أيهما أهم: بيعة النساء أم بيعة علي!
لقد خاض الكثير من الباحثين في نقد هذه الحادثة سنداً ومتناً، ولكني لن أناقشها بطريقتهم تلك، لأن تلك النقاشات كانت تترك الباب مفتوحا لتدخل منه الريح وتوسع الفوهة مرة أخرى، ولا وقت لشرح ذلك الباب الذي تأتي منه كل رياح الخرافات والتلفيقات التي لازلنا نعاني من آثارها إلى اليوم
حين تأتي هذا المناسبة يتحدث الجميع عن تأويل ما جرى يوم (غدير خم)، ولا يبحثون في أصل الحادثة: هل وقعت أم أنها مختلقة من الأساس كما اختلقت مثيلاتها لأجل الوصول إلى الحكم؟ فمن أين جاءت الحكاية؟ وهل لها أساس تاريخي متين؟ أترككم مع أسئلة الغدير التي لم أجد لها إجابة عند من يؤمن بحكاية الغدير.
في كل عام يحتفل الشيعة في الثامن عشر من ذي الحجة بيوم الغدير، هذا اليوم يدّعون فيه: أن النبي (عليه الصلاة والسلام) جمع الناس بعد أن انتهوا من مناسك حجة الوداع في مكان يسمى غدير خم، وهناك أخذ البيعة بالخلافة للإمام علي. وأما كتب السنة فهي تذكر عبارات أخرى لا تصرح بالبيعة ولا يستنبط من ألفاظها ما يدل على ذلك، وإن كانت هي أيضا لا تسلم من العلل في سندها ومتنها وخاصة إذا عرفنا سبب دخول تلك الروايات إلى الفكر السني عبر مفهوم التقية فنسبوا أحاديث إلى النبي تؤيد مذهبهم والناس غافلون عن تقيتهم.
لقد خاض الكثير من الباحثين في نقد هذه الحادثة سنداً ومتناً، ولكني لن أناقشها بطريقتهم تلك، لأن تلك النقاشات كانت تترك الباب مفتوحا لتدخل منه الريح وتوسع الفوهة مرة أخرى، ولا وقت لشرح ذلك الباب الذي تأتي منه كل رياح الخرافات والتلفيقات التي لازلنا نعاني من آثارها إلى اليوم.
وسأكتفي هنا بطرح بعض التساؤلات التي تكشف عن زيف دعوى الغدير واختلاقها:
1- تعد إمامة علي -عند إخواننا الشيعة- أصلا من أصول الدين، والسؤال المطروح هو: كيف تبنون على رواية تاريخية أصلا من أصول الدين؟ وهل نستقي أصول ديننا من روايات مختلف في صحتها، أم من الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟ ولماذا أعرض القرآن عن تسجيل هذا الحدث الجلل والخطير -كما تزعمون- ولم يذكره بشيء وقد ذكر ما هو دونه؟
2- سجل القرآن بيعات أخرى أقل حجماً وخطراً، يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الممتحنة: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾.
أفبيعة النساء أعظم درجة من بيعة علي هذه التي تزعمونها حتى يلتفت إليها القرآن ويجعلها تتلى إلى يوم القيامة، فلماذا ذكر الله بيعة النساء ولم يذكر بيعة علي؟
3- سجل القرآن كذلك بيعة الرضوان بتفاصيل مكانها، يقول تعالى في سورة الفتح: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾.
والقرآن هنا يسجل بيعة عارضة ويغفل عن بيعة تحدد مصير الأمة إلى قيام الساعة، ثم إنه يذكر مكان هذه البيعة (تحت الشجرة) وكان الأولى أن يسجل مكان (غدير خم) نظرا لأهميته المزعومة. ثم إن هذه الحادثة كما تشير كتب التفسير كانت حين جاء خبر مقتل عثمان فبايع النبي عنه وصفق بيده على يده وقال هذه عن عثمان، ولو كان هذا الفعل من النبي مع علي لعملوا من هذه القصة تأويلا يقول بإمامته.
4- لماذا لم يعلن علي عن هذه الحادثة بعد موت النبي مباشرة ويذكر المسلمين بذلك اليوم فالمدة الزمنية ليست طويلة حتى ينسوها؟ يقول الدكتور عبد الله البغدادي في رده على محمد باقر الصدر: “والأغرب من ذلك كله أن الإمام علي لم يحتج لنفسه -فيما ثبت عنه -بأي قول يشير إلى هذا (التعيين)”. وإن كان خائفا فلماذا لم يعلنها أيام خلافته ولماذا لم ينقل الخلافة توريثاً لابنه.
