أين وطنية المصالحة في العراق؟
أين وطنية المصالحة في العراق؟
لا ادري لما تذكرت ذلك السؤال عندما سألني صاحبي ماذا يقصدون بالمصالحة الوطنية. ولماذا ! انتم معشر الصحفيين والاعلاميين لا تكتبون عن هذا الموضوع , لا اعرف ماذا تقصد؟ قال لي اين وطنية المصالحة في العراق ؟ قلت لصاحبي أنها الطائفية الجديدة.
وقال إن هذه التسمية أطلقها على العراقيين المقاولون السياسيون الجدد. نعم رددها الذباحون واكدها الكافرون الخارجون على دين الله.
ورددها أعداء العراق. وقبض ثمنها سماسرة الدين وتجار الحروب وبثها المرتزقة المارقون في بعض الفضائيات المشبوهة روجوها علي العراقيين في هذه الظروف ,
قلت لصاحبي ، حدثك التاريخ عن موانع الطائفية وإنها كانت آتية من خارج الوطن , ولا تلبث ان تزول ويعود الشعب موحدا , قال صاحبي بتشوق، لكنك وعدتني إن ثمة موانع واقعية مانعة لاية حرب أهلية. ترى ما هي؟..
قلت: نعم وبكل تأكيد.. انظر الى خريطة العراق عربا وأكراداً وتركماناً وصابئة ومسلمين ونصارى، سنة وشيعة. قال نعم.
قلت: سأعطيك أدلة علمية، ان ابرز المكونات التي يريد الساسة تجسيدها هياكل مبنية هم الأكراد والعرب والسنة والشيعة.. قال نعم وماذا بعد..
قلت: انظر الي العرب السنة في الوسط يتمازجون ويتشاركون مع الأكراد.. في الشمال الشرقي من الوطن بالدين والمذهب والعشيرة والمصاهرة والمجاورة والمصالح التجارية والتاريخ والمستقبل الموحد المشترك..
ومع العرب الشيعة.. في الجنوب الشرقي بالدين والقومية والعشيرة والمصاهرة والمجاورة والمصالح المشتركة والتاريخ والمستقبل الواحد.
قلت: انظر الى واقع العراق واسأل عنه خبيرا فلا تجد حدود العشائر مفصولة بل متداخلة وقد تمتد خارج الوطن، فالسادة من نسل ال البيت الأطهار ممتدون هنا وهناك فثمة سادة برزنجية وسادة مشاهدة ونعيم وبدران وسادة موسوية وحسينية وغيرهم كثير هؤلاء أبناء عمومة تخطوا المذهب والقومية منها عشائر تمتد بين الكرد والتركمان والعرب وعشائر تمتد دينيا وقوميا ومذهبيا فهل يتقاطع أبناء العم الذين يجمعهم شيخ واحد وصيحتهم واحدة.. اتخدعهم دعوى الطائفية والسياسة التجزيئية.
قال: لا والحمد لله، ولكن ثمة في النفس من الخوف بقية ان تجد خطط وبرامج لدول إقليمية ومن خارج الحدود أذانا صاغية وأياد تمتد لمنح دولارية.
قلت لا تخف. العقيدة أساس الوحدة التي تجمع الشعب، تحت رحمة الباري عز وجل والإيمان بالتوحيد، فرب واحد وكتاب واحد ودين واحد ونبي واحد وقرآن واحد وقبلة واحدة وإسلام واحد، فلا عنصرية ولا تفضيل للكبير على الصغير ولا الغني على الفقير ولا الابيض على الأسود ولا طائفة على أخرى ولا مذهب ولا عرقية على حساب الأخرى (إن أكرمكم عند الله اتقاكم).
ويجب ان نكون سواء كنا أفراداً أم جماعات عند حسن الظن وان نتمسك بالخلق الكريم. ونحب بعضنا الأخر. وأينما وجدت المحبة وجدت الوحدة.
إن الوحدة في الإسلام عزيزة عند الله وعند الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) ويجب على من بأيديهم أمور هذه الأمة أن يحافظوا عليها ويمنعوها من التفرق والتنافر لأن أعداء الإسلام كثيرون وخاصة التكفيريين والإرهابيين ولا تعجبهم وحدتنا.
بل اضطربت انفسهم وتحركت مؤسساتهم وبدأوا يتآمرون ويسعون بكل الوسائل لإحباط تلك المساعي الرامية إلي وحدة الشعب.
فأعداء الإسلام بصورة عامة يملكون من الوسائل ما لا يملكها أحد فهم أصحاب وكالات وقنوات فضائية وإذاعات مسموعة ومرئية كثيرة اضافة إلى الصحف والمجلات فكل هذا الاعلام المرئي والمسموع مكرس للتكفير وذم الآخرين، وهم يحرضون بعضنا على الكلام ويشيعون إشاعات كاذبة ومغريات حياتية كثيرة.
والاتقاء من شر هذه الإشاعات هو الإبقاء على وحدة صفنا وكلمتنا فإنها خير سلاح بوجه هذه التحديات , وكذلك إصلاح ذات البين والتعاون والبر والتقوى والإيفاء بالعهد واللين والتسامح وتجنب كل الأسباب التي تؤدي الى تفرقة الشعب والتكبر وتحقير الناس وإيذائهم والسخرية منهم واجتناب سوء الظن.
فإننا حتماً سننتصر بإذن الله مادمنا نتمسك بالدين الإسلامي العظيم ونعالج الأمور بالحكمة والموعظة.
لكن القضية الأساسية التي يجب التركيز عليها هي أن تكون الوحدة الوطنية العراقية في مستوى طموح جميع العراقيين ولجميع الأطياف لأنها تعكس أيضاً التعاون بين الجميع من أجل الحفاظ على أمن وسلامة العراق لأن العراقي الآن غارق في المآسي منذ نصف قرن وهو يخوض حتى أنفه وحل الحروب والخوف والدمار والقلق وعدم الاستقرار.
دعونا أخيرا أن نوحد الصف ونوحد المصير ونرفع الصاعق عن العبوة الكبيرة التي يمكن أن تفتك بالعراق والعراقيين.
ودعواتنا إلى السياسيين العراقيين الى ايجاد مخارج جديدة وحلولا سريعة لبديهية موانع الطائفية في العراق وكفانا شر المرتدين.
Source : https://iraqaloroba.com/?p=2820