من يحلٌ الفزورة: حشدنا أم حشدهم؟

عراق العروبة
2021-01-13T03:45:07+02:00
الافتتاحية
13 يناير 2021
من يحلٌ الفزورة: حشدنا أم حشدهم؟

من يحلٌ الفزورة: حشدنا أم حشدهم؟

عراق العروبة

علي الكــاش

من يحلٌ الفزورة: حشدنا أم حشدهم؟

أنشد الفضل العبَّاسي اللهبي:

لَا تَطْمَعُوْا أَنْ تُهينونَا وَنكرِمَكُمْ .. وَأَنْ نكُفَّ الأَذى عَنْكم وتؤْذُوْنَا

 ( ديوان الفضل اللهبي/42).

لا نريد رفع سقف التوقعات حول دور إيران في تحقيق الأمن والإستقرار في المنطقة فقد عبر عنها المرشد الايراني الخامنئي بوضوح مؤخرا بقوله” إن حضور ايران الاقليمي في المنطقة مهم ولن يتوقف، وأن سياسات ايران في المنطقة لن تتغير”. يعني إستمرار الأمن والإستقرار في المنطقة على حد تعبيره. واستطرد ” أن لإيران إلتزامات بدعم حلفائها في المنطقة، وأن تواجدها الإقليمي الغرض منه تعزيز الثبات والإستقرار في المنطقة”.

أما الدعم فيقصد به دعم الميليشيات الإرهابية في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وهي الدويلات الخاضعة لنفوذه، وهذا ما كشف عنه (رحيم صفوي) المستشار العسكري لخامنئي، في حديثه عن أرث المقبور سليماني في المنطقة ” يتمثل الأرث السليماني بإنشاء (82) لواء في سوريا والعراق، في سوريا فقط (70000) ألف مقاتل، من قوات التعبئة الشعبية السورية”. وهي القوات التي تتلقى صفعات اسبوعية من اسرائيل، ولا تستطيع ان ترد، لا هي ولا مؤسسها الخامنئي، مجرد ترديد الإسطوانة المشروخة (سنرد في الزمان والمكان المناسبين). الغريب في الأمر أن ذيول ايران ينهقون بهذه الإسطوانة أكثر من المسؤولين الإيرانيين أنفسهم، اليس من الغرابة أن يدافع الوكيل بشراسة عن مصالح الأصيل؟ وأن يكون دور الذيل أكبر من دور الرأس، حالة فريدة فعلا. عملاء الولي الفقيه عملاء من طراز خاص فعلا.

الولايات المتحدة واسرائيل توجهان ضربات تحت الحزام لإيران، وايران تهدد دول الخليج العربي، ويهين الشيطان الأكبر وإسرائيل زعماء إيران، فتلعق الإهانات، وتتقيأ باهانات على زعماء دول الخليج العربي. بمعنى ان دول الخليج هم أعداء إيران وليس الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل، وهذا ما عبر عنه الإرهابي المقبور ابو مهدي المهندس، عندما سأله مراسل إيراني عن الإنتصار القادم على اسرائيل، فأجابه، بل الإنتصار على السعودية. كلام واضح. لكن المفاجأة ان الذيل المقبور تمنى أن تدفن فطيسته في إيران، لكن ايران رفضت، لأنه لا مكان للعملاء وحتى ان عملوا لصالح ايران، هذه رسالة واضحة لذيول إيران في الدويلات الأربع الخاضعة للولي السفيه.

استطرد صفوي” أن إيران انشأت مدرسة سليماني في المنطقة”، بالطبع هي مدرسة حقيقة، لدراسة وتخريج الإرهابيين الدوليين، وكوادرها العلمية مختصة بعلوم التفجير، والإغتيال والإختطاف، وقمع التظاهرات، و إنشاء السجون السرية، وطرق السيطرة على القضاء، وفنون تركيع الشعب عبر القمع، وأفضل الأساليب التزوير والرشاوي، ووسائل وتمويل وتسليح الميليشيات وعلوم أخرى ذات صلة بالإرهاب الدولي. من الحري أن تسمى (مدرسة سليماني لإعداد الإرهابيين). مما لا شك فيه إن تنظيم القاعدة والدواعش والحشد الشعبي وحزب الله اللبناني والحوثيين والشبيحة السوريين هم من خريجي المدرسة السليمانية.