5- لماذا تقاعس المسلمون جميعهم في تنفيذ هذا الأمر بعد موت النبي؟ هل انقلبوا على أمر نبيهم بمجرد موته؟ وهل مرور ثلاثة أشهر تجعلهم ينسون تلك الحادثة المهمة؟ لماذا لم يحتفل علي أيام خلافته بهذا اليوم كما تحتفلون؟ ولماذا لم يحتفل به الحسن أو الحسين؟ هل أنتم أحرص منهم؟!
6- لماذا لم يوصِ النبي لعلي بالخلافة في خطبة عرفة بوجود جميع المسلمين في صعيد واحد، وأخر هذا إلى غدير خم قرب المدينة، ليقولها أمام نفر أقل من ذلك الحشد حيث لم يبق من الحجاج إلا حجاج المدينة؟
ألم يكن الأحرى أن يكون ذلك في عرفة لأن الأمر يهم كل المسلمين وليس أهل المدينة فقط؟
وهناك تساؤل طرأ ببالي لست أدري ما قيمته، لأن صاحب الاحتفال الأول يعرف ذلك فقط، وهو هل هذا اليوم هو احتفال ببيعة علي، أم أنه احتفال بيوم مقتل عثمان فقد قتل في مثل هذا اليوم؟
إحياء المناسبة اليوم:
إحياء هذه المناسبة والاحتفال بها بهذه الطريقة ليس مجرد طقس مذهبي ديني خالص، بل هو تظاهرة سياسية للمطالبة بتنفيذ تلك الوصية المزعومة في الوقت المعاصر باعتبار أن المسلمين اليوم قد انقلبوا على تلك الوصية، وآن أن يعود الحكم لذرية علي.
إنها للأسف مناسبة لنبذ الآخر وشحن العداء والكراهية على من لا يؤمن بالفكرة، فهي ليست مناسبة تخص أصحابها فقط بحيث تدخل ضمن التسامح وقبول فكرة الآخر بل هي فكرة لا تؤمن بحق الآخر في الحكم وقد تصل إلى سفك دمه لمخالفتها. وفكرة الولاية تلك هي مخالفة لأبسط مقومات الدولة المدنية، وتتعارض مع قيمة المساواة ومع حقوق الإنسان في المواطنة المتساوية.
مع الروايات:
لا يصح أن يبنى على رواية آحادية أصلا من أصول الدين، فأصول الدين مقررة في الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وعدم ذكر القرآن لهذه القضية لا يجعل لها أي قيمة وإن تضخمت عبر روايات تم اختلاقها لتثبيت فكرة معينة ادعاها أصحابها، وأما رواية “وأما من كنت مولاه فعلي مولاه” فقد شكك فيها فريق من أهل السنة، ومن قبلها لم ير فيها أي تنصيص أو إشارة بالوصية لعلي بالإمامة.
يقول ابن حزم الأندلسي في فصله: “وأما من كنت مولاه فعلي مولاه، فلا يصح عن طريق الثقات أصلا، وأما سائر الأحاديث التي تتعلق بها الرافضة فموضوعة يعرف ذلك من له أدنى علم بالأخبار ونقلتها…”.
ويقول الشيخ محمد أبو زهرة:
“ويستدلون -أي الشيعة – على تعيين علي رضي الله عنه بالذات ببعض آثار عن النبي (عليه الصلاة والسلام) يعتقدون صدقها. وصحة سندها، مثل: (من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه)، ومخالفوهم يشكون في نسبة هذه الأخبار إلى الرسول (عليه الصلاة والسلام)”؟
وحتى من قبل تلك الرواية من أهل السنة فإنه لم ير فيها أي تنصيص أو وصية أو إشارة بالإمامة أو الخلافة لعلي.
قال البيهقي: ” وأما حديث الموالاة فليس فيه – إن صح إسناده – نص على ولاية علي بعده، فقد ذكرنا من طرقه في كتاب الفضائل ما دل على مقصود النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك وهو أنه لما بعثه إلى اليمن كثرت الشكاة عنه وأظهروا بغضه فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يذكر اختصاصه به ومحبته إياه ويحثهم بذلك على محبته وموالاته وترك معاداته… والمراد به ولاء الإسلام ومودته، وعلى المسلمين أن يوالي بعضهم بعضا ولا يعادي بعضهم بعضا”.
