مقاطعة الانتخابات الإيرانية واحتدام الصراع بين زمر نظام الملالي
مقاطعة الانتخابات الإيرانية واحتدام الصراع بين زمر نظام الملالي
مع انتهاء تسجيل المرشحين لرئاسة الجمهورية في المسرحية الانتخابية المزمع إجراؤها في 18 يونيو 2021 يبدأ منبر تقديم البرامج والدعاية لهم. وسوف يُشكل هذا المنبر نطاق المقاطعة ويُسرِّع من إنطلاق مرحلة جديدة من تصعيد الصراعات والتوترات بين الزمر.
الصراعات تغير الوضع
من السمات المهمة لمسرحية هذا العام هو التأثير الكبير لمقاطعتها وتأثير الصراعات داخل الحكومة بسبب هذه المقاطعة. ومن الآن فصاعدا سوف تحتدم الصراعات المتراكمة بين الزمر على مقعد رئاسة الجمهورية وتصل إلى حد الحسم والبت في الأمر. والجدير بالذكر أن الهدف من وراء هذا الصراع وطبيعة هذا الكرسي ليس سوى إطالة عمر نظام الملالي. ولهذا السبب، فإن التطورات الناجمة عن تصعيد هذا الصراع ستؤدي إلى البت في مرحلة من مراحل صراع الذئاب داخل نظام الملالي لدرجة أن الصراع بين زمر نظام الحكم سوف يغير الوضع ويتجه نحو البت في الأمر بعد هذه المسرحية.
الإجراء الذي يجب تجربته
إن السمة المهمة الأخرى في معرفة خصائص المسرحية الانتخابية لعام 2021 هي إدراك مغزي التصويت فيها. ومن هذا المنطلق، جرَّب المجتمع الإيراني مغزى الصوت الواحد كتجربة تاريخية وإنسانية من خلال خوض 3 انتفاضات كبرى خلال العقد الماضي، ومقاطعة المسرحية الانتخابية في 21 فبراير 2020، وعبور ازدواجية الإصلاحي – الأصولي، ومعرفة المتسببين الرئيسيين في أكبر انقسام طبقي في تاريخ إيران، ومعرفة الجلادين الرئيسيين وكبار اللصوص وكبار المحتالين في العقود السابقة، والمحتالين الحاليين الذين يمثلهم رئيسي وقوات حرس نظام الملالي ولاريجاني، ومعرفة المتسببين الرئيسيين في المجازر وحالات الإعدام وقتل الثوار والآمرين بها ومرتكبيها، ومن خلال التجربة ومعرفة أسباب أزمة المعيشة وأزمة البقاء على قيد الحياة وأزمة تفشي وباء كورونا وأزمة الفساد الاقتصادي المستفحلة تحت وطأة سلطة ولاية الفقيه.
التصويت أم التعيين؟
إن التصويت في الجمهورية الإسلامية، هو التصويت لمبدأ ولاية الفقيه وشخص الولي الفقيه، وليس لأسماء المرشحين وبرامجهم من أي فصيل أو زمرة حكومية كانوا. كما يجب أن يتم تعيين مَن ينجح بصندون الاقتراع بواسطة الولي الفقيه. وينص البند رقم 9 من المادة 110 من الدستور على أنه لا سلطة لمن ينجح على السلطة التنفيذية طالما لم توقع ولاية الفقيه على فرمان رئيس الجمهورية المنتخب.
الناخب، هو ذراع مجلس صيانة الدستور
وتقدم جميع التجارب التي عشناها على مدى 42 عامًا والمتلعقة بكل المسرحيات الانتخابية ومَن ينجح من خلال صناديق الاقتراع؛ شهادة ووثيقة على أنه لا توجد أي خطة وأي حل سوى الخطة والحل اللذان ينشدهما الولي الفقيه ويأمر بهما.
هذا هو مفهوم التصويت في كل ما يسمى بالانتخابات في الجمهورية الإسلامية. وكل مَن يُدلي بصوته ينتخب مبدأ ولاية الفقيه وشخص الولي الفقيه ويعترف بهما.
وبموجب الإجراءات التشريعية المشار إليها أعلاه، فإنه لا يوجد في إيران المنكوبة بالملالي أي انتخاب حر وديمقراطي على الإطلاق للمرشح الذي يحظى باستحسان المواطنين، حيث يحدد مجلس صيانة الدستور مرشح المواطنين الناخبين. وبناءً عليه، فإن الناخبين هم أذرع مجلس صيانة الدستور. وهذا هو معنى التصويت بالنسبة لشعب إيران في هذا المجال من التجارب التاريخية والبشرية.
“متى ستتحسن الأمور؟”
لقد فسر تاريخ الـ 42 الماضية كواليس مفهوم التصويت في المسرحية الانتخابية المقبلة وكشف عن معناه. ما هو المعنى الأكثر وضوحًا والأكثر تجربة مما لو كان من المقرر أن تتحسن أوضاع إيران؟ فكل شيء يتوقف علينا بصفتنا الجبهة الإيرانية التي تقف في وجه الشيطان المحتل لوطننا. والجدير بالذكر أن المقاطعة الحاسمة التي تتبناها جبهة المقاومة الإيرانية الشاملة ضد نظام ولاية الفقيه برمته، هي التي ستحدد مصير هذه الانتخابات. ويجب أن نعتبر هذه المرحلة هي المرحلة المصيرية التي من شأن توقف كل شيء علينا فيها أن يحسن الأوضاع”.
*كاتب إيراني معارض.
Source : https://iraqaloroba.com/?p=8865