لكن بعد أن قُبر مدير المدرسة الفريق سليماني، يبدو أن المدير الجديد إسماعيل قاآني غير قادر على ضبط كلابه (قصدت طلابه، ولكنه خطأ طباعي، ووجدت انه لا يغير كثيرا من المعنى فأبقيته، مع الاعتذار للكلاب غير المسعورة). لذا تلاحظهم يتصرفون دون الرجوع لمدير المدرسة، بل يتصرفون عكس توجيهاته تماما، كما حصل في الهجوم الصاروخي الأخير على السفارة الامريكية، بعد أن أمرهم المدير بالهدنة، لحين إنتهاء رئاسة ترامب، وتسلم بايدن منصب الشيطان الأكبر.

الحقيقة لا المرشد ولا مستشاره صفوي أتوا بشيء جديد، فزعماء الميليشيات أنفسهم يعلنون بكل وقاحة انهم أذرع للخامنئي، وولائهم المطلق لإيران وليس لأوطانهم، وهم لا يجدون حرجا، عندما يعلن المسؤولون الإيرانيون عن ولاء هذه الميليشيات لإيران، بل يتفاخرون بها، كما تتفاخر البغي بكثرة زبائنها.

وغالبا عندما يتحدث المسؤولون الإيرانيون عن الحشد الشعبي في العراق، يقولون (حشدنا) وهذا ما عبر عنه مرارا وتكرارا السفير الايراني في العراق، وأخيرا صرح المتحدث باسم الخارجية الايرانية (سعيد خطيب زادة) في 11/1/2021 “من غير المرجح أن تترك الإدارة الأمريكية المفلسة إرثا آخر في الأيام الأخيرة، هذه الإجراءات مدانة، الإجراء الأمريكي ضد أنصار الله وفالح الفياض قائد الحشد الإيراني المقاوم واحد سيوف خامنئي لتحرير القدس والعراق من الاحتلال الامريكي الصهيوني.أن استهداف رئيس حشدنا الشعبي بهذه الطريقة من قبل الولايات المتحدة ليس مدان فحسب، بل إنه محكوم عليه بالفشل ايضا”.

انه فعلا حشد السفارة، وليس حشد العراق، مع ان الحكومة العراقية وذيول ايران وابواقها يزعمون ان الحشد عراقي، والايرانيون يزعمون أن الحشد ايراني، الحقيقة هي ما يقوله الإيرانيون وليس الذيول العراقيين. 

غالبا ما يصف زعماء الميليشيات الولائية ثوار تشرين بأنهم أبناء السفارات، علما ان زعماء العراق بلا استثناء هم من ابناء السفارات خلال المعارضة وبعد أن تسلموا الحكم من المحتل الامريكي، وكان السفراء الأمريكان هم من يعطونهم الأوامر، وكان الواحد منهم يتشرف بأن ينزل الى اقدام السفير الامريكي ويمسح حذائه، وربما وضعه فوق عمامته إن كان من رجال الدين، فحذاء بريمر كان مقدسا، ويتعاملون معه كتاج رأس. أما العلمانيين منهم فيكتفوا بتقبيل حذائه والتبرك به. كانوا أشبه بذي الحمار” كان للأسود العنسي الكذاب المتنبئ حمارا أسودا معلما يقول له: اسجد لربك، فيسجد له، ويقول له: ابرك، فيبرك”. (القاموس المحيط 2/13).

إن جميع من حكم العراق هم من أبناء السفارتين، فقبل الاحتلال كانوا من أبناء السفارات الامريكية والأوربية والسورية وغيرها، وبعد الإحتلال غيروا وجهتهم الى السفارة الإيرانية، كانوا ومازالوا وسيبقوا أبناء سفارات.

كلمة أخيرة

قيل التأريخ يعيد نفسه، وبصور أخرى، قال عباس العزاوي عن أحداث عام 1916″ انهمك والي بغداد خليل بك انهماكا شائنا في بعض المومسات فتسلطت عليه، وسلبته لبّه، أو أنها ألهته عن الأمر المهم، وشاع أنه قال لها: أنا قائد الجبهة وأنت الحاكم المطلق عليٌ”. (تأريخ العراق بين احتلالين 8/350). لو استبدلت الوالي برئيس الحكومة العراقية، والمومس بالوليه الفقيه، والجبهة بمحور المقاومة، لتوضحت الرؤية.

 من مقالات الكاتب1 - عراق العروبة

Short Link

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.