وقال ابن تيمية: “وليس في الكلام ما يدل دلالة بينة على أن المراد به الخلافة، وذلك أن المولى كالولي، والله تعالى قال: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} [سورة المائدة: 55]، وقال: {وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير} [سورة التحريم: 4]، فبيَّن أن الرسول ولي المؤمنين، وأنهم مواليه أيضًا، كما بيَّن أن الله ولي المؤمنين وأنهم أولياؤهم، وأن المؤمنين بعضهم أولياء بعض. فالموالاة ضد المعاداة، وهي تثبت من الطرفين، وإن كان أحد المتواليين أعظم قدرًا وولايته إحسان وتفضل، وولاية الآخر طاعة وعبادة، كما أن الله يحب المؤمنين، والمؤمنون يحبونه، فإن الموالاة ضد المعاداة والمحاربة والمخادعة، والكفار لا يحبون الله ورسوله، ويحادون الله ورسوله ويعادونه.
وقد قال تعالى: {لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء} [سورة الممتحنة: 1]، وهو يجازيهم على ذلك كما قال تعالى: {فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله} [سورة البقرة: 279]. وهو ولي المؤمنين وهو مولاهم يخرجهم من الظلمات إلى النور، وإذا كان كذلك فمعنى كون الله ولي المؤمنين ومولاهم، وكون الرسول وليهم ومولاهم، وكون عليّ مولاهم، هي الموالاة التي هي ضد المعاداة”.
وقال أيضاً: “وهذا مما يبيّن أن الذي جرى يوم الغدير لم يكن مما أمر بتبليغه، كالذي بلّغه في حجة الوداع، فإن كثيرًا من الذين حجّوا معه -أو أكثرهم- لم يرجعوا معه إلى المدينة، بل رجع أهل مكة إلى مكة، وأهل الطائف إلى الطائف، وأهل اليمن إلى اليمن، وأهل البوادي القريبة من ذاك إلى بواديهم، وإنما رجع معه أهل المدينة ومن كان قريبًا منها. فلو كان ما ذكره يوم الغدير مما أمر بتبليغه كالذي بلّغه في الحج، لبلّغه في حجة الوداع كما بلّغ غيره، فلما لم يذكر في حجة الوداع إمامة ولا ما يتعلق بالإمامة أصلًا، ولم ينقل أحد بإسناد صحيح ولا ضعيف أنه في حجة الوداع ذكر إمامة عليٍّ، بل ولا ذكر عليًّا في شيء من خطبته، وهو المجمع العام الذي أمر فيه بالتبليغ العام، عُلِم أن إمامة عليٍّ لم تكن من الدين الذي أمر بتبليغه”.
Source : https://iraqaloroba.com/?p=10152
احمد الدبونيسنة واحدة ago
وصلني عبر الواتس اب هذه المقالة بعنوان:
أيهما أهم: بيعة النساء أم بيعة علي!
يقول
د. عبدالله القيسي:
حين تأتي هذه المناسبة يتحدث الجميع عن ما جرى يوم (غدير خم)، ولا يبحثون في أصل الحادثة: هل وقعت أم أنها مختلقة من الأساس كما اختلقت مثيلاتها لأجل الوصول إلى الحكم؟ فمن أين جاءت الحكاية؟ وهل لها أساس تاريخي متين؟
•أقول:
فعلا لا يبحثون في أصل الحادثة ..
ولا ينظرون إلى عظم هذا الخبر من حيث الموثوقية والثبوت .
هذه الحادثة رويت عن طريق أكثر من مائة صاحب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم..
أذكر بعضهم:
1. أبو هريرة الدوسي.
2. أبو ليلى الأنصاري.
3. أبو زينب بن عوف الأنصاري.
4. أبو فضالة الأنصاري.
5. أبو قدامة الأنصاري.
6. أبو عمرة بن عمرو بن محصن الأنصاري.
7. أبو الهيثم بن التيهان.
8. أبو رافع القبطي.
9. أبو ذويب خويلد (أو خالد) بن خالد بن محرث الهذلي.
10. أبو بكر بن أبي قحافة التيمي.
11. أبو حمزة أنس بن مالك الأنصاري الخزرجي.
12. أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي.
13. أبي بن كعب الأنصاري الخزرجي.
14. أسعد بن زرارة الأنصاري.
15. أسماء بنت عميس الخثعمية.
16. أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
17. أم هاني بنت أبي طالب.
18. براء بن عازب الأنصاري الأوسي.
