وعود في مهب الريح
وعود في مهب الريح
خمس سنوات عجاف مرت على مدينة الموصل، ما زال الدمار والخراب يخيم على منطقتها القديمة وأغلب معالمها التاريخية العريقة، في ظل اعمار خجول لبعض بنيتها التحتية لا يرتقي بتأريخها وحضارتها.
مؤخراً، أطلق وزير الصناعة والمعادن، منهل خليل الخباز في مؤتمر صحفي فوق تل النبي يونس مبادرة لإعمار جامع النبي يونس من قبل كوادر وزارة الصناعة.
من جهته قال محافظ نينوى نجم الجبوري خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الصناعة والمعادن وبحضور، رئيس ديوان الوقف السني سعد كمبش، أن التنسيق قد تم بين وزارة الصناعة و رئاسة الوقف السني ووزارة الثقافة بعد استحصال موافقة رئاسة الوزراء على تنفيذ هذه المبادرة.
فيما عده مختصون بالآثار بأنه مشروع انتخابي لن يرى النور، حيث ظهر على وسائل الاعلام تصريح للآثاري فيصل جبر عن مركز كلكامش قائلاً” ان الاعلان عن إعادة بناء جامع النبي يونس لا يعدو عن مشروع انتخابي، وبعض النواب المرشحين للدورة المقبلة يحاولون استغلاله في حملاتهم الانتخابية، موضحاً أن عملية التنقيب التي تقوم بها جامعة هايدلبيرغ الألمانية في الموقع استمرت لموسمين ومازالت هناك مواسم كثيرة للتنقيب، للبحث عن قصرين منهم قصر الملك اسرحدون”.
يذكر ان منظمات المجتمع المدني والآثاريين في عام 2017 أطلقوا حملة سميت حملة – اعادة بناء ألواح الطين- وحصلت الجامعة الالمانية على موافقة مفتشية الاثار والوقف السني، على أن لا يتم البدء بأعمال إعادة إعمار الجامع ما لم يتم اكتمال أعمال التنقيب تحت الجامع من قبلها، وبحسب جبر، هناك شبكة من الأنفاق تحت موقع بناء الجامع طولها أكثر من 800 متر، مبيناً، انها خلخلت أسس بناء الجامع الاصلية، ولا يمكن البدء بأعمال اعادة البناء في الوقت الحاضر.
نية إعمار الجامع قبل الانتخابات بخمسة أشهر، أثارت حفيظة بعض الموصليين ، وطالب البعض منهم بإعادة إعمار المستشفيات التي دمرت منذ خمس سنوات ومدينة الموصل ما تزال خالية من خدمات صحية تليق بثاني أكبر محافظة عراقية.
قبل ذلك بأشهر أعلن مجلس الوزراء عن تشكيل لجنة لإعمار مدينة الموصل برئاسة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي وعضوية عدد مهم من الوزراء، وافتتحت اللجنة مقراً لها في مدينة الموصل، وأعلن المشرف على عملها أنها ستأخذ برأي شخصيات موصلية وخبرات هندسية وفنية عند اتخاذها لقرارات الاعمار في المنطقة القديمة.
أجرت اللجنة بأشراف مديرها التنفيذي في الموصل الحقوقي عبد القادر الدخيل، عدة لقاءات مع ممثلين عن المتضررين من المنطقة القديمة، البالغ عدد من تقدم بطلب التعويض منهم ما يقرب من ثمانين ألف شخص، عدا، الذين لم يستطيعوا اثبات ملكية دورهم التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم، بحسب سكرتير لجنة التعويضات المركزية في نينوى محمد محمود العكلة، لتدارس كيفية اعمارها أو استملاكها وتعويض أصحابها، الذين طالبوا بتعويض مباشر عن استملاك دورهم وعدم الرضوخ للوعود النظرية، وبعد عدة لقاءات وتصريحات لم تسفر عن شيء.
المدير التنفيذي للجنة إعمار الموصل، عبد القادر الدخيل إعلان بعدها عن نية اللجنة مفاتحة مجلس الوزراء وطرح طلبات أهالي المنطقة القديمة من أجل الإسراع بعملية الاعمار، تلاها صمت مطبق على عمل اللجنة.
اهالي مدينة الموصل والمنطقة القديمة خصوصاً باتوا ، لا يثقون بتصاريح الكثير من المسؤولين، لاسيما بعد اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المزمع عقدها في تشرين الاول المقبل.
مدينة الموصل القديمة تنتظر من ينتشلها ويعمرها من الخراب الذي حل بها، ولا يتلاعب بمشاعر اهالها. مؤخراً تزايدت الوعود، واصبح المواطن المسكين لا يدري من يصدق.
هل تتحقق هذه الوعود؟ أم تذهب مع رياح الحملات الانتخابية كالدورات السابقة.
Source : https://iraqaloroba.com/?p=9528