المراقبين السياسيين، انتبهوا إلى الحدث، وطلعت تعليقات، من معارضي النظام، سخرت من المترشحة، ووصفتها بأنها (شبيحة)، في حين دافع عنها، أتباع الرئيس السوري، واستحسنوا خطوتها، وفي المحصلة، فإن فاتن بنت نهار، لم تنل اهتماماً إعلامياً، والسبب واضح، لأنها مغمورة سياسياً، وغير معروفة اجتماعياً، ولو كانت الأجواء السياسية السائدة في سوريا طبيعية، لترشحت سيدات لامعات في المجتمع، وميادين العلوم والفنون والآداب، واختلف الأمر تماماً.
في تونس، يتصدر اسم عبير موسى، النائبة البرلمانية، ورئيسة الحزب الدستوري الحر المشهد السياسي، وترتد أصداء خطبها وتصريحاتها في الفضاء التونسي، محدثة ردود فعل إيجابية، في أوساط سياسية وثقافية ونقابية عديدة، تعدها رمزاً مدنياً، وصوتاً حضارياً، في مواجهة حزب النهضة، برغم أنها من أسرة معروفة، في دعم الرئيس الأسبق زين العابدين بن على، فوالدها وزوجها كانا من ضباط الشرطة والأمن في عهده، وهي محامية، توقعت لها صحيفة (ايكونومست) البريطانية أن يكون لها شأن كبير، في السنوات القليلة المقبلة، مع أنها ترأس كتلة نيابية صغيرة، ولكنها نشطة، وكثيراً ما حشرت الشيخ راشد الغنوشي، زعيم حزب النهضة، ورئيس البرلمان، في زاوية حرجة، لصلابة مواقفها، وصراحة أحاديثها، معتزة برئاسة زين العابدين، الذي تصفه بأنه أفضل مليون مرة، من حكم الإسلاميين.
وعبير التي عرفها الشارع التونسي، في الأيام الأولى لتظاهرات العام 2011، مدافعة عن الرئيس بن علي، تمكنت خلال عشر سنوات، من استقطاب جماهير واسعة، تآزرها وتدعم فوزها لرئاسة البلاد، في المرحلة المقبلة، وربما تكون تونس أول بلد عربي ترأسه امرأة.
وفي العراق، أحدثت رغد صدام حسين، قبل مدة قصيرة، اضطراباً في المشهد السياسي، عندما ظهرت في حلقات تلفزيونية، وتحدثت عن حياتها وسيرة أسرتها، وتذكرت والدها الرئيس، الذي قوض المحتلون الأمريكان سلطته ونظامه، والقوا القبض عليه، وحاكموه وأعدموه.
وقد أقلقت أحاديث رغد الأحزاب والمليشيات الطائفية التي بدأت ترتجف من هول ظهورها العلني، وخطورة تلميحاتها بشأن مستقبلها السياسي، برغم أنها مجرد تلميحات، قد تتحقق أو تختفي، ولكن تلك الأحزاب والمليشيات، وجدت في الاهتمام الشعبي الذي تابع حلقاتها التلفزيونية بشغف، وربما الحنين إلى أيام والدها، بأنها مؤامرة بعثية، وراءها جهات أمريكية وعربية، متناسية أن هذه الجهات متعاونة، هي التي استوردتها، من شوارع لندن وواشنطن، وأزقة دمشق، ودرابين طهران، وحسينيات قم ومشهد، وملاجيء السويد والدنمارك وهولندا، وجاءت بها إلى السلطة، ونصبّت قادتها، رؤساء ووزراء وسفراء ومسؤولين كباراً، حتى وصل الجزع بمن يسمون أنفسهم زعماء وقادة إلى التحريض على رغد، وتفعيل قانون الاجتثاث، ومهاجمة القناة الفضائية (العربية) التي ظهرت على شاشتها.
وفي ليبيا، عاد الحديث مجدداً، عن عائشة ابنة الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي، الذي لاحقته طائرات الـ(ناتو)، وقتلته قوات مرتزقة، بعد أن أسقطت محكمة الجنايات الأوربية، التهم التي وجهتها إليها في العام 2011، وهذا تطور كبير، يمهد الطريق لها، لممارسة حقوقها السياسية في بلدها، كمواطنة ليبية تتمتع بتأييد قوى وطنية وقومية، وحتى عشائرية، ترفض التشظي والانقسام في ليبيا، وتعارض التدخلات الأجنبية فيها، وبالتأكيد، فإن عائشة القذافي، الحاصلة على شهادة الدكتوراه في القانون، واختارتها الأمم المتحدة سفيرة للنوايا الحسنة في العام 2009، بصفتها رئيسة أكبر منظمة خيرية وإنسانية في العالم، أشبعت شعوباً، وخصوصاً في افريقيا، مؤهلة لتكون زعيمة لليبيا، مثل رغد صدام حسين، التي تصلح هي الأخرى، لخدمة بلدها، عندما يستعيد عافيته وألقه وعنفوانه، ويتطهر من الوجوه الكريهة، والأشكال الزفرة، التي يتقيأ المرء، من منظر أصحابها، وقبح أفعالها وأعمالها.
Source : https://iraqaloroba.com/?p=8042