مصطفى الكاظمي هل عندك شك أنك أكبر خواف؟!
مصطفى الكاظمي هل عندك شك أنك أكبر خواف؟!
تسافل الحكم في العراق، عقب الاحتلال الأمريكي، حتى بات مضحكة، عندما صار نفر من الطائفيين المتخلفين والمغمورين، رؤساء وقادة، مثل نوري المالكي، الذي لا يدخل إلى الحمام لقضاء حاجته، إلا والابريق البلاستيكي معه، لأنه لا يعرف استخدام شطافة المياه الحديثة، وقبله أراد إبراهيم الجعفري، ردم حوض السباحة في حدائق قصره، لأنه حرام وبُدعة، ولم يُشر إليه في مرويات الائمة، ولم ينصح به، أهل البيت!، وبعده حيدر العبادي، الذي أمضى أربع سنوات، قائداً عاماً للقوات المسلحة، ولم يتمكن من إتقان مشية الـ(يس يم) بنحو مضبوط، بحجة أن قدميه قصيرتين، وربما متورمتين، من أثقال كرشه المدوّر، أما عادل عبدالمهدي، فإنه ظل على هيئة (ملا) لا تنفع في تجميل صورته، البدلات الايطالية والفرنسية، برغم أنه ابن وزير مخضرم سابق، معروف عنه، أنه من (شيالي شنطة) نوري باشا السعيد، والدعاء له، بطول العمر، والتوسل به للإبقاء عليه وزيراً، ولا تفرق الوزارات عنده، معارف، شؤون، دولة، ولكنه للامانة التاريخية، لم يُرسل مرافقيه، وأفراد حمايته، لمهاجمة مصرف حكومي، وقتل حراسه، وسرقة أمواله، ولم يشتغل بواباً، ويستقبل الزوار، ويقودهم إلى مقاعدهم، كما فعل ابنه، وهو نائب لرئيس الجمهورية، في المناسبات السنوية، لاحياء ذكرى مصرع محمد باقر الحكيم.
وبخصوص مصطفى الكاظمي، فإنه من الطينة ذاتها، في الادعاء وإطلاق الوعود الكاذبة، وإظهار زهده المسرحي، والتلويح أن الحياة، في عهده، ستُصبح ربيعاً، ويأخذ كل ذي حق حقه، وسمعناه يهدد حملة السلاح المنفلت، ويتوعد المليشيات المارقة، ولكننا لمسنا جعجعة، ولم نرَ طحناً ولا طحيناً، وصحيح أنه يسعى إلى تقديم نفسه، كرجل تحد ومواجهة، ولكن الصحيح، أنه يُخفي في داخله، خوفاً وهلعاً، ويفقد قدرته على التركيز، ويتنقل مرعوباً، بين الباب والشباك، عندما يسمع من يصفه، بـ(كاظمي الغدر)، وأشد ما يُخزيه، أن من يُطلق هذه التسمية عليه، هم تحت إمرته، ويقبضون رواتب شهرية، ومخصصات مالية، بموافقته وتوقيعه، ولكنه يخشى الرد على استخفافهم به، وسبابهم له، ويكتفي بالقول، وفقاً لأحد مستشاريه السابقين، (خليهم يفشرون.. راح يتعبون)!، وعندما قيل له: إن الشارع بدأ يستشعر أنك تخاف منهم، وينتظر جولتك عليهم، دفاعاً عن مكانتك، وحفظاً لماء وجهك، يرد عليهم ببلاهة: (شنو آني.. قابل عنترة بن شداد)، حتى أن مساعداً له، وهو صديقه من أيام لندن، نصحه بالضرب على الحديد وهو ساخن، فكان جوابه مائعاً، ويقال إن هذا الصديق، لطم جبهته، لما سمع جوابه، وخرج من عنده مسرعاً، يلعن الساعة (السودة) التي تعرفّ عليه فيها، وصاحبه بعدها، وهناك كلام كثير، بهذا الصدد، ليس لائقاً الحديث عنه، ليس دفاعاً عن الكاظمي، وإنما قد يزيد هموم الناس، ويُصعّد ضغطهم، وهم يرون رئيس حكومتهم، والقائد العام لقواتهم المسلحة، مجرد (چرخچي)، لا يملك غير صفارة، ينفخ بها في الهواء، لا تُخيف أحداً، ولا تردع واحداً.
وبالتأكيد فإن كتائب حزب الله، وهي التي أطلقت عليه وصف (كاظمي الغدر)، تعرف مُسبّقاً، أنه يتهيب منها، ويتحسب لردود أفعالها، لذلك واصلت سخريتها منه، واستمرت في ازدرائها له، بل أنها، وصفت موظفاً أقاله الكاظمي من منصبه، اسمه الحقيقي، عبدالكريم عبد فاضل، ولقبه الإيراني، أبو علي البصري، بأنه بطل وفارس ومجاهد، في شتيمة من الوزن الثقيل، توجهها إلى رئيسه القائد العام للقوات المسلحة، الذي توارى صامتاً، برغم أن تحت يديه أكثر من ستة آلاف ملف، محفوظة في جهاز المخابرات، بدأ بجمعها، محمد الشهواني، وأضاف إليها، زهير الفتلاوي، وصنفها الكاظمي نفسه، وكل ملف فيها، يُدين البصري، ويكشف جرائمه وانتهاكاته وسرقاته واختلاساته، وواحد من تلك الملفات، يكفي للحكم عليه، وفقاً للقانون.
ومشكلة مصطفى الكاظمي، أنه يفتقر إلى مواصفات رجل الدولة، ويميل إلى الحركات الاستعراضية، لذلك استقوت عليه كتائب حزب الله، والمليشيات الولائية، وراحت تتعامل معه، بطريقة فيها، اذلال لشخصيته، وامتهان لكرامته، واستخدمت ضده، مفردات سوقية، وهو غير مبال، ولا يستحي من السباب عليه، والطعن به.
وبعيداً عن السياسة، ثمة حكاية في الموروث الشعبي العراقي، تتحدث عن قروي بسيط، قصد بغداد في الأربعينيات من القرن الماضي، هرباً من ظلم الاقطاع، وبحثاً عن عمل، في العاصمة، وهو لا يقرأ ولا يكتب، غير أنه صاحب طول مفتول، ووجه خجول، وشغلتّه (احداهن) بواباً، يستقبل الزبائن، بمرحباً، ويودعهم بـ(نعيماً)، ويتلقى أنصاف الدنانير وأرباعها، عندما كان الدينار، له صيت وحوبة، وجمع ثروة، وصار أحوالاً، واختير مختاراً للحي (اياه)، يهش بالقادمين إليه، ويبش بالخارجين منه، والامثال تضرب ولا تقاس!
Source : https://iraqaloroba.com/?p=5223