نعم العلماء عرب!!
نعم العلماء عرب!!
صرخ منفعلا وهو يقول: إذكر لي إسم عالم عربي واحد من الذين تزعم أنهم عرب، لا يوجد عندنا علماء عرب، فجميع العلماء من مجتمعات أخرى، فلا تقل أن علماءنا عرب!!
هذا قول لمن نسميهم مثقفين، ويحملون شهادات عليا، وتتحير كيف تمكنت الأضاليل المغرضة أن ترسّخ هذه المواقف في وعيهم.
فعندما تكتب عن العلماء العرب ودورهم في مسيرة الحضارة الإنسانية، يتهمونك بما لا يخطر على بال، وبعضهم يتندرون، لأنهم ينكرون وجودهم، ولا يملكون ثقة كافية وإرادة صادقة لمعرفة حقيقة ذاتهم، وآفاق موضوعهم ودورهم في الحياة.
إنها سياسات التقعيد والتخميد والترقيد، العاصفة في أرجاء وجودنا، والمدمرة لحاضرنا ومستقبلنا، فعلينا أن نقرَّ بأننا عالة على غيرنا، وما شاركنا في بناء المسيرة الحضارية الإنسانية.
وهذا أفك مقصود، وحرب شعواء ضد العرب، وتقليل من قيمتهم ودورهم وتأثيرهم التنويري في حياة الشعوب، التي كانت تعيش في الظلمات.
قلت لصاحبي: كيف تصف العلماء في الدول الغربية ؟
هل هم من دولهم أم من مجتمعات أخرى؟
تردد في الجواب، لأن واقع المسيرة الحضارية، إنها ناجمة عن تفاعل العقول البشرية بأنواعها، ولا توجد حضارة مولودة من رحم ذاتها، إذ لابد أن تكون منطلقة مما سبقها، حتى الحضارات القديمة فأنها مولودة من رحم حضارات سابقة لها لا زلنا لا نعرف عنها كثيرا.
فالعلوم التي أثرت العقول ونورتها مكتوبة بلغة عربية، وقد برع بالعربية من هم ليسوا بعرب، لكنهم قدموا أفكارهم بلغة العرب.
فحضارة العرب ليست من إنتاج العرب الأقحاح لوحدهم وحسب رغم غلبة نسبتهم، وإنما بمشاركة عقول أخرى أيضا، وقد وفر العرب الحاضنة الكفيلة بإطلاق قدراتها الإبداعية، وهذا ما يحصل في الدول االمعاصرة القوية، التي وفرت الظروف الملائمة لإجتذاب عقول المجتمعات الأخرى، وإطلاق ما فيها من الإبداعات فتنسب إليها!!
Source : https://iraqaloroba.com/?p=9701