19. بريدة بن الحصيب أبوسهل الأسلمي.
20.ثابت بن وديعة الأنصاري الخزرجي المدني.
21=جابر بن سمرة بن جنادة أبو سليمان السوائي.
22. جابر بن عبد الله الأنصاري.
23. جبلة بن عمرو الأنصاري.
24. جبير بن مطعم بن عدي القرشي النوفلي.
25. جرير بن عبد الله بن جابر البجلي.
26. أبوذر جندب بن جنادة الغفاري.
27. جندع (أبوجنيدة) بن عمرو بن مازن الأنصاري.
28.حبة (بفتح أوله وتشديد الموحدة) بن جوين 29.أبو قدامة العرني (بضم العين وفتح الراء) البجلي.
30. حبشي (بضم المهملة) بن جنادة السلولي.
31. حبيب بن بديل بن ورقاء الخزاعي.
32. حذيفة بن أسيد أبو سريحة (بفتح السين) الغفاري.
33. حذيفة من اليمان اليماني.
34. حسان بن ثابت.
35. الإمام الحسن بن علي.
36. الإمام الحسين بن علي.
37.خالد (أبو أيوب) بن زيد الأنصاري.
38. خالد (أبو سليمان) بن الوليد بن المغيرة المخزومي.
39. خزيمة بن ثابت الأنصاري.
40.رفاعة بن عبد المنذر الأنصاري.
41.زبير بن العوام القرشي.
42. زيد بن أرقم الأنصاري الخزرجي.
43. زيد (أبو سعيد) بن ثابت.
44. زيد / يزيد بن شراحيل الأنصاري.
45. زيد بن عبد الله الأنصاري
46.سعد (أبو إسحاق) بن أبي وقاص.
47. سعد بن جنادة العوفي والد عطية العوفي.
48. سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي.
49. سعد (أبو سعيد) بن مالك الأنصاري الخدري.
50. سعيد بن زيد القرشي العدوي.
51. سعيد بن سعد بن عبادة الأنصاري.
52. سلمان (أبو عبد الله) الفارسي.
53. سلمة (أبو مسلم) بن عمرو بن الأكوع الأسلمي.
54. سمرة (بو سليمان) بن جندب الفزاري.
55. سهل بن حنيف الأنصاري الأوسي.
56. سهل (أبو العباس) بن سعد الأنصاري الخزرجي الساعدي.
57.أبو إمامة الصدي ابن عجلان الباهلي.
58.ضميرة الاسدي
59.طلحة بن عبيدالله التميمي.
60.أمير المؤمنين علي عليه السلام
61. فاطمة الزهراء بنت النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
62. فاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب.
63قيس بن ثابت بن شماس الأنصاري.
64. قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي.
65.أبو محمد كعب بن عجرة الأنصاري المدني.
66.مالك (أبوسليمان) بن الحويرث الليثي.
67. المقداد بن عمرو الكندي الزهري.
68.ناجية بن عمرو الخزاعي.
69. نعمان بن عجلان الأنصاري.
هذا على سبيل المثال لا الحصر .
و بعد مرور 25 سنة، طلب الإمام علي عليه السلام في مسجد الكوفة ممن سمع حديث الغدير عن النبي أن يُذكِّره به، فنهض من بين الجالسين 30 صحابياً ونقلوا الحديث..
ليس في كل حكايات وأساطير رموز السنة ما بلغ عشر معشار عدد أسانيد حديث الغدير .. فهل من يشكك في حصولها يحترم عقله فضلا عن احترام عقول من يقرؤون له؟
هذا الدكتور لم يكلف نفسه الكبس على محرك البحث كوكل ليمحو ما خطته يمينه خجلا من تناقضه مع الحقيقة!
—–
يقول:
في كل عام يحتفل الشيعة في الثامن عشر من ذي الحجة بيوم الغدير، هذا اليوم يدّعون فيه: أن النبي (عليه الصلاة والسلام) جمع الناس بعد أن انتهوا من مناسك حجة الوداع في مكان يسمى غدير خم، وهناك أخذ البيعة بالخلافة للإمام علي.
وأما كتب السنة فهي تذكر عبارات أخرى لا تصرح بالبيعة و لا يستنبط منها ما يدل على ذلك .
• أقول :
الباحث عن الحق لا يستند إلى تداعيات الأحداث التي ينتجها الهوى والتعصب والمصالح!
بل يكون مستنده الدليل الثابت بالبحث والتحقق.. ولا أدري كيف يحصل على لقب دكتور وهو لا يعرف أو يتجاهل ألف باء البحث العلمي!
——
يقول:
لقد خاض الكثير من الباحثين في نقد هذه الحادثة سنداً ومتناً، ولكني لن أناقشها بطريقتهم تلك، لأن تلك النقاشات كانت تترك الباب مفتوحا لتدخل منه الريح وتوسع الفوهة مرة أخرى، ولا وقت لشرح ذلك الباب الذي تأتي منه كل رياح الخرافات والتلفيقات التي لازلنا نعاني من آثارها إلى اليوم.
•أقول:
نعم.. بقي الباب مفتوحاً لكثرة الثغرات والتناقضات والتي حاولت سد عين الشمس بغربال ممزق!!
يسهل بيان عوار وعيوب هذه الردود والتأويلات
التي لم تعتمد المنهج العلمي في البحث بل اعتمدت المصلحة المذهبية وتبرير التجاوزات والانقلاب الذي حصل وجعله هو مصدر التشريع بعكس مقتضى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة!
لذلك لا هو ( اعني صاحب المقال) ولا من هو أكبر منه شأنا يستطيع سد ذلك الباب الذي ستأتي منه ريح الحق التي تقتلع الباطل بإذن الله تعالى !!!
—–
يقول:
وسأكتفي هنا بطرح بعض التساؤلات التي تكشف عن زيف دعوى الغدير واختلاقها:
• أقول :
وأنا سأرد عليك نقطة نقطة .. ليعلم العاقل أين الفريقين أولى بالحق؟!
—-
يقول:
1- تعد إمامة علي – عند الشيعة – أصلا من أصول الدين، والسؤال المطروح هو: كيف تبنون أصلاً من أصول الدين على رواية تاريخية؟ وهل نستقي أصول ديننا من روايات مختلف في صحتها، أم من القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟ ولماذا أعرض القرآن عن تسجيل هذا الحدث الجلل والخطير -كما تزعمون- ولم يذكره بشيء وقد ذكر ما هو دونه؟
•الرد:
رواية تاريخية !!!
رأيت أيها الدكتور تواتر هذه الرواية..
فهل عندك شيء من الأخبار المنقولة عن أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيما نسب إلى فضائل غير أمير المؤمنين عليه السلام مما أدخله علماء السنة في العقائد حتى كفروا منكره وحكموا عليه بالتعذيب والسجن والقتل؟
—-
يقول:
2- سجل القرآن بيعات أخرى أقل حجماً وخطراً، يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الممتحنة: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾.
أفبيعة النساء أعظم درجة من بيعة علي هذه التي تزعمونها حتى يلتفت إليها القرآن ويجعلها تتلى إلى يوم القيامة، فلماذا ذكر الله بيعة النساء ولم يذكر بيعة علي؟
الرد:
هذا شبيه ما وصفه قوله تعالى:
(۞ وَقَالَ ٱلَّذِینَ لَا یَرۡجُونَ لِقَاۤءَنَا لَوۡلَاۤ أُنزِلَ عَلَیۡنَا ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ أَوۡ نَرَىٰ رَبَّنَاۗ لَقَدِ ٱسۡتَكۡبَرُوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ وَعَتَوۡ عُتُوࣰّا كَبِیرࣰا)
أنت تعترض على حكمة الله وتقترح عليه ما يقول وما يفعل؟
(بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تُقَدِّمُوا۟ بَیۡنَ یَدَیِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِیعٌ عَلِیمࣱ)
هذا هو التقديم بين يدي الله ورسوله .. أنت على سيرة من كان يعترض ويتهم ويشك ويكذب ما يأتي من الله ورسوله! أبحث عن سيدك الذي تتأسى به وتفعل مثل فعله المشين!
حين ضرب المبشر أن من قال لا إله إلا الله دخل الجنة وحين قال إن الرجل يهجر حسبنا كتاب الله وحين قال لم نعط الدنية في ديننا وحين رفع صوته فوق صوت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحين قال متعتان كانتا على عهد رسول الله صلى اللّه عليه وسلم وأنا أنهى عنهما وأعاقب عليهما، متعة الحج ومتعة النساء… وغير ذلك من التقديم بين يدي الله ورسوله.. وهذا الفعل محبط للعمل موجب غضب الله تعالى!
أما جواب هذا السؤال لطلاب الحق غير المتعصبين فهو كالتالي:
لقد سجل القرآن الكريم هذه الحادثة بالصورة التي تقتضيها حكمة الله عز وجل فجعل الأمر متداخل مترابط بين الآيات الكريمة والروايات الشريفة..
وقد اتفق علماء المسلمين ذلك..
قال تعالى:
(۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغۡ مَاۤ أُنزِلَ إِلَیۡكَ مِن رَّبِّكَۖ وَإِن لَّمۡ تَفۡعَلۡ فَمَا بَلَّغۡتَ رِسَالَتَهُۥۚ وَٱللَّهُ یَعۡصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ)
[سورة المائدة 67]
هذه الآية الكريمة من سورة المائدة التي نزلت آخر البعثة مرجعه صلى الله عليه وآله وسلم من حجة الوداع..
فهل من المنطق والعقل أن يكون أمر الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم بالتبليغ بعد أن أشهد المسلمين على أبلاغه الرسالة وأدائه الأمانة في آخر عهده بالدنيا؟!؟!
ثم نزلت بعد الحادثة في الغدير الآية الكريمة:
(..ٱلۡیَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِینَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَیۡكُمۡ نِعۡمَتِی وَرَضِیتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَـٰمَ دِینࣰاۚ ..)
[سورة المائدة 3]
لن اطيل على القارئ الكريم بل سأكتفي بهذه الإشارة وعليه أن يبحث بنفسه ويتحقق من الحادثة من كتب السنة القديمة ولا يطالع في أجوبة المواقع التي إنما وجدت للمخادعة واللف والدوران وسد باب الحق في وجه طلابه..
—-
يقول:
3- سجل القرآن كذلك بيعة الرضوان بتفاصيل مكانها، يقول تعالى في سورة الفتح: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾.
فهل القرآن هنا يسجل بيعة عارضة ويغفل عن بيعة تحدد مصير الأمة إلى قيام الساعة ؟! ثم إنه يذكر مكان هذه البيعة (تحت الشجرة) وكان الأولى أن يسجل مكان (غدير خم) نظرا لأهميته المزعومة. ثم إن هذه الحادثة كما تشير كتب التفسير كانت حين جاء خبر مقتل عثمان فبايع النبي عنه وصَفَقَ بيده على يده وقال هذه عن عثمان، ولو كان هذا الفعل من النبي مع علي لعملوا من هذه القصة تأويلا يقول بإمامته.
الرد:
ظهر تناقضك أيها الدكتور إذ طرحت رواية تاريخية خبر آحاد وردت في بعض المصادر عما حصل في غياب عثمان وتفاصيل بيعة الرضوان وجعلتها حجة على ما ثبت قطعا بالروايات المتواترة عن حادثة الغدير!!
جواب هذا السؤال عينه جواب الأول ولكن أردت أن تقوي حجتك في النقطة الأولى فنقضت أساس مقالك ! .. وقد يظهر الحق على لسان الكاذب نفسه!
—–
يقول:
4- لماذا لم يعلن علي عن هذه الحادثة بعد موت النبي مباشرة ويذكر المسلمين بذلك اليوم فالمدة الزمنية ليست طويلة حتى ينسوها؟ يقول الدكتور عبد الله البغدادي في رده على محمد باقر الصدر: “والأغرب من ذلك كله أن الإمام علي لم يحتج لنفسه -فيما ثبت عنه -بأي قول يشير إلى هذا (التعيين)”. وإن كان خائفا فلماذا لم يعلنها أيام خلافته ولماذا لم ينقل الخلافة توريثاً لابنه .
الرد:
إن كنت ممن لم يتعلم القراءة والكتابة لكان العتب عليك لم لم تسأل أهل الذكر إذ لم تكن من أهل العلم..؟
ولكن .. بما أنك تحمل لقب دكتور .. ثم تسأل مثل هذا السؤال فحتما أنت ممن رفع عنه القلم ولا يسعني وصف ما يدل عليه سؤالك إلا أنه نتيجة العمى الذي يصيب المتعصبين!
وجواب السؤال لطلاب الحق كالآتي:
ورد في كتب السنة المعتبرة أن أمير المؤمنين عليه السلام كان معارضا الأحداث السقيفة وبيعة عتيق الفلتة وتابعه على ذلك جميع بني هاشم وكثير من المهاجرين والأنصار ..
كما ثبت رد فعل العصبة التي استولت على الحكم الذي لم يبق لبيت الزهراء عليها السلام ومقامها حرمة أو اعتبار..
كما ورد أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لأمير المؤمنين عليه السلام بكف يده حين تغادر به الأمة..
ثم ورد احتجاجه في مجلس شورى الستة الذي أنتج تولي عثمان الحكم..
ثم ورد احتجاجه بهذه الحادثة في المسجد وشهادة عشرات البدريين والرضوانيين كما سبق ذكره !
—-
يقول:
5- لماذا تقاعس المسلمون جميعهم في تنفيذ هذا الأمر بعد موت النبي؟ هل انقلبوا على أمر نبيهم بمجرد موته؟ وهل مرور ثلاثة أشهر تجعلهم ينسون تلك الحادثة المهمة؟ لماذا لم يحتفل علي أيام خلافته بهذا اليوم كما تحتفلون؟ ولماذا لم يحتفل به الحسن أو الحسين؟ هل أنتم أحرص منهم؟!
•الرد:
أما موقف المسلمين من تنفيذ مقتضى هذه الحادثة من حيث التواطؤ على معارضته من قبل بعض الأصحاب قبل وبعيد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، أو التقاعس عن قول الحق والوقوف معه، أو الإعتراض على المنقلبين.. كل ذلك تفصيله متفرقا في كتب الحديث والسيرة التي عملت السلطة المتغلبة بالباطل على تحريفه وطمسه واخفائه أو وضع ما يناقضه!
لكن الباحث الحصيف الصادق في طلب الحق لن يعمى عن دلالات ذلك من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة والاحداث التاريخية!
والذي يثبت أن أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم ينسوا تلك الحادثة بعد ثلاثة أشهر أن بعضهم شهد بها بعد ما يقارب من ثلاثين سنه!
وأما السؤال الساذج عن احتفال أمير المؤمنين عليه السلام بذكرى بيعة الغدير وكذلك السبطين عليهما السلام فذلك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يحتفل بذكرى مولده أو بعثته وهي أعظم من ذكرى الغدير والمسلمون السنة يحتفلون به ولا يعترض عليهم إلا بعض متطرفي الحنابلة والوهابية ! ثم إن المتآمرين على أهل الحق لم يتركوا لأمير المؤمنين وابنيه عليهم السلام فرصة لإقامة الدين والدولة فأشعلوا حروبا متوالية وسلكوا كل الوسائل لأجل إفشال وإتمام المشروع الإلهي فأعملوا فيهم وفي ذريتهم القتل والاضطهاد والتشريد!
والاحتفال بالمناسبة سواء حصل أم لم يحصل فلن يغير من قيمة تلك الحادثة من شيء عند العقلاء!
—-
يقول:
6- لماذا لم يوصِ النبي لعلي بالخلافة في خطبة عرفة بوجود جميع المسلمين في صعيد واحد، وأخر هذا إلى غدير خم قرب المدينة، ليقولها أمام نفر أقل من ذلك الحشد حيث لم يبق من الحجاج إلا حجاج المدينة؟
ألم يكن الأحرى أن يكون ذلك في عرفة لأن الأمر يهم كل المسلمين وليس أهل المدينة فقط؟
•الرد:
لجهلك أيها الدكتور بجغرافية المنطقة التي حصلت فيها الحادثة وتظن أن موضع الغدير في مكان نائي ولم يبلغه إلا من قصد المدينة فقط!
وإنما دواء العي السؤال.. فهلا سألت متعلما بدل أن تسأل متعنتا؟
هذا الموضع كان مفترق الطُّرق المؤدّية إلى المدينة المنوّرة ، والعراق ، والشام ، ومصر ، تفرّق الناس عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم متّجهين وجهة أوطانهم ، قرب الجخفة ميقات أهل تلك الأمصار..
فأمر صلّى الله عليه وآله وسلّم عليّاً عليه السلام أن يجمعهم بردّ المتقدّم وانتظر المتأخّر .
فهذا موضع استراتيجي ليكون آخر عهد الناس بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم سماع الوصية!
ثم..
هل تستطيع أيها الدكتور أن تعترض على سيدك عمر الذي قبل مشورة سيدك عبد الرحمن بن عوف حين أراد الحديث في أمر مماثل يتعلق بالخلافة – ولكن لأجل إقصاء صاحب الحق عن الأمر- ففعل ما يشبه فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. بحسب الرواية التالية:
“عن عبد الرحمن بن عوف ، قال : حج عمر فأراد أن يخطب الناس خطبة ، فقال له عبد الرحمن بن عوف : أنه قد اجتمع عندك رعاع الناس وسفلتهم فأخر ذلك حتى تأتي المدينة ، قال : فلما قدم المدينة دنوت قريبا من المنبر ، فسمعته ، يقول : إني قد عرفت أن ناسا يقولون : إن خلافة أبي بكر ، كانت فلتة ، وإن الله وقى شرها إنه لا خلافة الا عن مشورة ، فلا يؤمر واحد منهما تغرة أن يقتلا ..”
فهذا سيدك أخر الحديث في أمر الخلافة حتى غادر مكة في الموسم وأخره إلى أن رجع إلى المدينة فهلا اعترضت عليه لو كنت منصفا؟
فلم لم يتحدث في مجمع الناس كلهم يوم عرفة؟
لم لم يفعل مثل ما فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين خطب بالناس في الغدير حيث تفترق القبائل فيسمعون ما يسمعه أهل المدينة؟
أم أن عمر عندك أحكم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. لا أستغرب إن جاء الرد بالإيجاب فقد صحح بعض علمائك رد عمر لأوامر النبي وتوجيهاته وأشادوا ببعد نظره الذي لم يدركه خاتم المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم!
—-
يقول:
إحياء هذه المناسبة والاحتفال بها بهذه الطريقة ليس مجرد طقس مذهبي ديني خالص، بل هو تظاهرة سياسية للمطالبة بتنفيذ تلك الوصية المزعومة في الوقت المعاصر باعتبار أن المسلمين اليوم قد انقلبوا على تلك الوصية، وآن أن يعود الحكم لذرية علي.
•أقول:
الموضع الوحيد الذي أصبت فيه أيها الدكتور من كل هذا الهراء الذي ملأت به مقالك!
هذه تظاهرة سياسية دينية ( لأن السياسة لا تنفصل عن الدين في الإسلام)!
هذه مطالبة المؤمنين بأن وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واجبة التنفيذ..
وأما الرد على كلمة “المزعومة” فقد علم القارئ تهافتها وتفاهتها..
—–
يقول:
إنها للأسف مناسبة لنبذ الآخر وشحن العداء والكراهية على من لا يؤمن بالفكرة، فهي ليست مناسبة تخص أصحابها فقط بحيث تدخل ضمن التسامح وقبول فكرة الآخر بل هي فكرة لا تؤمن بحق الآخر في الحكم وقد تصل إلى سفك دمه لمخالفتها. وفكرة الولاية تلك هي مخالفة لأبسط مقومات الدولة المدنية، وتتعارض مع قيمة المساواة ومع حقوق الإنسان في المواطنة المتساوية.
•أقول:
وما يزال الرَّجل يكذب، ويتحرَّى الكذب حتى يُكْتَب عند الله كذَّابًا..
الأمر بعكس ما تقول والواقع يثبت ذلك!
ما خلا بعض الأصوات النشاز المأجورة من نفس المصدر الذي يمول متطرفي السنة .. فإن خطاب الشيعة في هذه المناسبة لا يتطرق لمسألة عداء المخالفين وكراهيتهم… الخ
العجيب أن تاريخ من حكام المسلمين من أهل السنة مليء بدماء المعارضين من غيرهم من الطوائف الإسلامية، بينما سيرة من حكم من الطوائف الأخرى بلاد المسلمين من شيعة زيدية أو إمامية أو اسماعيلية لم يكن بتلك الدموية .. بل بعضها لم يتطرق للاختلاف المذهبي بين الحاكم والرعاية كالدولة الحمدانية مثلا!
كلامي لا يشمل دولة الملالي في ايران الحالية لانها تستغل التشيع لتقوية نفوذها وضرب مدرسة ال البيت عليهم السلام وشق الوحدة الإسلامية وإن كانت في كثير من المواقف السياسية تتخذ اجراءات أفضل ( ظاهريا) من دول عربية واسلامية سنية!
ختاما..
هذه دعوة لكل مسلم يطلب الحق ويرجو لقاء ربه بوجه أبيض ويسلك الصراط المستقيم دين الإسلام بمنهج النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يعمل بوصيته بالتمسك بالكتاب الكريم والعترة المطهرة ويبحث في مفاتيح هذا الموضوع في آية الولاية وآية التطهير وآية المباهلة وحديث الكساء وحديث المنزلة وحديث الثقلين وحديث الأئمة الإثني عشر وحديث الرد عن الحوض ففيها وفي غيرها الكثير من الأدلة والبراهين التي توصل إلى صراط الذين أنعم الله عليهم !
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله الأطهار
#الدبوني
#alduboni